27 بالمئة فقط من الجزائريات يُرضعن أبناءهن خلال الستة أشهر الأولى
دق مختصون في طب الأطفال و خبراء في الصحة ناقوس الخطر بسبب تراجع نسبة الرضاعة الطبيعية في الجزائر، و عواقب ذلك على الأطفال حديثي الولادة و الرضع و على صحة الأم ، و أكدت رئيسة مصلحة الأطفال حديثي الولادة  بمستشفى تيزي وزو من جهتها، بأن 27 بالمئة فقط من الأمهات ببلادنا يرضعن أبناءهن خلال الأشهر الستة الأولى من أعمارهم .

المختصون شددوا خلال فعاليات الأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية الذي يحييه المستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو ، على المزايا الصحية التي توفرها الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل و دورها في حماية صحة الأم، و أشاروا في ذات السياق إلى أن الأرقام المتعلقة بالرضاعة الطبيعية في الجزائر تعتبر «كارثية»، عكس البلدان المتطورة التي تهتم بالرضاعة الطبيعية و تحتل مكانة كبيرة وسط الأمهات.
و أضافوا أن هذا النوع من الرضاعة لم يرق إلى المستوى المطلوب ببلادنا، و هذا الخطأ يتحمل مسؤوليته مستخدمو الصحة و ليس الأمهات، حسبهم .
اقتراح برفع عطلة الأمومة إلى أكثر من 90يوما
البروفيسور بن سعدي رئيسة مصلحة حديثي الولادة بالمستشفى الجامعي نذير محمد ، أكدت من جهتها بأن 27 بالمئة فقط من الأمهات في الجزائر يرضعن طبيعيا خلال الأشهر الستة الأولى من أعمارهم، ثم  تستبدلن  الرضاعة الطبيعية بالاصطناعية، مضيفة بأن الرضاعة الطبيعية تراجعت كثيرا ببلادنا ، مقارنة بالدول الأخرى، مما يضر بصحة الأطفال و الأمهات، فضلا عن التكاليف الإضافية للعائلة.و قالت البروفيسور بن سعدي أن الطفل حديث الولادة، يستيقظ كثيرا بعد ساعتين من الولادة، و على الأم أن ترضعه، و بعد مرور 24 ساعة من عمر الطفل ينام كثيرا و خلال هذه الفترة يمكن للأم أن تستريح، من جهة أخرى اقترحت المتحدثة رفع عطلة الأمومة إلى أكثر من 90 يوما، حتى تتمكن من إرضاع طفلها بشكل جيد و مستمر.و أضافت الأخصائية أن الأم إذا أرضعت مولودها لمدة 12 شهرا طبيعيا ، فسيساهم ذلك في تراجع خطر إصابتها بسرطان الثدي بنسبة 30 بالمئة قبل سن اليأس، بينما يتقلص خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 25 بالمئة لدى الأم التي أرضعت طفلها لمدة شهرين على الأقل.
و أبرزت البروفيسور مزايا الرضاعة الطبيعية على الطفل بالقول، أن حليب الأم يحمي الأطفال من الإصابة بالإسهال و عدوى الأمراض التنفسية و التهابات الأذن و الموت المفاجئ.و أكدت بأن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من مرض السكري و السمنة و تسوس الأسنان، فحليب الأم غني بالبروتينات و «الألبومين» الموجود به مضاد للأورام و هو مصدر ممتاز و متوازن  للأحماض الأمينية التي تمنح فوائد إضافية لنمو الطفل و تحسن قدراته، مؤكدة أن الأطفال الذين يرضعون حليب الأم يتحصلون على نتائج جيدة في اختبارات الذكاء.
«حليب الأم  ذهب أبيض»
من جهته البروفيسور شيخي من مصلحة طب الأطفال، وصف حليب الأم بـ «الذهب الأبيض»،  لأنه يحتوي على جميع المواد الغذائية المهمة للنمو الحركي و النفسي للطفل.  و أضاف أن الرضاعة الطبيعية تقلص من خطورة عدة أمراض معدية على الأطفال من بينها، التهاب السحايا الجرثومي و التهابات المعدة و الأمعاء و الأذن و تقلل من عدوى الجهاز التنفسي.
البروفيسور أشار في ذات السياق إلى فوائد الرضاعة الطبيعية على صحة الأم، و قال أنها تعمل على الحد من خطر الإصابة بالعدوى بعد الولادة و تسهل فقدان الوزن الزائد خلال ستة أشهر الأولى من الولادة، فضلا عن حمايتها من الإصابة بسرطان المبيض و الثدي، كما يزيد من احترام و تقدير الذات و الثقة في القدرات بالنسبة للأم. و توفر الرضاعة الطبيعية، حسب البروفيسور شيخي،  فوائد أخرى بالنسبة للطبيعة، لأنها تحمي البيئة من التلوث، كونها لا تخلف نفايات، كما أن الرضاعة الطبيعية سهلة و لا تتطلب أية تكاليف.و تابع المتحدث بأن آخر التحاليل تشير إلى ارتفاع خطر الموت المفاجئ لدى الرضع حديثي الولادة الذين يعتمدون على الرضاعة الاصطناعية، كما أكدت دراسة أن الخطر يكون مضاعفا لدى توقف الرضاعة الطبيعية خلال شهر واحد، في حين بينت دراسة حديثة أخرى أن الأطفال الذين لم يرضعوا حليب الأم سيتعرضون لخطر مضاعف بالنسبة لتطور مرض السكري من الصنف الأول  لديهم، عكس الأطفال الذين رضعوا من صدور أمهاتهم.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى