اختفى هذا الموسم الاهتمام و التركيز و الترويج للبرامج الرمضانية عبر القنوات التليفزيونية الجزائرية، بعد أن كانت الإعلانات و الومضات الإشهارية الخاصة بهذه البرامج في السنوات الفارطة، تنطلق قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الشهر الفضيل، لجذب المشاهدين و ضمان أكبر نسبة متابعة، لأن صور و فيديوهات المسيرات و أخبار الحراك و قضايا الفساد طغت على برامج القنوات و هيمنت على كل الاهتمامات، ما جعل الكثير من المنتجين و المخرجين يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر بعض الفيديوهات الترويجية لأعمالهم، و فتح صفحات خاصة بكل عمل، خاصة و أنه تم تأجيل تصوير عديد المسلسلات بسبب الحراك.
على غير العادة، يبدو أن القنوات التلفزيونية الجزائرية، سواء العمومية أو الخاصة، قد اتفقت على نهج مخالف تسلكه هذا الموسم على غير العادة، فالوضع السياسي للبلاد فوق كل اعتبار، و لا مجال للتركيز على الإعلانات عن البرامج الرمضانية التي كانت تفتح مجال المنافسة و السباق كل سنة بين كافة القنوات، حيث كانت تحاول كل منها الإعلان عن البرامج و المسلسلات التي تنفرد بعرضها ، في محاولة لاستمالة و جذب أكبر عدد من المشاهدين.
في الوقت الذي شرعت فيه كافة القنوات العربية في الإعلان عن برامجها الخاصة بشهر ينتظر جديده المشاهدون، إلا أنه لا يشكل الحدث بالنسبة للجزائريين ، إذ لم يخرج اهتمام كل القنوات الجزائرية عن وضع البلاد و الحراك الشعبي الذي تشهده، و ترى فيه أهم من كل شيء آخر، فحتى الومضات الإشهارية التي عادة ما يتم إنتاجها من أجل الترويج لمنتجات يتسع استهلاكها في رمضان و أخرى للترويج لمواد جديدة ، لم نشاهدها هذا العام، ما يجعل المتتبع ينسى أحيانا أنه لم يعد يفصلنا عن رمضان سوى أيام معدودة، و لا يعرف ما سيتم عرضه من مسلسلات أو حصص بالمناسبة.بالمقابل، راحت بعض القنوات الناشطة على يوتيوب تروج لبعض الأعمال عبر عرض صور محدودة جدا و لقطات مع عناوين مع الإشارة إلى أنها ستعرض خلال الشهر الفضيل، كما احتضنت مواقع التواصل الاجتماعي بعض الفيديوهات الخاصة بالمسلسلات الرمضانية الكبرى، و فتح مخرجون و منتجون صفحات تحمل عناوين عدد من الأعمال،  لكن مع تسجيل شح في المعلومات حول الأعمال،  التي تأجل تصوير أغلبها بسبب الحراك الذي تشهده البلاد.بالمقابل نجد أن مسلسل “الرايس قورصو” يعد أضخم إنتاج درامي جزائري،  و تجاوز الفيديو الترويجي الخاص به مليون مشاهدة في أول يوم من عرضه على يوتيوب، بينما عرض الموقع 5 أو 6 إعلانات، لأعمال أخرى، دون تقديم تفاصيل كثيرة حولها. و يأمل الفنانون الذين تحدثت إليهم النصر، أن تحافظ الأعمال التي ألفها المشاهد الجزائري و ينتظرها في رمضان تحديدا من كل عام على مكانتها ، في ظل شح الإنتاج الذي كان مناسباتيا ، حسب تعبيرهم، و تأثر كثيرا بالحراك الشعبي هذا الموسم ، و رغم كل شيء لا يزال الكثيرون يترقبون ما ستعلن عنه القنوات الجزائرية من أعمال، لعلها تقلل احتقان وضع أنسى الجزائريين حتى فرصة الاستمتاع بأجواء رمضان التي ينتظرونها بشغف مرة واحدة كل عام.                                             إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى