إجراء عمليات جراحية تصل تكلفتها 50 ألف أورو مجانا
باشر أول أمس، خبراء و أطباء جراحون أجانب من مختلف القارات، في إطار مشاركتهم في مؤتمر طبي بجامعة فرحات عباس بسطيف، إجراء عمليات جراحية، يستفيد منها 20 طفلا من ولايتي سطيف و برج بوعريريج، على مستوى المسالك البولية و الأعضاء التناسلية التي تعرضت لتشوهات خلقية، كلفة الواحدة تصل إلى 50 ألف أورو، لاسيما المعقدة و الدقيقة منها.
و تم إجراء في المرحلة الأولى عمليات بسيطة بالمستشفى الجامعي للأم والطفل بمدينة العلمة، شرق سطيف، على أن تنطلق أخرى معقدة وصعبة لاحقا بمستشفى الأم والطفل برأس الوادي بولاية برج بوعريرج، خلال الفترة الممتدة بين 18 إلى 27 أكتوبر الحالي.
أوضحت الطبيبة الجراحة سارة نابتي ، رئيسة لجنة المؤتمر الأول لما بين القارات لجراحة المسالك البولية لدى الأطفال، للنصر، بأن الملتقى يعتبر الأول من نوعه على المستوى الإفريقي و العربي، و هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جلب إلى الجزائر أفضل الجراحين الأخصائيين والخبراء من كل قارة، في مجال جراحة الأطفال، خصوصا جراحة المسالك البولية عند الأطفال.
أشغال المؤتمر تضمنت إلقاء محاضرات من قبل خبراء على غرار البروفيسور ألبيرتو بينا و أندريا بيشوف، رئيسي المركز العالمي لجراحة أمراض القولون، المستقيم والمسالك البولية و التناسلية لدى الأطفال، و البروفيسور جواو لويس يبيسال من مركز سيدرا للطب مختص في جراحة المسالك البولية عند الأطفال، و كذا البروفيسور سامح شحاتة، رئيس الفيدرالية العالمية لجمعيات جراحة الأطفال، الذي ساعد المنظمين في جلب أفضل الخبراء العالميين في هذا المجال، حسب المتحدثة.
برمج  منظمو المؤتمر الذي تحتضنه قاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم بجامعة فرحات عباس سطيف 1، بين المحاضرات ما يعرف في مجال الطب ب»ميتينغ فاميلي» ، وهو عبارة عن اجتماع «عائلي»، يضم المريض ، أهله، الخبراء، الأطباء الأخصائيين و المختصين النفسانيين، قصد تسليط الضوء على المرض بشكل دقيق، و أشارت الدكتورة نابتي إلى أن دراسة المرض يتم عادة في غياب المريض، لكن التقنية الجديدة تسمح باجتماع مختلف الأطراف.
 علما أن المؤتمر اعتمد على اللغة الإنجليزية في المحاضرات وكذا المناقشة، و اعتبرت المتحدثة ذلك سابقة في هذا المجال .
و دعت الدكتورة نابتي ، و هي جراحة أطفال بالمستشفى الجامعي الأم والطفل بالعلمة،  المجتمع المدني، المرضى و رجال الأعمال، إلى ضبط مختلف الترتيبات و الإحصاءات، قصد جلب الجراحين والأخصائيين من مختلف أنحاء العالم، لإجراء عمليات جراحية صعبة، معقدة و مكلفة، لعدة مرضى في آن واحد، بدلا من جمع التبرعات و إرسال مريض واحد فقط للعلاج في الخارج، كما أن جلب الخبراء الأجانب يمكن من نقل خبراتهم إلى الأطباء المحليين.
 على هامش المؤتمر صرح الخبير الأمريكي ألبيرتو بينا للنصر، بأن تنظيم المؤتمر بالجزائر، مكسب حقيقي وثورة في مجال طب وجراحة الأطفال، على المستوى العربي و الإفريقي، مشيرا بأنها المرة الأولى التي يحضر فيها إلى الجزائر، لنقل الخبرة الأمريكية في شقيها النظري والتطبيقي.وأشار البروفسور سامح شحلاتة من جهته ، بأن المؤتمر سيؤسس لبداية تعاون بين الجزائر والمراكز العالمية لجراحة الأطفال، مع الاستفادة من خبرتها وإمكاناتها الضخمة، مثمنا اختيار المنظمين للموضوع، قصد تطوير طب الأطفال، مضيفا بأنه سيستفيد أيضا من حالات المرضى الجزائريين، الذين تختلف حالاتهم عن تلك المسجلة بمصر.
  المؤتمر   من تنظيم جامعة سطيف 1 و مختبر الأبحاث لأمراض القلب والجراحة القلبية و مختبر الأمراض الوراثية، وخصص لمعالجة كل ما يتعلق بالأمراض التي تصيب جهاز المسالك البولية والتناسلية، وشهد مشاركة دولية معتبرة لخبراء من الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، تونس، المغرب، ليبيا، باكستان، تركيا، العراق و موريطانيا.
ر.ت

الرجوع إلى الأعلى