أشكــال صواعـد و نـوازل تدعـو الــزوار إلى رحلة عبـر الزمـن
تعد مغارة أوقاس بولاية بجاية، من أهم المواقع السياحية التي تستقطب آلاف السياح، كما تعد من أجمل المغارات المكتشفة عبر الوطن، و تضرب هذه المغارة بجذورها عبر قرون طويلة، و ذكر المرشد السياحي مسعودي كسيلة، بأن العمر الجيولوجي للمغارة يتراوح  بين 60 و140 مليون سنة.
المغارة الجميلة التي تتربع على مساحة 700 متر مربع، تقع على الطريق المؤدي نحو خراطة و جيجل، و تبعد ببضة أمتار فقط عن شاطئ البحر، و تستقطب خلال موسم الاصطياف وحده، حسب المرشد السياحي، حوالي 05 آلاف سائح يوميا يقصدون هذا الموقع الجميل للاستمتاع  بأشكال مختلفة رسمتها نوازل و صواعد تعود بهم إلى ملايين السنين .
اكتشفت قبل 57عاما و ظلت مغلقة طيلة عشريتين
و أضاف المتحدث أنه تم اكتشاف المغارة في سنة 1962 أثناء أشغال حفريات كانت تقوم بها إحدى الشركات، حتى تفاجأ العمال بوجود حفرة تبين أنها مغارة، و بقيت مغلقة و مهملة لمدة 20 سنة، وفي سنة 1982 أخذ المجلس البلدي لبلدية أوقاس على عاتقه التكفل بتهيئة المغارة وفتحها للزوار، لتتحول إلى موقع يستقطب آلاف الزوار يوميا، حيث شملت أشغال التهيئة فتح ممر للزوار وسط المغارة، إلى جانب دعمها بالإنارة، لتفتتح بشكل رسمي للزوار في سنة 1984
و تتشكل عند مدخل المغارة طوابير طويلة من الزوار يكتشفها  أغلبهم لأول مرة، حيث تنظم إدارة المغارة الزوار في شكل أفواج صغيرة للدخول، نظرا لضيق الممر المؤدي لداخلها، ونتيجة لذلك تضطر مجموعات لانتظار دورها خارج المغارة للدخول، كما حددت بلدية أوقاس سعر الدخول ب100دينار، و يرافق الزوار مرشدين سياحيين يتكفلون بشرح تاريخ المغارة، و الأشكال التي تضمها، وطريقة تشكلها وغيرها.
جمال يحرك  الخيال
 وأهم شيء يميزها هي الصواعد والنوازل التي تتشكل من مياه الأمطار التي تنزل من أعلى المغارة، و مادة كلسية تحمل في حد ذاتها أشكالا مختلفة لحيوانات، وتماثيل وخرائط وغيرها، وتجعل هذه الصواعد والنوازل الزائر يسبح بخياله، ليحدد هذه الأشكال التي قد تختلف من شخص لآخر.
ذكر هذا الإطار المرشد مسعودي كسيلة، أن الصواعد والنوازل قد تصل فترة تشكلها إلى 600 سنة، حيث أن تشكل  سنتيمتر واحد من صاعدة أو نازلة يستغرق 100 سنة، وبهذا فإن عمود بطول 08 أمتار، قد تصل فترة تشكله إلى 60 مليون سنة، ولذلك يقدر الجيولوجيون العمر التقديري لهذه المغارة بين 60 و140 مليون سنة، أي أنها تشكلت في العصر الطباشيري.
وتابع  المرشد السياحي أن الصواعد والنوازل ذات اللون الأبيض هي صخور حية يزداد نموها، في حين ذات اللون الأسود هي صخور ميتة، وتسقط مع مرور الوقت، ويشير إلى أن تغير لونها من الأبيض إلى الأسود يعود إلى التلوث، و التقاط الصور داخل المغارة من طرف الزوار، لهذا يمنع التصوير حفاظا عليها، كما أنها تتأثر باللمس.
و أوضح نفس المصدر بأن نسبة 80 بالمئة من الأشكال الموجودة داخل المغارة عبارة عن صواعد، و20 بالمئة عبارة عن نوازل، مشيرا في نفس الوقت إلى أن درجة الحرارة داخل المغارة ثابتة وهي 16 درجة مئوية، كما تعرف ارتفاع نسبة الرطوبة إلى95 بالمئة، وانخفاض في مستوى الأوكسجين، لذا قد يشعر الزائر أثناء دخوله بضيق في التنفس وغثيان.
بحيرة الأمنيات
 تشتهر مغارة أوقاس بكونها بحيرة الأمنيات، و يقصدها الزوار للرجاء والأمل، حيث يقطع الزوار بركة مائية صغيرة بعد عبور جسر صغير، وأثناء التوقف بهذا الجسر، يلقون  بقطع نقدية داخل البحيرة و يتمنون ما يريدون، قبل مغادرة المكان.
وفي نهاية اليوم يقوم مسؤولو المغارة بجمع القطع النقدية ومنحها لجمعية خيرية، ليتكرر المشهد بصفة يومية، بين مؤيدين يدرجون ذلك ضمن الأعمال الخيرية، و معارضين يصنفون العملية ضمن بعض الطقوس والخرافات.  
 و قبل مغادرة المغارة يجمع الزوار على أن المكان يعد من أجمل المواقع السياحية بالجزائر، و أثناء تواجدهم بداخلها ينقطعون عن العالم الخارجي، ويسبحون بخيالهم وسط هذه الأشكال من الصواعد والنوازل إلى عصور قديمة تزيد عن ملايين السنيين.
نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى