سوء حفظ الأدوية في الثلاجة يرهن صحة المريض
أوضح الدكتور قاسم حسين طبيب صيدلي بمستشفى باتنة الجامعي وأستاذ مساعد في كلية الصيدلة بجامعة باتنة، أن حفظ الأدوية داخل الثلاجة، خاصة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة، يجب أن يخضع لشروط مناسبة، حتى لا يتحول الدواء من وسيلة علاج إلى مادة سامة و خطيرة، بسبب عدم اطلاع الأغلبية على طريقة الحفظ المدونة في العلبة.
الأخصائي الذي التقته النصر على هامش أول ملتقى حول «الصيدلي السريري» احتضنته مؤخرا وهران، ينصح المريض أو أهله بالاطلاع على كافة المعلومات المدونة فوق علب الأدوية، أو في ورقة المعطيات التي توجد داخل العلب، وسيجد فيها كافة التوجيهات، و في مقدمتها درجة الحرارة التي يمكن حفظ الدواء فيها، وغالبا ما تكون أقل من 25 درجة، خاصة في فصل الصيف، وبالتالي إذا كان البيت الذي يقيم به المريض مزودا بمكيف هواء، فيمكن ترك علب الأدوية في أي مكان بالغرفة.
و في حال عدم توفر مكيف الهواء «كليماتيزور»، يجب وضع العلب بعيدا عن المطبخ والأماكن التي تصلها أشعة الشمس و تتميز بارتفاع درجة حرارتها.
و الملاحظ أن أغلب ربات البيوت يخشين تلف الأدوية بسبب حرارة هذا الموسم ، فيضعنها  في الثلاجة، لكن بطريقة عشوائية، و اعتبر الدكتور قاسم وضعها في باب الثلاجة،  خطأ ، لأن الباب يفتح ويغلق كثيرا في الصيف ، خاصة من قبل الأطفال، و بالتالي درجة حرارته تكون أقل برودة من المطلوب،  كما تكثر فيه الرطوبة، مثل علب حفظ الخضر الموجودة أسفل رفوف الثلاجة التي تنخفض درجة الحرارة بها، و التي يمنع حفظ الأدوية فيها، و نفس الشيء بالنسبة للرف أو الدرج الأول و الثالث من الثلاجة.
 و يبقى الرف أو الدرج الثاني الموجود وسط الثلاجة هو الأنسب لأن درجة حرارته تتراوح بين 2 و8  درجات مئوية، و إذا اطلع المريض أو أحد أفراد عائلته على التعليمات المسجلة في علبة الدواء سيجد أن هذا  الدرج مدون فيها وينصح بها.
و أضاف الأخصائي بأن أخطر الأماكن التي يمنع وضع الدواء فيها هي المجمد، لأن استعمال الدواء بعد تجميده، ينتج باكتيريا خطيرة وقد يؤدي لمخاطر صحية كبيرة.
 وأشار محدثنا أن هذه الخطوات تم التأكد منها عن طريق دراسة أنجزت بمستشفى باتنة، باستعمال مقياس حراري احترافي، لكن يمكن لأي شخص استعمال مقياس حراري للتعرف على درجة الحرارة الفعلية في كل درج من أدراج الثلاجة، لحماية صحة عائلته من أخطار الأدوية.
كما أكد الدكتور قاسم أن وضع الأدوية في الثلاجة، لا يعني إغفال مراقبة تاريخ نهاية صلاحية الدواء، فأساس العملية، هو حفظ الدواء في ظروف مناسبة إلى غاية نهاية صلاحية استهلاكه. وخلال مداخلة الدكتور قاسم في الملتقى، أعطى نماذج عن مخاطر سوء حفظ الأدوية حتى داخل المستشفيات عن طريق تجربة ودراسة قام بها، مما يعني أن إحترام شروط حفظ الأدوية يتطلب ثقافة مجتمعية لتأمين الصحة العمومية.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى