انهيار جدارٍ يحبسُ أسرتين داخــــل بنـــايــــة قديمة
منع انهيار جدار بناية بمحيط الجامع الأخضر برحبة الصوف في قلب مدينة قسنطينة، أسرتين من مغادرة منزليهما، حيث لم يتمكن أحد الأولياء من نقل ابنته إلى الطبيب، في حين يتخوف السكان من وقوع انهيارات أخرى.
وسجل الانهيار حوالي الساعة السادسة صباحا على مستوى المكان المسمى “ممر سيدي لخضر” مقابل البناية رقم 4، حيث ذكرت الحماية المدنية أنها تدخلت لإزالة الردوم و إخراج 7 أفراد دون تسجيل أية إصابة. ولاحظنا انسلاخ لَبِنات الجدار ما أدى إلى وقوعها على الممر مع مجموعة من جذوع الأشجار التي كانت تستعمل في البناء قديما، كما غمرت التربةُ كومة كبيرة من اللبنات ما أدى إلى انسداد المكان، وغلق بابي منزلين خاصين بأسرتين.
وتحدثنا بموقع الانهيار إلى رب الأسرة القاطنة بأحد المنزلين، حيث كان يحمل في يده كيسا من المضادات الحيوية وأدوية تسكين الألم، ليؤكد لنا أن ابنته مريضة ولم يتمكن من نقلها إلى الطبيب بسبب انغلاق باب المنزل، قبل أن يقرر اقتناء الأدوية دون استشارة طبيب.
ولاحظنا بالمكان مجموعة مرتبة من حجارة البناء القديمة، حيث أكد محدثنا أن أعوان الحماية المدنية قاموا خلال الصباح بإزاحتها من مدخل المنزلين لإفساح المجال لأفراد الأسرة من أجل العبور بقدر المستطاع، في انتظار وضع حل للمشكلة. واقتربنا من الركام والجذوع المحنية على الممر، لكن ابتعدنا بسرعة عن المكان بعد أن سمعنا أزيزا يصدر منها، وأكد لنا جار ثان بالحي أنه قد يسجل انهيار آخر للجدار، الذي يغطي بناية مهجورة ومهدمة.
وأوضح نفس المصدر أن منزله الواقع أسفل المنزلين المتضررين من الانهيار، مهدد بالسقوط أيضا مع البناية الكبيرة التي يتفرع منها، بعد أن سقطت البناية السفلى القريبة من الجدار الخلفي للمسجد الأخضر، فيما نبه أن انهيار الأمس جاء بطريقة مفاجئة، “وكان يمكن أن يقع على رأس أحد السكان أثناء خروجه من منزله”.
وأوضح الشاب الذي قال إن له ثلاثة أطفال، أنه يقطن بالبناية رقم 4 إلى جانب شقيقه وأسرته، مؤكدا أن عائلتهم انتقلت إلى “ممر سيدي لخضر” في عام 1978، لكنهما لا يحوزان إلى اليوم على وصول استفادة من السكن الاجتماعي، حيث طالب بالترحيل الفوري من المدينة القديمة بعد أن صار خطر الموت تحت الركام يهددهم مثلما قال. وأضاف محدثنا أن رئيس دائرة قسنطينة لم يقدم له أية وعود لدى زيارته لموقع الانهيار صبيحة أمس إلى جانب رئيس البلدية.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى