قلق من تزايد ضحايا إطلاق البارود في الأعراس ببئر العاتر
أعادت حادثة وفاة الشاب “ عطية” بطلق بارود في موكب زفاف إحياء الكثير من المواجع والفواجع، التي عاشها سكان مدينة بئر العاتر، الذين فقدوا أعزاء لهم بنفس السبب، وتحول الاستعمال المفرط للبارود في مواكب الأعراس داخل الوسط العمراني ببئر العاتر إلى كابوس حقيقي، بعد تزايد ضحاياه، وباتت هذه الظاهرة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، تشكل خطرا حقيقيا على حياة الناس، حيث أصبح الاحتفال في الأعراس في المدينة مرادفا للذعر و الموت، جراء ما تحصده سنويا من الأبرياء بسبب الإفراط في استعمال البارود و السرعة أثناء مواكب الزفاف.
وقد جرت العادة في الكثير من حفلات الزفاف بأحياء المدينة، استرسال الرجال في إطلاق عيارات نارية بشكل عشوائي في السماء، و ترافقها السرعة الجنونية في قيادة السيارات أثناء المواكب، حيث يعتبرون إطلاق البارود والزيادة في السرعة، تعبيرا عن البهجة والفرحة، و منهم من يتفاخر ويتباهى بذلك ليتحدث عنه الناس في المجالس، و يعتبرون العرس الذي لا يدوي فيه البارود بقوة، عرسا متواضعا وبسيطا.
و أضحى إطلاق البارود من أهم الطقوس الاحتفالية الراسخة في أعراس واحتفالات السكان، الذين يخصصون مبالغ مالية معتبرة من ميزانية العرس لاقتناء البارود، فصارت جزءا لا يتجزأ من عادات و تقاليد السكان، وبالرغم من الحوادث المميتة التي شهدتها المدينة، جراء طلقات عشوائية من بنادق صيد استعملها أصحابها خلال حفلات الأعراس، محولة بذلك الأفراح إلى أحزان و جنائز لدفن ضحية عزيزة على هذه العائلة أو تلك، فإن جنون استعمال البارود لا يزال يستبد بالناس، ولم تردعهم الحوادث القاتلة عن الكف أو التقليل من إطلاق البارود، وأصبحت مواكب الأعراس تشكّل خطرا على المواطنين، حتى أن أحدهم علق بقوله أن عطلة نهاية الأسبوع تحولت لديه إلى كابوس حقيقي، جراء الخوف الذي أصبح يعيشه أبناؤه من كثرة استعمال البارود بطريقة عجيبة و غريبة.
يقوم المشاركون في المواكب بالسير على الأقدام أمام السيارات، باستعمال الخيول أحيانا و الأسلحة النارية، فيطلقون البارود بشكل مكثف، في كل الاتجاهات، و هو ما أدى بالمواطنين إلى تجنّب مواكب الأعراس و الشعور بالخوف، كلما مرت أمامهم، أو أثناء تواجدهم في الأعراس.
ذاكرة سكان ولاية تبسة لازالت تحصي العديد من الحوادث المميتة، خاصة في البلديات المعروفة و المشهورة بكثافة استعمال البارود في الأعراس، فأصبح اقتناء البارود جزءا لا يتجزأ من مصاريف الأفراح في هذه المناطق، وفي ولاية تبسة يتذكر المواطنون حوادث المرور التي وقعت في مواكب الزفاف التي حطمت أرقاما مذهلة في عدد القتلى، و لعل أشدها إيلاما وفاة عروس و شقيقتها و أخت زوجها بمدينة العقلة، إثر حادث مرور مروع بعد انحراف السيارة، التي كانت تقلهم أثناء عودتهم من محل الحلاقة، ليتحول العرس في لحظة إلى مأتم،و من بين الحوادث التي لا يزال يتذكرها الجميع، ما حدث للطفل وائل، البالغ من العمر 13 عاما، عندما أصابته طلقة بارود، أثناء نزول العروس، و كانت الإصابة خطيرة في وجهه و عينيه، و شهد حي الأمل بمدينة تبسة منذ سنوات، حادثا قاتلا، تعرضت له سيدة أثناء وقوفها بشرفة منزلها تتابع موكب زفاف، حيث قام أحد المحتفلين بقذف طلقة بارود من سلاح ناري في الهواء، فكانت كافية لتضع حدا لحياة هذه السيدة، كما أصيب شاب في ربيعه 28، بجروح بليغة على مستوى الذراع بمدينة بئر العاتر بعد تعرضه عن طريق الخطأ لطلق ناري في حفل زفاف.
و قد تعرض قاصر يزاول تعليمه في الثانوية و لم يتجاوز عمره 16 عاما، لإصابة خطيرة على مستوى الصدر في عرس بمنطقة عقلة أحمد الحدودية، من بندقية صديقه عن طريق الخطأ و فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، و شهدت مدينة الشريعة أيضا، حادثا مميتا آخر، ضحيته فتاة في عقدها الثاني أصيبت بطلقة بارود طائشة و هي تتهيأ لحفل زفافها.
آخر حادثة راح ضحيتها رفيق عطية ، 36 سنة وهو أب لطفلين بعد أن أصابه أحد أقاربه على مستوى الرأس ليلفظ أنفاسه فور وصوله إلى استعجالات مستشفى تيجاني هدام، ليتحول بذلك مرة أخرى حفل زفاف إلى مأتم نتيجة عدم الوعي بخطورة استعمال البنادق أثناء التعبير عن الفرح.
هذه الأحداث المأساوية دفعت سكان الولاية إلى مطالبة السلطات و الجهات المعنية، خاصة الأمنية منها، بتطبيق القانون القاضي بمنع استعمال الأسلحة النارية و إطلاق البارود في الأعراس و المواكب و الأماكن العمومية، ولكن ظل الوضع على حاله، وجاء الوالي السابق علي بوقرة، الذي وقف عن كثب على التجاوزات الخطيرة التي تقع في الأعراس، فاصدر تعليمة تحظر استعمال البارود في الأفراح، على أمل أن تجد طريقها للتطبيق، و أن يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التلاعب بأرواح الأبرياء، ولكن لم تتجسد في الميدان وظل استعمال البارود في الأعراس هو سيد الموقف.
ع.نصيب
مواطنون يطالبون بحظر استعماله داخل الوسط العمراني
- التفاصيل
-
رئيسية جمعية "الأيادي الأصيلة" للنصر
تجار يعيدون تسويق زربية غرداية بضعف سعرها الحقيقيأكدت رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لولاية غرداية، زينب زيطة، بأن المرأة الحرفية الماكثة في البيت، تعاني من صعوبات في تسويق منتوجها من الزرابي، و تضطر...
وقفت على حالات اجتماعية صعبة بإيراقن سويسي
قافلة تضامنية تصل إلى نقاط وعرة بأعالي جيجل حطت نهاية الأسبوع، قافلة تضامنية ، رحالها، بأعالي بلدية إيراقن سويسي بجيجل، و تحديدا بالمنطقة المعزولة عين لبنة، أين قدمت مساعدات لـ 24...
أساتذة يؤكدون في ندوة النصر
متعصبون استغلوا الظرف السياسي لنشر خطاب الكراهيةأرجع دكاترة في الإعلام و ثقافة الأديان و فلسفة القيم و أصول الفقه في ندوة النصر، سبب تفشي خطاب الكراهية إلى مشكلة عدم تقبل الآخر، حتى وسط النخبة، و...
أغلب الضحايا و المعتدين بطالون
انخفاض عدد قضايا العنف ضد المرأة بقسنطينةسجلت مصالح أمن ولاية قسنطينة، انخفاضا في حالات الاعتداء على المرأة خلال سنة 2019، حيث بلغ عددها 242 حالة ، فيما وصل في سنة 2018 إلى 338 حالة، و جاء في تقرير أعدته...
بعضها ذكرى و أكثـرها جفّ و القليل منها لا تزال صامدة
- عيون - قسنطينة.. منابع تروي عطش مدينة تبكي تاريخها يقول العامة في وصف جمال قسنطينة، بأن سرها يكمن في « ماها»، أي مياه وديانها و ينابيعها و «هواها» بمعنى علوها الشاهق و « تلحيفة نساها»، في...
بسبب عزوف الشباب و غزو الأحذية الصينية
الإسكـافـي.. حرفــة مهدّدة بالاندثــارتشهد حرفة الإسكافي تراجعا ملحوظا بولاية قسنطينة التي لم تعد تحصي سوى 73 إسكافيا عبر كافة بلدياتها، من جهة بسبب نفور الشباب من هذه الحرفة اليدوية التي تتطلب الدقة و...
بمبادرة تضامنية من جمعية السلامة المرورية و الرياضة الميكانيكية
موكب سيارات عتيقة يسافر بكبار دار العجزة بباتنة إلى الماضي الجميلبادرت جمعية السلامة المرورية بولاية باتنة في نهاية الأسبوع، إلى تنظيم جولة سياحية تضامنية لفائدة نزلاء بدار العجزة، باتجاه مرتفعات...
تركته أمه يتيما في عمر 6 سنوات
الطفل عبد الخالق يختم حفظ القرآن و يستعد لرحلة إلى البقاع المقدسةأتم الطفل عبد الخالق بودودة حفظ القرآن الكريم كاملا منذ أيام قليلة، و هو يحتفل بعيد ميلاده التاسع بمدينة الشمس هليوبوليس، الواقعة...
رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة
الجزائر أحصت 2.8 بالمئة حالات تشوه الأجنة سنة 2019كشف رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة، الدكتور محمد بوكرو، أن الجزائر سجلت في السنة الفارطة، 2.8 بالمئة من حالات تشوه الأجنة،...
شوف الاثنين بـأولاد يحيى خدروش في هبة تضامنية
أبناء منطقة معزولة يجمعون مليار سنتيم في أسبوع لإجراء عملية لمريضة بالسرطانتمكن أبناء منطقة شوف الاثنين بأولاد يحيى خدروش بجيجل، من جمع مليار سنتيم في أقل من أسبوع للمريضة راضية، ابنة المنطقة، المصابة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)