تعويض ضحايا التفجيرات النووية في الجزائر يستدعي تحضير ملفات علمية
كشف أمس البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، أن الجزائر لم تودع شكوى رسمية لدى السلطات الفرنسية لمطالبتها بالتكفل بسكان الجنوب المتضررين من مخلفات التفجيرات النووية في الستينات، موضحا أنه من أجل رفع الشكوى يجب توفير أرضية علمية وملف متكامل ودراسات التي يتم القيام بها بعد لضبط وتحديد الأضرار على الإنسان خاصة والمحيط أيضا.

قال البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي في تصريح للصحافة على هامش محاضرة ألقاها خلال فعاليات اليوم الدراسي حول السراطانات الناتجة عن الإشعاعات وهذا بمركز كراسك وهران، أن الجزائر تتوفر على الكفاءات المناسبة للقيام بدراسات دقيقة عن المصابين بالسرطان خاصة من سكان ولا يتي أدرار وتمنراست المتعرضين لإشعاعات التفجيرات النووية التي قامت بها فرنسا في سنوات الستينات، مشيرا أنه أيضا كل الإمكانيات متوفرة  متاحة لتسهيل القيام بهذه الدراسات خاصة وأن المناطق المعنية هي معزولة وتدفع الثمن باهضا سواء بمعاناة سكانها مع المرض الخطير أو بتنقلاتهم المتكررة والمكلفة للمناطق الشمالية من أجل تلقي العلاج، مضيفا أن الأمر متوقف أيضا على ضرورة وجود مبادرة مؤسساتية كي تتكفل بمتابعة الملف لبلورته وتحضيره لتسجيل الشكوى الرسمية، معتبرا لقاء أمس بكراسك وهران، فرصة كبيرة للتشاور مع جميع المعنيين المشاركين للخروج بإتفاق قد يؤدي لاحقا لتبني مؤسسة ما للعملية ومتابعتها، مبرزا أنه يجب أيضا إستغلال فرصة وجود الطلب الفرنسي الذي كان في فبراير المنصرم، من أجل فتح مفاوضات حول القضية خاصة وأن لجان فرنسية سبق لها وأن زارت المنطقة وتوصلت لنتيجة وهي أن الإشعاعات لازالت تنخر صحة السكان، وهذا ما عرضه البروفيسور خياطي في محاضرته شارحا أبرز المخاطر السرطانية التي تصيب الإنسان المتعرض لإشعاعات نووية.
من جانبه وفي ذات السياق، أكد الدكتور محمد بوزياني من جامعة وهران 1، أنه يجب تحقيق ثلاثة أساسيات للتكفل الصحي الحقيقي بالمصابين بالسرطان في مناطق الجنوب خاصة المناطق التي لازال سكانها ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية  منها أدرار وتمنراست، وهذا بالضبط الدقيق لسجل مرضى السرطان بالمنطقتين ثم المناطق المجاورة وتحيين المعطيات والمصادقة عليها علميا مما يسمح للجزائر بعدها بالمطالبة بتمويل من طرف هيئات دولية حتى من فرنسا التي هي ضليعة في الوضعية الصحية التي تنخر أجساد سكان الجنوب منذ عشرات السنين، إلى جانب هذا توفير مستشفى متنقل لإجراء الفحوصات من طرف أطباء يجب تكوينهم تشخيص الإصابة بالسرطان وكذا لتقديم العلاج المناسب،  وطرح الدكتور بوزياني أهم العراقيل التي تحد من السير الحسن لملف إيداع الشكوى والمطالبة بالتعويضات، منها أنه منذ الإستقلال لم يتم تحديد المناطق  «المنكوبة» وهذا في غياب خرائط حقيقية التي هي بحوزة الفرنسيين، وكذا عدم إحصاء المناطق التي إنتقلت إليها العدوى كون التفجيرات النووية تنتشر على مسافات كبيرة جدا، ومن هنا أفاد المحاضر أنه يمكن العثور على آثار الإشعاعات في عدة مناطق من الوطن.
 بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى