شـلال كفريدة ببجايـة يرسم لوحة فنيـة جميلـة تستقطـب آلاف الزوار
يعد شلال كفريدة ببلدية تاسكريوت ، في ولاية بجاية، من أجمل المناطق السياحية بالجزائر، و يستقطب آلاف السياح الذين يتوافدون عليه من كل جهات الوطن للتمتع بلوحة فنية طبيعية جميلة رسمها الخالق وسط جبال بجاية، فهذا الشلال من أطول الشلالات في الجزائر، إذ يبلغ طوله 50 مترا، و تصب مياهه الغزيرة شتاء وصيفا في بركة مائية مغلقة، تعد هي الأخرى قبلة شباب المناطق المجاورة للسباحة.
أصل تسمية «كفريدة» يوناني، وتعني «الينبوع الجديد الطازج»، و يقع الشلال بقرية آيت إدريس على الطريق الرابط بين سوق الاثنين و خراطة، وتجمع هذه المنطقة الخلابة بين المياه العذبة واخضرار الطبيعة و الأشجار التي تغطي الوادي و محيطه.
ونظرا للإقبال الكبير للسياح على هذه المنطقة، استغل عدد من شباب قرية  آيت إدريس المحاذية، الفرصة لتهيئة مساحات مقابلة للشلال تستغل في التقاط صور تذكارية للسياح مع بعض الطيور و الألبسة التقليدية، وتشهد هذه المواقع إقبالا كبيرا لزوار المنطقة، حيث لا تكتمل زيارتهم إلا بالتقاط صور في قلب هذا المنظر الجميل الذي يقل مثيله في أماكن أخرى داخل الوطن أو خارجه.
و تشبه الصور الملتقطة بمحاذاة الشلال، اللوحات الفنية التي يرسمها الفنان بعد أن يسبح بخياله في الطبيعة العذراء، و قد أعرب الكثير من الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن، عن انبهارهم بهذا المنظر الطبيعي.
قبلة لهواة السباحة
و القفز و التسلق
وقبل الوصول إلى الشلال يضطر الزائر إلى العبور داخل الغابة، وسط سوق يضم عدد من المحلات المختصة في بيع اللوازم التقليدية المختلفة التي ترمز لتاريخ و تقاليد وعادات المنطقة، حيث يمتد هذا السوق على مسافة  حوالي  100 متر، ويضم ما يزيد عن 20 محلا، كلها متخصصة في بيع الأغراض التقليدية التي يتهافت الزوار على اقتنائها كتذكار للمنطقة.
و تجذب المنطقة السياح من كل ولايات الوطن من شرقها وجنوبها ووسطها وغربها، و من بينهم العائلات التي كانت تقضي عطلتها الصيفية  بشواطئ بجاية، فلا أحد يقاوم سحر الشلال الذي لا يوجد له مثيل في الجزائر.
وفي الوقت ذاته تعد البركة المائية التي يصب فيها الشلال القبلة المفضلة لشباب المناطق المجاورة للسباحة و القفز وسط المياه، و يصنع بعضهم التميز من خلال التسلق إلى أعلى الشلال، ثم القفز وسط البركة، وصنعت السباحة بهذه البركة والقفز وسط الشلال هي الأخرى لوحة فنية جميلة لا تقل جمالا عن الصور الأخرى.
مطاعم عائمة في أسفل الوادي
مناظر أخرى يقل تواجدها في مناطق أخرى من الوطن، وهي للمطاعم العائمة التي تتواجد وسط الوادي الذي تصله المياه من الشلال فتتدفق مياهه بغزارة ولا تقل حتى في فصل الصيف، وتتواجد من الجهة الشرقية للشلال سلالم تنطلق من جانب السوق نحو أسفل الوادي، يستغلها زوار المنطقة في النزول إلى أسفل الوادي، و قد قام أصحاب المطاعم بتثبيت الطاولات و الكراسي وسط مياه الوادي، ليتناول الزوار وجباتهم وسط منظر طبيعي خلاب وهواء نقي وهدوء يقل توفره في مطاعم المدن.
 وتشهد المطاعم العائمة بشلال كفريدة إقبالا كبيرا للعائلات، عكس تلك التي تتواجد في الجانب العلوي، رغم أن هذه الأخيرة توجد أيضا وسط مناظر طبيعية جميلة، و تحيط بها الأشجار الغابة من كل جهة، لكن مناظر أسفل الوادي تعد الأجمل، مقارنة  بالصور الأولى.
من جانب آخر تبقى صور تلك النفايات المنتشرة في مدخل المنطقة و انتشار قارورات البلاستيك على مستوى الطريق وتحت أشجار الغابة، من الصور السلبية التي تشوه  المكان، حيث لا أثر بالموقع لعمال النظافة ولا لسلل المهملات، فتضطر العائلات الواعية بأهمية نظافة المحيط برفع  بقايا الطعام و غيرها معها، في حين يلقي آخرون  القمامة هناك، ما يشوه صورة جمال الموقع الجميل الذي يحتاج إلى التفاتة وعناية من طرف المسؤولين المحليين ببجاية، خاصة من أجل تهيئة فضاءات لراحة العائلات في محيط الشلال والعناية بنظافته.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى