وزعت محافظة الغابات لولاية عنابة، مؤخرا ، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية 340 خلية نحل لفائدة 17 مستفيدا، في انتظار استكمال العدد المتبقي إلى غاية بلوغ 860 خلية لصالح 43 مربيا، بحصة 20 صندوقا لكل مستفيد مع مستلزماتها (لباس، قفازات، منحلة، رافع منحل، شمع، دلاء، غداء، سكين، فرشاة، إطارات )  في عمليات شملت و الدعم بالولايات الشرقية المعروفة بتربية النحل.
و استنادا لمديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، يدخل هذا الدعم في إطار برنامج الصندوق الوطني للتنمية الريفية لسنة 2018، بهدف النهوض بشعبة تربية النحل و تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة العسل، التي كانت تستورد في السنوات الماضية بكميات كبيرة من الخارج.
و تؤكد مصادرنا، على نجاح سياسة الدعم التي باشرتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، لتأهيل شعبة تربية النحل الموجه لفائدة المربين، بالإضافة إلى الجهود التحفيزية المتخذة لتشجيع الشباب على الاستثمار بهذا الفرع من النشاط المنتج و المولد للثروة. و بدأ الارتفاع في إنتاج العسل، حسب مصادرنا، منذ سنة 2008، بفضل ارتفاع عدد المربين و حسب ما أوضحته ذات المصالح، فإن هذه الشعبة التي تحظى بدعم متميز، بلغت مستوى المردودية المحددة في إطار عقود النجاعة المسطرة لتطوير هذه الشعبة.
و تترقب مديرية المصالح الفلاحية بولاية عنابة، خلال السنوات المقبلة، توسعا أكثر لهذا النشاط في المناطق الغابية و الريفية الجبلية، على غرار شطايبي، سرايدي، برحال و واد العنب.
و في سياق متصل، عبر مربو النحل بولاية عنابة و وولايات أخرى مجاورة، في خرجة ميدانية للنصر مؤخرا، عن ارتياحهم للمردود الكبير من إنتاج العسل لهذا الموسم في الفترة الربيعية، الذي لم يُحقق منذ سنوات حسبهم، بعد مواسم كارثية العام الماضي و تراجع المردود وصل إلى حدود 80 بالمائة.
و أكد مربون ناشطون بولاية عنابة للنصر، على أن الإنتاج فاق التوقعات، معتبرين هذا العام فأل خير على شعبة تربية النحل، كون الجو كان ملائما لتفريخ الخلايا و إنتاج العسل خاصة في الفترة الربيعية التي تتميز بتنوع المراعي و الأزهار، ما ينتج أنواع مختلفة من العسل أشهرها اللبينة، السدرة و الإكليل.
و أضاف المربون ، بأن شعبة تربية النحل تحسنت كثيرا بفضل جلب الخبرة و مواكبة التطورات ، ما أعطى ثماره بزيادة الإنتاج و الحصول على الجودة العالية ، دون الاضطرار لتغذية خلايا النحل بالسكر في فصل الشتاء و ذلك من خلال نقل الخلايا من منطقة إلى أخرى بحسب الجو السائد و المراعي الموجودة في كل منطقة.و في هذا الشأن ، أوضح الحاج معمر و هو مربي نحل مُحترف ، يحتل المرتبة الثانية في إنتاج العسل بالجزائر ، يملك عدة مناحل في الولايات الشرقية، كانت للنصر زيارة لأحد مناحله، بأن تطوير الإنتاج مرتبط بترحيل الخلايا الى المناطق الملائمة لإنتاج العسل و تجيش الخلايا، يستطيع النحال جني العسل أربع مرات كأقل شيء في السنة، إلى جانب تنويع نوع المحصول، حيث يتجاوز إنتاج صندوق واحد، 60 كلغ من العسل، إذا قام النحال بنقلها إلى مناطق مختلفة.
و أشار المتحدث، إلى أن عملية الترحيل أعطت ثمارها في السنوات الأخيرة، ما يضمن بقاء الخلايا قوية و محافظة على جيوشها، تسمح المراعي بإنتاج للعسل، ما يُغني المربي عن تطعيمها أو إعانتها بالسكر أو المواد الغذائية الأخرى، كما تقي عملية التحويل النحل من المرض، كون المراعي الجديدة تعطيها القوة و طاقة للإنتاج و تجنب النحال إنفاق المواد إضافية في شراء الأدوية المستورد.
و أشار المصدر، إلى أن سعر الكليوغرام الواحد من العسل الطبيعي الخالص 4000 دج، أمام نوع «السدرة»، الذي يتميز بالجودة العالية يقدر سعره 8000 دج للكيلوغرام.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى