توقف «سكانير» المستشفى الجامعي بعـــــد شهريـــــن من اقتنائه
تعرض   السكانير الذي اقتني قبل أقل من شهرين بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، إلى العطب بسبب الضغط الكبير، فيما تعرف عملية استغلال هذا النوع من الأجهزة  تذبذبا بغالبية مستشفيات الولاية، لنقص الأطباء الأخصائيين والتوقفات المتكررة، وهو ما تسبب في معاناة كبرى للمرضى الذين اضطروا إلى التوجه نحو الخواص.
توقف جهاز السكانير بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، عن العمل صبيحة الخميس الماضي، رغم أنه اقتني قبل شهرين فقط بمبلغ مالي يفوق ستة ملايير سنتيم، حيث أوضح مدير المؤسسة بأن أنبوب الجهاز توقف بسبب الضغط الكبير الذي يعرفه نتيجة التحويلات العشوائية للمرضى من مختلف الولايات وحتى المؤسسات الإستشفائية التي تتوفر على السكانير.
وذكر مدير المستشفى، بن يسعد كمال، للنصر، أن الجهاز يعمل بأكثر من قدرته  طيلة 24 ساعة دون توقف و بمعدل 150 فحصا يوميا في حين أن طاقته الاستيعابية، لا تتجاوز 50  فحصا بحسب التوصيات التقنية، مشيرا إلى أن تكلفة الأنبوب تقدر بحوالي مليار سنتيم مؤكدا إصلاحه في نفس اليوم، كما أن الوضع الحالي بحسب تأكيده، قد يتسبب في تلف الجهاز الباهظ الثمن.
وأكد المتحدث، أن الإحصائيات تشير إلى أن غالبية المرضى الذين أجروا فحوصات مستعجلة، قدموا من ولايات مجاورة، كميلة وأم البواقي وحتى جيجل، علما أنها تتوفر على هكذا جهاز، كما ذكر أن مرضى بلدية الخروب وكذا المدينة الجديدة علي منجلي، فضلا عن مختلف أحياء المدينة يستفيدون منه أيضا، مشيرا إلى أن مختلف السلطات على علم بالوضع الحالي وهو ما دفع بإدارة المستشفى إلى إطلاق مناقصة  لاقتناء جهاز جديد.
ويشتكي المرضى بمستشفى الخروب، من عدم استفادتهم من الفحوصات بمستشفى محمد بوضياف، حيث تبرر الإدارة ذلك بعدم توفر “الكليشيهيات” منذ أزيد من شهرين، فضلا عن تخصيصه فقط للمرضى الماكثين والحالات المستعجلة، فيما تؤكد مصادر من داخل المستشفى بأن خلافا وقع بين الممون والإدارة حول بعض الفواتير، كما تعطل أيضا جهاز الترقيم الخاص به، مضيفة أن الحالات المستعجلة يتم توجيهها  نحو الخواص، وهو الأمر الذي أكده أحد المواطنين، الذي قال إنه اضطر إلى إجراء فحص بالجهاز بمبلغ مليون سنتيم.
وأوضح مدير مستشفى الخروب، بن داود رفيق، في اتصال بالنصر، أن الجهاز يعمل بصفة عادية، لكنه مخصص للحالات المستعجلة والداخلية، حيث أكد بأنه سيتم معالجة الإختلالات الخاصة بإخراج صور التشخيص في أقرب الآجال، كما دعا المرضى إلى تقديم شكاوى في حال عدم التكفل بهم داخليا.
وتشير مصادر على إطلاع بقطاع الصحة بقسنطينة، إلى أن الحالات الاستعجالية من  المصابين في حوادث المرور والجلطات الدماغية، تتعرض إلى مضاعفات صحية خطيرة، نتيجة التأخر في التشخيص بسبب نقص أجهزة السكانير، فضلا عن توقفها عن الخدمة من حين إلى آخر، حيث أن الجرحى الذين أصيبوا في حادث المرور الأخير بقطار العيش، تم تحويلهم من مستشفى علي منجلي إلى المؤسسة الجامعية، بسبب انعدام طبيب مداوم في تلك الليلة.
وتعرف العديد من المؤسسات الأخرى على غرار البير وديدوش مراد وزيغود يوسف وعين عبيد، انعداما لجهاز السكانير الذي يعتبر ضروريا لإجراء الفحوصات العادية وتشخيص طبي للحالات المرضية، إذ يضطر الأطباء إلى تحويل الحالات الخطرة إلى المستشفى الجامعي.
وقد صرح مدير الصحة الولائي للنصر في وقت سابق، أن الولاية تتوفر على ثلاثة أجهزة «سكانير” بكل من سيدي مبروك والخروب وعلي منجلي، حيث تعمل، كما قال، على التكفل بجل الحالات الاستعجالية والمقيمة بالمستشفيات، فضلا عن بعض المرضى ذوي الحالات الخاصة، كما أشار إلى أن المديرية قامت بمراسلة الوزارة الوصية من أجل بعث عملية اقتناء جهاز لفائدة مستشفى ديدوش مراد، لافتا إلى أنه وجه تعليمات صارمة إلى مسؤولي مستشفى علي منجلي من أجل مضاعفة وتيرة العمل والتكفل الجيد بالمرضى، بعدما أن سجل «عدم جدية» في الإستغلال الجيد له.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى