آلاف السياح يتدفّقون على حمام دباغ قبل انطلاق تظاهرة ربيع الشلال
تدفق آلاف السياح أمس الجمعة على المدينة السياحية حمام دباغ بقالمة و شكلوا طلائع الوافدين قبل انطلاق تظاهرة ربيع الشلال التي تتزامن مع عطلة الربيع التي تبدأ في النصف الثاني من شهر مارس من كل عام.  جاء هواة الطبيعة و الحمامات المعدنية من مختلف ولايات الوطن في رحلات جماعية منظمة و رحلات عائلية و فردية، و انتشروا بالفضاءات السياحية لقضاء يوم جميل بين أحضان الطبيعة و الهروب من جحيم المدن و متاعب الحياة اليومية المرهقة.  و كانت محمية العرائس أين تتواجد حظائر الألعاب و الصخور الأسطورية و المطاعم و المقاهي و منابع المياه الساخنة، قبلة للوافدين الذين حولوا المكان إلى مسرح مفتوح امتزجت فيه الموسيقى بسحر الطبيعة و حب الاستكشاف.  
و استقطب المركب المعدني الشهير عددا كبيرا من السياح، كما الشلال الشهير الذي انغلقت ساحته الجميلة في وجه الوافدين هذه السنة،بسبب أشغال تجري هناك لبناء فضاء جديد تراهن عليه سلطات قالمة لتغيير وجه المنطقة السياحية و إضفاء مسحة جمالية جديدة عليها، تضاف إلى المعالم القائمة هناك منذ آلاف السنين.   و قد فتحت بلدية حمام دباغ منفذا جديدا لتمكين الزوار من الاستمتاع بالشلال العجيب و ملامسة ألوانه الزاهية و مياهه الساخنة و بخاره الذي يحجب الرؤية بين حين وآخر، و يرسم لوحة فنية نادرة تثير إعجاب الزوار الذين لا يترددون في أخذ صور تذكارية مع أحد أشهر الحمامات المعدنية بالجزائر.   و تبقى حركة السير بمثابة النقطة السوداء بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، حيث تصاب بالشلل في أوقات الذروة من المدخل الجنوبي على الطريق الوطني 20 ، إلى غاية المخرج الشمالي على الولائي 122،  مرورا بالفضاءات الطبيعية وسط المدينة و الأحياء السكنية التي تصاب هي الأخرى بتخمة المرور و يبقى السكان محاصرين في منازلهم ساعات طويلة في عز موسم الربيع الذي أصبح يستقطب آلاف الزوار كل يوم على مدار عطلة الربيع.   و لم تتمكن بلدية حمام دباغ من بناء شبكة من الجسور و الطرقات المزدوجة لاستيعاب الطوفان البشري الهائل و آلاف المركبات التي تملأ كل الطرقات و الحظائر و في كل مرة تتوقف حركة السير ساعات طويلة، رغم تدخل الدرك و الشرطة لفك الخناق و فتح منافذ وسط الطوابير الملتحمة.   و في كل مرة يتحدث المشرفون على شؤون السياحة بولاية قالمة عن مشاريع كبرى لبناء طرقات مزدوجة و محولات على المداخل الرئيسية و جسور وسط المدنية و وقف الزحف المتواصل للعمران باتجاه المحميات الطبيعية السياحية، غير أن هذه المشاريع لم تتحقق حتى الآن، رغم التطور الكبير الذي تعرفه السياحة الحموية بالجزائر في السنوات الأخيرة.   و لا تزال حركة السير داخل الجوهرة السياحية تعتمد على طرقات ضيقة و جسر قديم للسكة الحديدية بناه المعمرون قبل 140 سن تقريبا، و لا يزال صامدا و يفك الخناق المروري في كل مرة تختنق فيها المدينة الجميلة.   و حتى الطريق الاجتنابي المعروف بطريق البياضة الذي كان يعول عليه كثيرا لامتصاص حركة السير في ساعات الذروة، تعرض للانهيار التام بعد أقل من سنة على بنائه، حيث أتت عليه السيول و حولته إلى شعاب و كتل من الطين و الحجارة و لم يعد صالحا للسير، حيث ارتكب المهندسون أخطاء كبيرة، كما يقول سكان المدينة، و لم ينجزوا نظاما لصرف مياه الفيضانات على طول الطريق و مع سقوط أول أمطار الشتاء انهار الطريق الاجتنابي و تحول إلى مسلك مهجور وسط مدينة مختنقة، تبحث عن منافذ للنجدة عندما تضيق بزوارها القادمين من مختف ولايات الوطن كل ربيع.

فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى