مغتربون يروون يومياتهم داخل الحجر الصحي
تحدث عدد من الجزائريين المغتربين في عدة دول أوروبية، على غرار فرنسا و إسبانيا، عن يومياتهم في الحجر الصحي، و كيف يقضون أوقاتهم بعدما قررت حكومات هذه البلدان، فرض حالة الطوارئ بعد تفشي وباء كورونا الذي لا يزال يحصد الآلاف من الأرواح يوميا، و في ظل التوقف شبه الكلي للحياة في الخارج، يمارس أغلبهم الدراسة و العمل من المنزل عن طريق الإنترنت،  كما أن الاستفادة من أغلب الخدمات متاحة للجميع، بفضل الرقمنة، على غرار العلاج و دفع الفواتير، و حتى التسوق عن بعد.
أكد من تحدثنا إليهم من  المغتربين، حالة الخوف الكبير التي تسود الجو العام في الدول التي يقطنون بها، و قال سعيد بن رقية، رئيس المنظمة الوطنية للجزائريين في المهجر  الذي يقطن في إسبانيا ، أن  الجو مخيف بعد التفشي الرهيب لكوفيد 19 ، فالحركة شبه منعدمة و كل المحلات و المقاهي و الفضاءات و  أماكن العمل مغلقة، و تعد إسبانيا من بين الدول الأوربية الأكثر تضررا، خاصة  بعض الأقاليم بها ، على غرار  العاصمة مدريد التي بلغ عدد الإصابات بها خلال الساعات الأخيرة 8029 حالة و 804 وفاة ، إقليم كتالونيا  الذي بلغت عدد الإصابات به 4203 و 122 وفاة ، و فلورنسيا 1363 حالة و 50 وفاة  ، ليبلغ العدد الإجمالي للإصابات 25 ألف حالة، منها 1612 في العناية المركزة، كما أن عدد الوفيات في ارتفاع مضطرد ، ليتحول الحجر الصحي إلى ضرورة قصوى.
و قالت السيدة آمال علوك، مغتربة بفرنسا، أنها لم تغادر هي و كل أفراد عائلتها المنزل منذ عشرة أيام ، حيث قامت رفقة زوجها باقتناء مؤونة تكفيها لمدة شهر كامل،  و وصفت الجو العام بالمخيف، في ظل توسع رقعة الوباء، و تزايد الوفيات و الحالات المسجلة، مضيفة أن الجميع ملزم بالحجر الصحي و التقيد بشروط الأمان، لأنها الطريقة الأفضل لحماية أنفسهم من الإصابة بهذا المرض، و كل  التنقلات شبه منعدمة، إلا للضرورة القصوى، و تكون عن طريق رخصة، شريطة أن لا تتعدى مسافة التنقل حيز الحي الذي يقطن به الشخص.
ممارسة العمل و الدراسة عن بعد
أوضحت المتحدثة و هي  أستاذة في الطور الأساسي، تقطن في العاصمة الفرنسية باريس، أنها تمارس وظيفتها كمعلمة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عادي من منزلها، باستخدام تقنية الفيديوهات المتلفزة، و هو حال زوجها أستاذ مادة الرياضيات  بإحدى المدارس الخاصة ، حيث  قالت السيدة آمال للنصر، أنه يقدم الدروس لتلاميذه عن بعد ، من أجل الحفاظ على راتبه الشهري. بالنسبة لأبنائهما الثلاثة، و هما بنتان و ولد، فرغم بقائهم في الحجر الصحي، إلا أن مؤسساتهم التعليمية ملزمة بتقديم المقرر الدراسي بشكل يومي عن طريق المحادثة عن بعد، و هناك حالة انضباط كبيرة داخل المنزل، في العمل و كذا متابعة الدروس، مشيرة إلى أن المعاينة الطبية تتم عن بعد، مع أطباء مختصين، مع ضمان تأمين 100 بالمئة، فيما تضمن الحكومة الفرنسية دفع فواتير الكهرباء و الماء.
أما في إسبانيا فقال السيد سعيد بن رقية، و هو رئيس  المنظمة الوطنية للجالية الجزائرية في المهجر و مقرها بإسبانيا، أنه رغم غلق المدارس و الجامعات و الكثير من الشركات، فإن العمل و التعليم يتم عن بعد ، فعلى سبيل المثال قام هو  بنقل كل ما يحتاجه من مكتبه بالشركة التي يعمل بها، ليقوم بمزاولة وظيفته عن بعد ، و يضطر للذهاب إلى الشركة في حالات نادرة.
غرامات مالية بقيمة ألف أورو للمخالفين
أكد من تحدثنا إليهم أن الجميع ملتزم بتطبيق آليات الحجر الصحي و طرق الوقاية، للحد من انتشار فيروس كورونا الذي كبد أوروبا آلاف الضحايا، و إدى إلى إعلان حالة طوارئ قصوى ، و قالت السيدة آمال أن مغادرة المنزل في فرنسا  يكون عند الضرورة بعد ملأ استمارة خاصة لاقتناء بعض المواد الغذائية، مع إحترام مسافة محددة لا تتجاوز حي الإقامة، إلا في الحالات الاستعجالية ، و في حال تسجيل أية مخالفة، يلزم الشخص بدفع غرامة مالية تقدر ب 130 أورو.
 أما سعيد بن رقية، فقال للنصر، أن إسبانيا أقرت غرامات كبيرة لكل من يخالف تعليمات الحكومة في الالتزام بالحجر المنزلي ، و تتراوح بين 800 إلى ألف أورو، كما  أن الذهاب للعمل في بعض القطاعات الحساسة، يكون بوثائق خاصة،  مع انتشار كبير لقوات الجيش في كل مكان، و تخصيص مستشفيات متنقلة،  في ظل عجز المؤسسات الإستشفائية عن احتواء العدد الهائل من المصابين.
فيما فرضت المراكز التجارية الكبرى إجراءات رقابة كبيرة للزبائن، لتبقى كل الأمور تحت الرقابة  الصارمة.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى