تستقطب في الآونة الأخيرة، مرافق التسلية العملاقة الخاصة بالكبار، عددا مهما من الشباب الجزائري من الجنسين، متخذين منها متنفسا جديدا لتفريغ الشحنات السالبة،
و التخلص من ضغوطات الحياة اليومية، فيما يزاحم آخرون الصغار في ألعابهم الخاصة عبر مختلف مراكز التسلية.
تعرف مختلف المدن الجزائرية حركية في مجال الاستثمار في مرافق التسلية التي تشهد تغيرا في توجهها، فلم تعد تقتصر على الألعاب الكلاسيكية الخاصة بالصغار فقط، و أصبحت تخصص مرافق خاصة بفئة الكبار، تشهد انتشارا ملفتا بولايات كثيرة كعنابة، العاصمة، سطيف، باتنة، ورقلة و ولايات أخرى، ما ساهم في انتشار ثقافة اللعب في أوساط الشباب التي تلقى رواجا كبيرا، تعكسه الأعداد الكبيرة من عشاقها.
العجلة العملاقة و سفينة القراصنة
 الأكثـر استقطابا  
و ربما تشكل العجلة العملاقة و سفينة القراصنة، اللعبتين الأكثر استقطابا للشباب، بالنظر للمتعة التي تمنحها من خلال الارتفاع بأمتار كثيرة عن سطح الأرض، فمن يقصد هذه المرافق، خاصة على مستوى الجزائر العاصمة، و بمنتزه الصابلات تحديدا، إذا لم يجرب إحدى اللعبتين، فلا بد أن يتوقف للاستمتاع بالأجواء التي يصنعها الشباب بشكل يومي، و هم يركبون خاصة سفينة القراصنة، حيث ترتفع هتافاتهم و أغانيهم ، و كأن الأمر يتعلق بالمشاركة في حفل موسيقي.
و أكد المشرف على السفينة للنصر، بأن عددا هائلا من الشباب يركبها ابتداء من العاشرة صباحا و إلى غاية التاسعة ليلا تقريبا، في إقبال كبير للشباب من الجنسين، الذين يركبون السفينة التي تصعد و تنزل أرضا عدة مرات، طيلة 10 دقائق، حتى تصبح بشكل عمودي تقريبا، و هو ما يراه الشباب متعة خاصة، تمنحهم شعورا بالحرية و الانطلاق، حسب الشعارات التي يرددونها طوال فترة تحرك السفينة.
ركاب السفينة الذين أكد المشرف عليها بأنهم شباب 100 بالمئة، و بأن أعدادهم تتزايد في العطل الأسبوعية أو المدرسية و السنوية و خلال فصل الصيف، قال بأنهم يعتبرونها نوعا من الوسائل للترويح عن النفس، ما أكدته لنا احدى الشابات التي كانت مرفوقة بصديقاتها، حيث قالت بأنها تقصد السفينة مرة كل أسبوع و بشكل منتظم، و ذلك من أجل ركوبها و الصراخ، تعبيرا عن الخوف الذي يخلفه الارتفاع الكبير عن سطح الأرض، و الذي يجعلك تشعر و كأنك ستسقط في البحر، معتبرة صراخها أسلوبا للتخلص من الطاقة السلبية في الجسم و من ضغوطات العمل و الدراسة و الحياة اليومية، مضيفة بأنها لعبة تجمع بين التسلية و الترفيه عن النفس.
الشبان الذين يتحكمون أكثر في السفينة ، مقارنة بالشابات، قالوا بأنها لعبة جد مسلية، خاصة و أنهم يقصدونها في مجموعات، و يركبونها عدة مرات في الساعة الواحدة، خاصة و أن سعرها المقدر بـ200 دينار للشخص الواحد، معقول، حيث كثيرا ما ينقسمون إلى فوجين، و تعلو الهتافات و الشعارات التي يرددونها، في شكل منافسة تتكرر عديد المرات، مثلما قال لنا أحد الشباب، مشيرا إلى أن اللعبة تحولت إلى متنفس مهم و جديد ، في ظل قلة المرافق الترفيهية الخاصة بالشباب.
“ الصراخ أسلوب للتنفيس والتخلص من التوتر”
من جانب آخر، تعرف مرافق التسلية و حتى الخاصة بالصغار، غزوا لبعض المراهقين و حتى الشباب، إذ كثيرا ما نسجل حضورهم على متن السيارات الكهربائية الخاصة بالصغار، و حتى فوق الأحصنة الدوارة، أو يقومون بتسلق الصخور و مختلف ألعاب الصغار، و يرون فيها فرصة و إن كانت ليست من حقهم، من أجل الاستمتاع و العودة لسن الطفولة و البراءة، بحثا عن راحة قد لا يجدونها إلا بمعاشرة الأطفال، كما قال بعضهم.
و ترى الأخصائية النفسانية دلال حمادة بأن ألعاب التسلية الخاصة بالكبار، إحدى طرق الترفيه التي غالبا ما يجد فيها الشباب و حتى كبار السن، راحة و أسلوبا في التخلص من الضغوطات اليومية، إضافة إلى المتعة التي تصنعها، مضيفة بأن الصراخ أسلوب للتنفيس و التخلص من القلق و التوتر، فكل فرد يرغب أحيانا في التوجه إلى مكان معزول و الصراخ بأعلى صوته لتفريغ المكبوتات، و هي طريقة طبية صحيحة ، تقول الأخصائية بأنها نافعة ، خاصة و أن شبابنا محروم من الترفيه عن نفسه في ظل شح المرافق.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى