دعا المتدخلون في الندوة العلمية حول أخلاقيات مهنة الإعلام في "الملتيميديا" و منصات التواصل الاجتماعي، المنظمة أول أمس السبت من طرف إذاعة ميلة الجهوية، احتفاء بالذكرى العاشرة لإنشائها، إلى ضرورة استغلال وسائل الإعلام المهنية لهذه الوسائط و تطويعها، لربح معركة المنافسة مع القنوات الموازية غير المهنية التي تريد تنصيب نفسها بديلا  للمؤسسات الإعلامية المعروفة.
الدكتورة شريفة ماشطي، من جامعة قسنطينة، قالت في مداخلتها، بأنها كمواطنة غير مجبرة على الدخول إلى  منصات التواصل الاجتماعي و استعمالها، إلا أن وسائل الإعلام بحكم أنها تنتج مادة إعلامية، فهي ملزمة بجعل هذه المنصات إحدى مصادر معلوماتها، مع الانتباه للمضمون و التمحيص فيه، مشيرة إلى أن الباحثين في الجامعة، توصلوا من خلال البحوث التي أجروها حول دوافع هذه الوسائط و منطلقاتها المعبرة عن الاحتياجات النفسية، العقلية،  الطبيعية و التعليمية للشباب، إلى نتائج صادمة.
في حين يرى الدكتور حميد بوشوشة، من نفس الجامعة،  أن مواكبة العصر تفرض على الصحفي المحترف، بوصفه مصدر موثوق للمعلومة، خوض التجربة،  لكن علينا عدم الخلط بين الأخلاق وضوابطها و القانون بنصوصه، وهذه إشكالية أخرى، ينبغي خصها بحديث خاص.
و أوضح من جهته الإعلامي حميد بن مرابط، أن الإعلام الجديد يفرض التواجد اليومي في الصورة، لكن علينا التفريق بين الإعلام والاتصال وعدم الخلط بينهما، فإذا كان المواطن بإمكانه أن يكون عبر صفحته إعلاميا دون تحمل للمسؤولية، فالصحفي المحترف يجب أن يتميز عنه بامتلاكه للمعلومة الصحيحة الدقيقة، ذات المصدر المعلوم و الموثوق.    
أما الدكتور عبد الكريم بن عراب فيرى أن هذه الوسائط قطعت شوطا بعيدا، مقارنة بالتطور الحاصل في الإدارة و إذا تخلفت وسائل الإعلام المهنية المعروفة  عن استغلال مختلف وسائط التواصل الموجودة حاليا، فإنها تترك الفرصة لغيرها من القنوات الموازية، لسد الفراغ  و ما يتركه من تداعيات غير محمودة.
جدير بالذكر أن إذاعة ميلة، وزعت بالموازاة مع  الندوة العلمية، جوائز تشجيعية على المستمعين الفائزين في مسابقة حصة « نوسطالجيا ناس زمان «، و كذا مسابقة حصة   «ميلة تقرأ «، كما احتضن بهو المكتبة البلدية التي احتضنت الندوة معرضا للأواني النحاسية التقليدية المختلفة .
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى