أطباء يرافعون لسن قوانين تحمي المرضى من مضاعفات داخل المستشفيات
أجمع أطباء مختصون في الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية، على ضرورة إدراج بنود جديدة في قانون الصحة، تسمح بمراعاة كيفية التكفل بالمرضى في المؤسسات الإستشفائية بطريقة تحميهم من الإصابة بأمراض أخرى عند خروجهم من المستشفى، وتطرق الأطباء لعدة نماذج لإصابات تنجم عن بعض الممارسات سواء أثناء فترة العلاج أو في غرف العمليات أو حتى أثناء وصف الأدوية.
طغى مطلب سن قوانين لحماية المرضى من عدة مخاطر قد تنجم أثناء تواجدهم بالمؤسسات اللإستشفائية، على فعاليات المؤتمر الثامن للأمراض الصدرية المنظم يوم الخميس المنصرم بالمؤسسة الإستشفائية 1 نوفمبر بوهران، حيث أوضح الدكتور دواغي الحبيب أثناء مداخلته التي تمحورت حول «الحساسية داخل غرف العمليات»، أنه عند إدخال مريض لغرفة العمليات فإنه يخضع لبروتوكول دوائي لتحضيره للعملية ، وهذه الأدوية وعلى رأسها المتعلقة بالتخدير غالبا ما ينجم عنها مضاعفات تطور الإصابة بالحساسية لدى المريض عند مغادرته المستشفى، مما يعيق التعامل معها مرة أخرى ، خاصة إذا اضطر لإجراء عملية ثانية ،  هذا إلى جانب مخاطر أخرى، حيث طالب المتدخل  بضرورة إصدار قانون ينص على إلزامية القيام بعرض المريض على طبيب التخدير والإنعاش قبل إجراء العملية ب48 ساعة، حتى يقوم بإجراء  عملية تجريب للمواد المخدرة وملاحظة مضاعفاتها الصحية، قبل العملية الجراحية لتفادي إصابة المريض بالحساسية، وفي هذا الصدد، أبرز الحاضرون خلال جلسة النقاش ، أن هذه المرحلة من المفروض أن  تتم بطريقة آلية، ولكن بالنظر للمشكل الكبير في نقص أطباء التخدير و الإنعاش، فالأمر يبقى استثنائي و رهينة  توفير الموارد البشرية المتخصصة ، وأنه حتى ولو تم سن القوانين فلن تجدي نفعا أمام الكم المتراكم من العراقيل التي تحد من التدخل السليم للأطباء خاصة في غرف العمليات.
وعلى صعيد آخر ، تطرق بعض الأطباء لمشكل الدواء الجنيس مشيرين أنه و رغم محافظة المخابر على المكون الرئيسي له ، إلا أن الإضافات للتركيبة غالبا  ما تكون  غير مطابقة للعلاج المناسب ، مما يسبب مضاعفات حساسية لبعض المرضى ، بينما أوضح أحد المتدخلين أنه حتى بروتوكول العلاج المخصص للمصابين بالأمراض الصدرية خاصة السل ، غير مدروس بطريقة جيدة، وبمجرد الانتهاء من المرحلة الأولى للعلاج يكون جسم المريض قد طور مضادات للعديد من الأدوية، وبالتالي لا تنفع معه المرحلة الثانية، ومنهم من يتوفى بسبب مقاومة جسمه للعلاج.
وقال البروفيسور «إيسكاميا روجي» من تولوز الفرنسية، أن التكفل بالمصابين بالأمراض الصدرية في الجزائر في تطور مستمر ، ويتجسد هذا من خلال عدد الحالات التي تحسنت وضعيتها الصحية كثيرا ، رغم أن هذا النوع من الأمراض غالبا  ما لا يتم التعامل معه بجدية سواء من طرف المريض نفسه، الذي يتهاون في العلاج، أو من طرف الطبيب أيضا الذي لا يعير الأمر اهتماما، وهذا المشكل مطروح عالميا وليس فقط في الجزائر ، خاصة وأن أكبر عدد لحالات الإصابة بالأمراض الصدرية ناجم عن التدخين ، إلى جانب صعوبة الحصول على الدواء بالنظر للعدد القليل من المخابر العالمية التي تختص في صناعة الأدوية الخاصة بالأمراض الصدرية ، مما يجعل ثمن العلاج مكلفا جدا.
من جهته أوضح مدير مستشفى أول نوفمبر السيد منصوري ، أن 60 بالمائة من المصابين بالأمراض الصدرية، هم مرضى بسرطان الرئة، مشيرا لوجود فرق للتطبيب المنزلي للتكفل بالمرضى غير القادرين على التنقل للمستشفى.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى