رفع الستار عن تمثال عين الفوارة في سطيف بعد ترميمه "بمبلغ رمزي"
رفع، صبيحة أمس، الستار عن المعلم التاريخي عين الفوارة بسطيف، بعد قرابة سبعة أشهر من أشغال الترميم و إعادة جماليته، التي فقدها على إثر الاعتداء الذي تعرض له من طرف مختل عقليا، حطم أجزاء منه بواسطة مطرقة، و قد تمت عملية إزالة الستار رمزيا بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي و نساء عمريات يرتدين اللباس التقليدي السطايفي الأسود «الملاية».
النصر حضرت عملية إزالة الستار، و أدلى وزير الثقافة بتصريح للصحافة، كشف فيه عن كون الترميم تم بأيادي جزائرية وفقا لتقنيات علمية و أكاديمية، و لم يكلّف الخزينة العمومية، يضيف، سوى مبلغ بالدينار الرمزي، صرف كثمن لبعض المواد التي استعملت في عملية إعادة تركيب و ترميم وجه و بعض أطراف تمثال المرأة التي تعلو العيون الأربعة للمعلم التاريخي، و نفى أن تكون الدولة صرفت مبالغ مالية باهظة نظير هذه العملية.
نفس المتحدث، قال بأن الدولة أخذت على عاتقها عملية الترميم، على أن يكون العمل بمختصين جزائريين، نظرا لوجود كفاءات تتحكم في فن الترميم حسبه، على غرار الأستاذ عبد القادر بن صالح، الذي أخذ على عاتقه هذه العملية يضيف الوزير، التي استغرقت وقتا طويلا، قصد إعادة ترميم هذا المعلم التاريخي، لكي يعود مثلما كان عليه سابقا، مشيرا إلى أن عملية الترميم هذه المرة كانت أعمق، من خلال مسّها لبعض المناطق التي خرّبت خلال الاعتداء الإرهابي الذي استهدفها سنة 97.
و ذكر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أن المختصين استفادوا من تصوير ثلاثي الأبعاد لأساتذة جامعيين، أخذ في وقت سابق على عين الفوارة، و تصادف عملية رفع الستار مع توافد السواح و الوافدين على المدينة خلال فترة الصيف، لأخذ صور تذكارية و رمزية في المكان، مع تثمينه للجمعيات والمجتمع المدني على الهبة و الوقفة التي أعقبت العملية التخريبية.
كما شدد الوزير، على أنهم فضلوا الإبقاء على المعلم التاريخي في مكانه، لأنه وجد هناك و سيبقى، لكونه مرتبط بالثقافة و التاريخ، و يتقاطع مع رغبة السكان المحليين، لكونه أضحى ملتقى و نقطة التقاء الوافدين على المدينة، و قد زاد مرور الترمواي بجنبه جمالية، خاصة و أنه يملك قيمة و رمزية كبيرتين لدى الجميع.
و ختم عز الدين ميهوبي، بالقول «الجزائر تعتبر دولة مؤسسات و تحكمها قوانين، أما بعض المتطرفين، فإنهم لا يملكون مكانا في المجتمع»، مضيفا بأن مصالحه اتخذت كل الإجراءات المتعلقة بحماية كل الممتلكات الثقافية.
ر.ت

الرجوع إلى الأعلى