الفواكه المعدلة جينيا تسبب السرطان
أكد مختصون في التغذية و أطباء للنصر، بأن التغيرات التي طرأت على الفواكه من حجم ولون وشكل  في السنوات الأخيرة ، معظمها من الصنف المعدل  جينيا، نظرا لاستعمال بذور مستوردة، قد لا تتوفر معلومات بشأن تركيبتها، و هو ما يترتب عنه عديد المخاطر الصحية، في مقدمتها  الإصابة بالسرطان، مشيرين إلى أن بعض التجار يلونون بعض الفواكه لتبدو لامعة و جذابة.
روبورتاج: أسماء بوقرن
المتجول بين مربعات الخضر و الفواكه بأسواق بومزو و الإخوة بطو بمدينة قسنطينة و بالأخص على مستوى المراكز التجارية الكبرى كالرتاج مول بعلي منجلي، ينبهر بالديكور الذي يختاره بعض التجار لعرض الفواكه بمختلف أنواعها، و يجذبه شكلها الكبير الملفت، الذي كان سابقا يقتصر على المنتجات  المستوردة، غير أن المحلي اتخذ نفس الشكل اليوم، الذي استحسنه المستهلك ، فيما تخوف العديد من الزبائن  من نوعية الفاكهة، كونها أصبحت   دون طعم و لا رائحة تميزها، رغم شكلها المغري .
الإجاص مصبوغ بمادة مجهولة
 يلجأ بعض التجار إلى طلاء نصف حبة الإجاص بمادة ذات لون أحمر مجهولة المصدر و التركيبة ، و هي ظاهرة وقفت عليها النصر ميدانيا، بأحد المراكز التجارية الكبرى، حيث لفت انتباهنا بأحد المربعات التي تعرض فاكهة الإجاص شكلها المغري و نصفها الأحمر الفاقع، و هو النوع الأكثر رواجا لتميزه عادة بذوق مميز، و عند  اقتنائنا لكمية منها، حاولنا التأكد من لونها، و بعد تمرير قطعة قماش على جزئها الأحمر، اتضح أنه طلاء اختفى بمجرد مسحها و غسلها  و هي حيلة ربما يلجأ إليها تجار التجزئة لتجنب كساد المنتوج وإعطائها جودة أكبر، وقد سجلت في السنتين الأخيرتين و تم مقاضاة تجار بسببها لتعود هذا الموسم بقوة.
المتجول عبر الأسواق النظامية هذه الأيام لا يمكن إلا أن يشده شكل الفواكه الشهي و لونها اللامع، فيتوقف لشراء كمية منها، ف»يستشعر مذاقها قبل تجريبه»، و هو ما قاله للنصر السيد عبد العزيز ، رب أسرة من خمسة أفراد في الستينات من العمر، مؤكدا بأنه يشتهي الفواكه بأنواعها و بالأخص العنب و الإجاص، فيخصص ميزانية من راتبه تفوق تلك التي يخصصها للحوم و المواد الغذائية الأخرى  ، لكونها مفيدة للجسم و لذيذة، غير أنه لم يعد بإمكانه اختيار النوعية الجيدة، خاصة في ظل الحيل البصرية التي يعتمدها التجار، اذ ينبهر بالمظهر الخارجي للمادة و يصدم بمذاقها في ما بعد، مشيرا إلى أنه أصبح يبحث عن الأنواع ذات الحجم الصغير ، لكنه لطالما وقع ضحية لغش التجار بالرغم من أنه متعود على التسوق.
و قالت لنا ربة بيت بأن هناك فرق شاسع بين طعم الفواكه التي كانت تباع في السابق و المعروضة اليوم، التي تصلح فقط للديكور، كما أكدت، خاصة العنب، مضيفة بأن مخاطر الخضر و الفواكه المعروضة لا تختلف كثيرا عن مخاطر المأكولات السريعة التي تحاصرنا في كل مكان، نظرا للتغييرات التي طرأت في مجال التكنولوجيا الزراعية و التي تهدد صحتنا، حسبها .
الكثير ممن تحدثنا إليهم أبدوا تخوفهم من طبيعة هذه المنتجات التي لم تعد في   الواقع تشبع رغبة و حاجة المستهلك، و لا يقتصر خوفهم من حجمها غير الطبيعي، بل من مخاطر استعمال مواد كيميائية لتجميلها، كما هو معتمد بالنسبة لفاكهة الإجاص ، مؤكدين بأن هذه التغييرات قد تنجر عنها أمراض و تعقيدات صحية.
مختصة التغذية وردة حمامة
المنتوج المحلي فقد خصائصه بسبب البذور المستوردة
مختصة التغذية والتكنولوجيات الغذائية وردة حمامة بجامعة قسنطينة، أكدت بأن الكثير من المستهلكين يجهلون السر الذي يكمن وراء كبر حجم الفاكهة، و حتى الخضر المعروضة في الأسواق، و يعتبرونه أمرا إيجابيا و  تطورا في مجال الزراعة، غير أنهم  يستغربون في ذات الوقت فقدان طعمها الطبيعي.
المختصة أرجعت سبب هذا التغير  إلى البذور المستوردة من الخارج و التي أصبح الفلاحون يعتمدونها في عملية الزرع، و هي في الغالب معدلة جينيا، كما تجهل في كثير من الحالات تركيبتها الحقيقية، ما أثر ، حسبها، على نوعية المنتوج المحلي الذي فقد خصائصه و أصبح لا يختلف لحد ما عن المستورد، ضف إلى ذلك لجوء بعض المزارعين إلى مضاعفة كمية السماد للحفاظ على  صلاحية المنتوج لمدة أطول.
كلها عوامل تقف وراء هذا التغير الخطير و الذي يهدد بشكل مباشر صحة المواطن،  و قد تؤدي للإصابة بالسرطان، و استبعدت المتحدثة في المقابل خطورة التخزين في غرف التبريد،  كما هو رائج، خاصة عند توفر الشروط اللازمة و الابتعاد عن السلوكيات التي تعارض أخلاقيات المهنة ، بإضافة مواد من شأنها أن تحافظ على النوعية الجيدة لفترة أطول.
و أكدت المتحدثة بأنه على المستهلك في هذه الحالة، تجنب تناول الفاكهة بقشورها، نظرا للتأثيرات السلبية للأسمدة و المواد المضافة، كما دعت لاستعمال البيكاربونات في غسلها، بإضافة ملعقتين كبيرتين إلى الماء و وضع الفاكهة فيه لمدة من الزمن، لتساهم في القضاء على المواد الضارة، قبل استهلاكها .
مختصة التغذية سعاد بوالشعير
طلاء فاكهة الإجاص بمادة حمراء يعرض المستهلك للتسمم
بخصوص اعتماد بعض التجار على حيلة طلاء جزء من فاكهة الإجاص، لجذب الزبائن  ، أكدت المختصة في التغذية سعاد بوالشعير للنصر بأن المادة المستعملة تبقى مجهولة المصدر، فقد تكون عبارة عن مستحضر تجميل أو ملون أو مطهر الجروح، المعروف « الدواء الأحمر» ، مؤكدة بأنها مواد تتسبب في إصابة من يتناولها بتسمم غذائي، و آلام في البطن و إسهال و حساسية جلدية ،خاصة عند الإكثار من تناولها ، داعية إلى غسلها جيدا بالماء ، مع اضافة القليل من الخل  للقضاء على المواد الكيميائية، معتبرة الخل أفضل بكثير من مادة الجافيل في تطهير المواد الغذائية من الجراثيم.  
الدكتور عمر بوشاقور طبيب عام
إضافة مواد دون مراقبة صحية جريمة
الدكتور عمر بوشاقور طبيب عام بقسنطينة، اعتبر كل المواد التي تضاف دون مراقبة صحية للمواد الاستهلاكية جريمة،  ، ضف إلى ذلك لجوء المزارعين أو أصحاب غرف التبريد أو تجار الجملة أو التجزئة، إلى  حيل للترويج لمنتجاتهم دون الاكتراث لصحة المستهلك، و هي ظاهرة ساهم في توسعها و انتشارها، حسبه، غياب الرقابة عند خروج المنتوج من سوق الجملة إلى غاية وصوله إلى أسواق التجزئة،  و عدم قيام السلطات بدورها المنوط بها ، و كذا  عدم توفر معلومات حول المنتوج .
و أكد الطبيب أنه حاول إجراء تحقيق حول طبيعة بعض المنتجات و بالأخص فاكهة الاجاص التي تلون بالأحمر، فسأل تاجرا بسوق الجملة ، فقال له بأن طبيعة الورق الذي يفرش به صندوق الفاكهة لونه أحمر، و نظرا لطول مدة التخزين تفرز هذه المادة اللون الأحمر، حسبه، و هي إجابة اعتبرها الطبيب غير مقنعة ، مشيرا إلى أن  ظاهرة الغش مطروحة بكثرة و على السلطات أن تسعى بكل ما بوسعها للحد منها.   
و شدد على ضرورة غسل الفاكهة  جيدا قبل تناولها و الامتناع عن اقتناء تلك المعرضة لأشعة الشمس أو التي تحمل آثارا أو تلفا طفيفا، مؤكدا بأن خطورتها على الصحة كبيرة و بالأخص على الأطفال  ، إذ تسبب الإصابة بالتسمم و الحساسية .
و أضاف من جهته الدكتور أمين خوجة ، طبيب عام بمستشفى البير أن تناول خضر و فواكه معدلة جينيا، يسبب اضطرابات في النظام الغذائي ، مشيرا إلى أن فاكهة الرمان ذات اللون الأحمر الفاقع الذي يختلف عن النوع المحلي ، بذورها مستوردة من البرتغال، وكذلك الشأن بالنسبة للإجاص  .
رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر و الفواكه بقسنطينة
طلاء الفاكهة لا يتم على مستوى سوق الجملة
أما رئيس فيدرالية تجار الجملة للخضر و الفواكه بقسنطينة عمار بوحلايس،  فتحدث عن ظاهرة طلاء فاكهة الإجاص باللون الأحمر ، قائلا بأنها لا تتم على مستوى سوق الجملة، نظرا للكمية الكبيرة التي تدخل السوق ، مؤكدا بأنها تنقل من عند المنتج كما هي،  إلى تجار التجزئة ، مشيرا إلى أنه لا يمكن اتهام أي جهة، فقد تتم على مستوى غرف التبريد أو بائع التجزئة، في حين قال لنا التجار الذين تحدثنا إليهم أنهم لا يتحملون مسؤولية طلاء الفاكهة .                                    أ. ب

الرجوع إلى الأعلى