يحمل عمي حميد على متن دراجته الهوائية، طعامه، شرابه، و طموحه في غد أفضل للأجيال القادمة، و يقطع عشرات الكيلومترات ليشارك كل جمعة في مسيرات الحراك الشعبي التي تشهدها البلاد منذ 22 فيفري الماضي.
عمي حميد، أحد سكان حي الزعيترية ببلدية زموري،  ولاية بومرداس، يسجل حضورا ملفتا منذ انطلاق الحراك الشعبي بالجزائر للمطالبة بتغيير النظام، فهو يقطع وسط مدينة بومرداس، على متن دراجته الهوائية البسيطة، رافعا الراية الوطنية مع العلم الفلسطيني، و مجموعة من البالونات تحمل ألوان العلم الجزائري، كرموز للسلام و دماء الشهداء، و وجميع المارة و المشاركين في المسيرات يهتفون  و يشجعون هذا الشيخ الذي أبى إلا أن يشارك في تغيير الأوضاع،  و إن كان ذلك على طريقته الخاصة.
بعد أن شاهدناه ذات مرة بالقرب من حديقة النصر، وسط مدينة بومرداس، على متن دراجته المميزة، بدأت صوره في الانتشار و التداول بين رواد مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، بمختلف الولايات، و جميعهم يوجهون تحية احترام و تقدير  و دعم لعمي حميد الذي تعهد بالمشاركة في مختلف المسيرات التي يتم تنظيمها كل يوم جمعة بالجزائر العاصمة، دون أن يأبه لمسافة تقارب 60 كلم من زموري، حيث مقر مسكن الشيخ، إلى غاية العاصمة، مقررا ، رغم تقدمه في السن، أن يقطعها بما توفر لديه من وسيلة نقل، متجاوزا كل الحواجز و العراقيل التي تقف أمامه، خاصة مع التشديدات الأمنية و كثرة الحواجز و غلق المنافذ المؤدية إلى العاصمة كل يوم خميس.
و قال عمي حميد بأنه يحرص على المشاركة في المسيرات، أملا في تغير و تحسن الأوضاع، من أجل حياة و مستقبل أفضل لأبنائه و أبناء الجزائر، حيث ينتقل في حدود السابعة صباحا من مقر سكناه بالزعيترة، حاملا معه ما توفر من زاد و ماء، ثم يركز كل تفكيره في الوصول في الوقت المناسب بوسيلة نقل بسيطة و مفيدة في الآن نفسه، و هي التي تمكنه من اختصار الطرق الطويلة و تجاوز الاختناقات المرورية و مختلف الحواجز الأمنية التي من شأنها أن تعيق وصوله في الوقت المناسب إلى قلب الحدث، ساحة البريد المركزي بالعاصمة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى