إيـــداع كهــل و ابنيــه الحبس في جريمة قتــــل شـــــاب و والــــده دهســــا
أمر عميد قضاة التحقيق لدى محكمة باتنة الابتدائية، نهاية الأسبوع المنقضي، بإيداع الكهل المسمى (أ.ط) في العقد السادس من العمر و اثنين من أبنائه (أ.خ) و(أ.ر)، رهن الحبس المؤقت، بعد أن تمت متابعتهم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و التحريض على القتل، في الوقت الذي لا تزال مصالح الأمن تواصل بحثها عن متهمين آخرين.
مصادر النصر ذكرت أن إيداع أفراد العائلة الثلاثة، رهن الحبس المؤقت، جاء نتيجة  للاشتباه في تورطهم في جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الشاب عيساوي سمير 34 سنة و والده عيساوي عمر في العقد السادس من العمر، الأخير لفظ أنفاسه، عشية الجمعة، بعد مكوثه ليومين تحت العناية الطبية المركزة بمصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بن فليس التوهامي بباتنة، أين تعرض لإصابات خطيرة على مستوى الرأس، عجلت بوفاة ابنه لحظة الحادثة، ليلتحق به الوالد ساعات بعد ذلك.
و بحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن الجريمة البشعة التي هزت حي بوعقال الشعبي و معها كامل ولاية باتنة ، وقعت نتيجة خلافات بين الضحية المعروف بحسن أخلاقه وسط جيرانه و مقربيه تاجر الأثاث الخشبي المسمى عيساوي سمير وبين عائلة الميكانيكي (أ.خ)، وترجع الخلافات لسنوات خلت وباتت تتجدد في كل مرة، وفق ما أكده شهود عيان على جريمة القتل لقاضي التحقيق، ففي سنة 2006، تعرضت ورشة النجارة التابعة للضحية والمتواجدة بحي دوار الديس المتلاصق مع حي بوعقال للسرقة واشتبه في ضلوع  الميكانيكي (أ.خ) في عملية السطو، ليتدخل عقلاء وكبار العائلتين وعقدوا جلسة صلح، ليتجدد الخلاف سنة 2017، حينما اعتدى الميكانيكي على صاحب ورشة النجارة “سمير” مسببا له جروحا خطيرة على مستوى الرأس، منح على إثرها شهادة طبية تثبت عجزه لمدة 18 يوما، ليحرك حينها الضحية دعوى قضائية ضد المعتدي، حيث توبع بجرم الضرب و الجرح العمدي بسلاح أبيض وأودع رهن الحبس المؤقت.
 وبعد انقضاء فترة العقوبة، عاد ليدخل مجددا في خلافات مع الضحية وعائلته، الذين اتهموه شهر أوت الماضي بسرقة ورشة النجارة والاستيلاء على تجهيزات ومعدات بلغت قيمتها 160 مليون سنتيم وذلك بعد أن ضبطت مطرقة تابعة للورشة على مستوى محله.
المعطيات التي بحوزتنا، تشير إلى أنه وبعد عملية السطو الأخيرة، تطورت الخلافات بين الطرفين وانتقل الأمر إلى محاولة استهداف منزل الضحية، خاصة وأن الأخير تنقل ليقطن بالمسكن الذي تتواجد به الورشة بحي دوار الديس وظل الطرفان يدخلان في ملاسنات ، تطورت قبل ساعات من الحادثة، لنزاع حاد تخللته   محاولة الاعتداء على الضحية أثناء ركن مركبته من نوع “فورقو ماستر”، ليستنجد الضحية بمقربيه لفك الاعتداء، أين تدخل والده محاولا إقناعه بعدم الرد على “استفزازات” العائلة التي تمتهن الميكانيك.
 غير أن الكهل (أ.ط) شوهد  حسب روايات ، وهو يرشق عائلة الضحية ومقربيهم بالحجارة، مطالبا من ابنيه مواصلة الاعتداء على الضحايا، ليقوم ابن الكهل (أ.خ) ، حسب شهود عيان بإخراج سيارة رباعية الدفع من نوع “ميتسوبيشي” من مستودع منزلهم ويتوجه بسرعة قصوى صوب الشاب سمير ووالده مسقطا إياهم أرضا، ليعود إلى الخلف ويدهسهم مرة ثانية، وهو ما أدى إلى وفاة الابن في عين المكان وإصابة والده بجروح حرجة، توفي بسببها في المستشفى.
و خلفت الحادثة حالة من الاستياء وسط قاطني حي بوعقال الشعبي، الذين طالبوا الجهات القضائية بالضرب بيد من حديد لردع مثل هذه السلوكيات، التي باتت تتكرر من وقت لآخر .
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى