مداهمـات لتطـهير المنطقـة الصنـاعية من تجـار المشـروبات الكحـولية
أسفرت عملية المداهمة المشتركة بين الدرك الوطني والشرطة، نهاية الأسبوع المنصرم، للعديد من أوكار الجريمة والأماكن المشبوهة بالمسيلة، والتي سخرت لها وسائل بشرية ومادية هائلة، أشرف عليها كل من قائد مجموعة الدرك ورئيس الأمن الولائي، عن تعريف أزيد من 1170 شخصا و650 مركبة وحجز 35 قرصا مهلوسا وأسلحة بيضاء وكميات من المشروبات الكحولية.
عملية المداهمة المشتركة لقوات الدرك والشرطة، تركت أثرا إيجابيا لدى المواطنين من سكان العديد من أحياء مدينة المسيلة، بعدما تمكنت هذه المصالح من غلق جميع منافذ ومداخل عاصمة الولاية وتأمين الطرقات ومداهمة بعض الأماكن المشبوهة التي يتردد عليها المنحرفون ومتعاطو المشروبات الكحولية، خاصة على مستوى طريق الخلوة باتجاه بلدية المعاضيد والسواقي على مستوى طريق بلدية المطارفة ومنطقة النشاطات والتخزين التي تشهد تنامي ظاهرة بيع الكحول وتناولها بالقرب من مقرات المؤسسات الصناعية ووحدات الإنتاج التي هجرها أصحابها منذ سنوات وبقيت أطلالا وأماكن يلجأ إليها البعض لتناول المخدرات والمشروبات الكحولية.
النصر رافقت هذه العملية الهائلة التي انطلقت بداية من الساعة السادسة ودامت إلى ما بعد الساعة منتصف الليل، حيث أعطى كل من قائد مجموعة الدرك الوطني عديلة جيلالي ورئيس أمن الولاية نور الدين بلقاسم، إشارة انطلاقها على مرحلتين، الأولى من مقر وحدة الأمن للتدخل والثانية من مقر سرية أمن الطرقات للدرك الوطني الكائنة ببلدية المطارفة على مستوى الطريق الوطني رقم 40 حيث وجهت تعليمات بضرورة التحلي بالاحترافية واحترام حقوق الإنسان وعدم المساس بحريات الأفراد أثناء القيام بعمليات التعريف والتأكد من هوياتهم.


وقد كانت منطقة الخلوة ببلدية المعاضيد النقطة الأولى في مخطط العملية الأمنية الواسعة، التي شملت العديد من المواقع في ليلة واحدة والتي يرتادها عادة اللصوص ومتعاطو الكحول والمخدرات، حيث وبعد تجاوز مسافة حوالي 10 كلم عن مقر الولاية ووسط مسالك وعرة وخلف هضبة عالية، لاحت أمامنا مجموعة من المركبات مركونة وسط بقعة منسية غير بعيد عن الطريق الولائي رقم 9 المؤدي إلى قلعة بني حماد، تبين أن أصحابها يمارسون تجارة بيع الخمور بطريقة غير شرعية، ليتم توقيفهم على الفور والتحقيق معهم من قبل أفراد الدرك، الذين قاموا بالتنسيق مع عناصر الشرطة القضائية بإجراءات التعرف عليهم بعين المكان، ليتم إخلاء المكان وحجز كميات من الخمور.
الوجهة بعدها كانت منطقة النشاطات مرورا بحي 1000 مسكن و أحياء المنكوبين التي كانت وقتها محاصرة من طرف قوات كبيرة للشرطة، بسبب صعوبة ولوج الحي الذي بات جزء منه تحت سيطرة تجار المخدرات والمسبوقين قضائيا، أين لاقت العملية استحسانا كبيرا من قبل سكان الحي الذين ظلوا لفترة تحت رحمة هؤلاء المجرمين. وصلنا بعد مسافة زمنية إلى منطقة النشاطات التي تشهد مساء كل يوم و خاصة أيام نهاية الأسبوع، توافد العشرات من المنحرفين الذين لم يجدوا سوى أسوار و هياكل إسمنتية مهجورة، ليجلسوا داخلها أو بالقرب منها في سلوك مشين، بعد أن اتخذ بعض الأشخاص من المنطقة مصدر عيشهم، من خلال تسويق المشروبات الكحولية التي يقومون باقتنائها من نقطة بيع متواجدة بعين المكان و يعيدون بيعها بمحيط منطقة النشاطات مساء كل يوم.
و يقول المكلف بالاتصال بمجموعة الدرك الوطني الرائد بن ناصر فضيل، بأن هذه العملية الهدف منها القضاء على بعض البؤر التي يتخذها البعض ملاذا لهم لممارسة شتى أشكال الانحراف، حيث تمت دراسة الأماكن المستهدفة بدقة وعلى إثرها حدد مخطط التدخل خلال هذه العملية الأمنية المشتركة في إطار محاربة الجريمة بشتى أنواعها. و قد تمت برمجة عمل تنسيقي من خلال تسخير وسائل بشرية ومادية هائلة، وتم تحديد (4) أماكن مدروسة مسبقا من حيث المكان و الزمان، منها نقطتان (2) للدرك الوطني بمنطقة الخلوة ومنطقة السواقي، ونقطتان للأمن الوطني بالمنطقة الصناعية ببلدية المسيلة وحي 1000 مسكن.
كما تم وضع تشكيل أمني ثابت و متحرك من أجل سد جميع المنافذ المؤدية لبلدية المسيلة ومداهمة أوكار الجريمة، الهدف من هذه العملية هو البحث عن الأشخاص المبحوث عنهم من طرف العدالة وفرض الأمن والسكينة وحماية الأشخاص والممتلكات.  وأسفرت العملية عن تعريف 1175 شخصا و650 مركبة، مع تحرير 12 غرامة جزافية، رفع 55 مخالفة و81 جنحة في قانون المرور، أما في ميدان الشرطة الخاصة، فقد تم تحرير 112 محضرا، في ميدان الشرطة القضائية 17 محضرا، إضافة إلى حجز 35 قرصا مهلوسا نوع باركتين، سيجارة مخدرات ملفوفة قصد الاستهلاك الشخصي 2 سلاح أبيض محظور (خنجر)، و285 قارورة مشروبات كحولية من مختلفة الأنواع و الأحجام و كذا دراجة نارية نوع X MAX و سيتم تحرير محاضر و إرسالها إلى     السلطة القضائية المختصة.      
   فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى