أمن قسنطينة يدعو الصائمين على - الشربة - و - البوراك -
تمكنت مصالح أمن ولاية قسنطينة، منذ بداية شهر رمضان، من الحد من حوادث المرور، قبيل و خلال موعد الإفطار، و ذلك بفضل مبادرتها الهادفة إلى تحسيس السائقين ومستعملي الطريق، من خلال تقديم نصائح بتخفيف السرعة و دعوتهم على إفطار جماعي، و تقديم وجبات ساخنة بشكل يومي و على مدار شهر الصيام، و قد رافقت النصر أعوان الأمن في خدمتهم للصائمين، و نقلت أجواء الإفطار التي نظمت السبت الماضي رفقة عابري السبيل في نقطة المراقبة المرورية بحي بوالصوف.
قبل حوالي 30 دقيقة من موعد أذان المغرب، كانت الحركة المرورية لا تزال كثيفة، على مستوى الطريق الوطني الرابط بين مدينتي قسنطينة و عين سمارة، و القريب من مدخل الطريق السيار شرق غرب، و على مستوى الحاجز الأمني ببوالصوف، كان أعوان الشرطة يواصلون عملهم في مراقبة المركبات التي تسير في الاتجاهين، و في جانب الطريق داخل خيمة نصبت بالمكان، كان الإفطار قد وصل لتوه، حيث شرع مستخدمو الشرطة في تجهيز الطاولات و توزيع الصحون و الملاعق، و غيرها من مستلزمات الطعام.
ومع اقتراب موعد الإفطار، كانت علامات القلق و الاستعجال تبدو على ملامح السائقين و مرافقيهم، فلم يتبق على الأذان سوى بضعة دقائق، و هم لم يصلوا بعد إلى بيوتهم، و هنا كان عناصر الشرطة يدعون راكبي جميع السيارات و الشاحنات و حتى الحافلات المارة، إلى التوقف جانبا و النزول لتناول إفطار ساخن، قبل مواصلة الطريق، و خاصة الذين تحمل مركباتهم لوحات ترقيم من ولايات أخرى غير قسنطينة، كما أن كل شخص تحدثوا إليه، كانوا يسلمونه مطوية تحسيسية كتب عليها «أفطر معنا و سر في أمان»، و تحمل أيضا نصائح و إرشادات، مثل احترام مسافة الأمان و عدم القيام بالتجاوزات الخطيرة، و كذا التزام السرعة القانونية.
البعض من السائقين اعتذروا لأنهم من قاطني قسنطينة، مؤكدين بأنهم سيصلون إلى بيوتهم للإفطار مع عائلاتهم، غير أن الكثيرين لبوا الدعوة، على غرار سائقي الشاحنات و سيارات الأجرة بين الولايات، و البعض من المسافرين على متن مركباتهم الخاصة، أما داخل الخيمة فقد بدأت المقاعد في الامتلاء ، إلى درجة أنه لم يتبق و لو كرسي شاغر، حيث كان الجالسون من الشباب و الكهول و الأطفال و عدة عائلات كانت حاضرة، تنتظر موعد الإفطار.
رجال شرطة يتركون موائد الإفطار لتوعية السائقين
و قد جهزت الطاولات بأطباق لا تختلف عن ما نأكله في بيوتنا، خلال شهر الصيام، فكل شخص خصص له صحن شربة ساخنة، مع قطعة من البوراك، و طبق ثان من «الغراتان بالمرق»، و كذا الخبز و الماء، و الموز و قطعة حلوى، و ما هي إلا لحظات حتى انطلق صوت المآذن من المساجد القريبة، و معها شرع الصائمون في الإفطار، في أجواء من الألفة و التراحم، حيث اجتمع أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض على نفس الطاولات، و أعوان الأمن يقدمون لهم الصحون، في صور تضامنية لا نشاهدها كثيرا، ليغادر بعدها الجميع شاكرين و الابتسامة تعلو محياهم، تاركين رجال الشرطة يكملون عملهم.و المثير للانتباه أكثر من انشغال الحاضرين بالإفطار ، هو محافظة عناصر الأمن على تركيزهم منصبا على مراقبة المرور ، حيث لم يغادر أي منهم موقعه و لم يجلس على طاولات الأكل لسد رمقه بعد يوم كامل من الصيام، إذ واصلوا الحملة التحسيسية بشكل عادي و استمروا في دعوة السائقين من أجل التوقف لتناول وجبة الافطار.
و قد حضر الإفطار رئيس أمن ولاية قسنطينة مراقب الشرطة عبد الكريم وابري، الذي أكد في تصريحه، بأن الهدف الأساسي من هذه المبادرة التي تتكرر مع شهر رمضان من كل عام و تستمر لـ 30 يوما، هو الحد من حوادث المرور خلال ساعة الإفطار، ففي هذا التوقيت تكون الطرقات شبه خالية، و السائقون يضاعفون من سرعتهم للوصول إلى بيوتهم، غير أن عدد الحوادث تقلص بشكل كبير بفضل تنظيم الإفطار الجماعي، مضيفا بأنه لم يسجل وقوع أية حادثة خلال فترة الإفطار على هذا الطريق منذ بداية الشهر الفضيل، حيث أكد مراقب الشرطة بأن مصالحه تقدم حوالي 70 وجبة يوميا، و بأن العدد تجاوز 1000 وجبة، خلال 17 يوما.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى