أسرار عجيبة لجبل الملح الذي تتدفق منه مياه عذبة  
تصنع قمم جبل الملح بعين معبد بالجلفة، الفرجة و تستقطب الإعجاب من بعيد، حين تتقاطع أشعة الشمس مع زخات المطر، مشكلة كتلة من البلور الكريستالي متعدد الألوان ضمن فضاء فسيح .
يقع الجبل الذي يعد الثالث من نوعه في العالم، على مستوى الطريق الوطني رقم 1 ، الرابط بين عاصمة الولاية الجلفة و حاسي بحبح ، و يتلألأ من بعيد ككرة البلور ، في مشهد قل نظيره، يدفعك لتغيير الاتجاه نحوه لاستكشافه و التعرف على خصائصه الجيولوجية .
الجبل ذو ألوان جذابة متعددة تتراوح بين الأبيض و الأصفر، و يتخلل نتوءاته الأخضر و البنفسجي على امتداد البصر ، مستقطبا عابري الطريق الصحراوي و مئات الزوار في رحلة للاستكشاف من جهة، و العلاج من جهة ثانية، خصوصا أبناء المنطقة الذين يستغلون مياه « عين الحجر « الصالحة للشرب، و التي تمتد ينابيعها من عمق الجبل الملحي، وهي سر ثان يثير الدهشة و علامات الاستفهام بالنسبة لكل من يصل إلى الموقع الذي يبعد عن عاصمة الولاية ب20 كلم تقريبا.
 قال عمر. م  في الأربيعنيات من العمر، من أبناء منطقة عين معبد، للنصر ، أن هذه المياه تستعمل لتصفية الكلى و علاج داء الروماتيزم، و قد قامت مصالح البلدية في السنوات الأخيرة، بتهيئة الينبوع لتمكين الزوار من التزود بالمياه للعلاج ، فيما يستخدم الملح في الغالب كمادة أساسية تخلط مع العلف لزيادة شهية الأغنام ، حيث أن عديد الموالين يقومون بتكسير و تفتيت الحجارة لتصبح ناعمة قبل استعمالها، مؤكدا أن هذا الملح طبيعي، عكس ملح المائدة.
 و ذكر الشاب موسى في الثلاثينات من العمر،  أن المنطقة، حسب الروايات المتواترة، تحتوي إلى جانب الملح الصخري، معدن  الحديد ، الجبس و غيرها من المواد التي يمكن استغلالها و المساهمة في دفع عجلة الاستثمار بالمنطقة ، كما أن هذه المقالع في حال استغلالها، كما قال، تخلص شباب المنطقة من متاعب البطالة .
  تمتد كتلة الملح التي تظهر من بعيد ، حسب أبناء المنطقة، بقطر 1500 متر وبعمق يتجاوز 100 متر ، و يصعب على المرء التجول هناك بمفرده، تحسبا لأي انزلاق أو وجود فراغات ملحية ،  لأن المنطقة خالية تماما من أي غطاء نباتي.
  و يفتخر سكان المنطقة لأن هذا الجبل الملحي ، يعد الثالث من نوعه في العالم، لكنه يعاني من نقص الاهتمام، كما أن  الإشهار له وطنيا وعالميا، يظل دون المستوى المطلوب من أجل استقطاب السياح لفوائد علاجية وسياحية إلى المنطقة.
و يسجل عكس ذلك بالنسبة لجبل الملح الواقع بمونتي كالي، المتاخم لولاية تورينجيا بألمانيا ، التي تصنف من بين المناطق السياحية الآهلة و المشهورة في الوقت ذاته،  حيث تشير التقارير الإعلامية ، أن  أكثر من 10 آلاف سائح سنويًا يمارسون  رياضة تسلق الجبال في المنطقة التي يُطلق عليها اسم  كليمنجارو ، و يشتهر جبل مونتي كالي  بكونه أكبر جبل للملح في العالم . 

   هشام. ج

الرجوع إلى الأعلى