لا تزال الكثير من الأسر الجزائرية تحافظ على بعض العادات و الطقوس الغريبة التي ترتبط باجتياز أبنائها لشهادة البكالوريا، لأنها تعتقد أنها تجلب الحظ لهم و تمنحهم طاقة إيجابية لتخطي حاجز الخوف و القلق،  فيما تلجأ عائلات أخرى إلى الاستنجاد بالرقاة لإبعاد العين و الحسد عن أبنائهم، خاصة إذا كانوا نجباء، و تؤمن الكثير  من الأسر  بهذه الممارسات و تحافظ عليها، ظنا منها أنها من بين العوامل التي تساعد على النجاح في البكالوريا، و تمنح لهم و للممتحنين الراحة النفسية ، رغم أن أهم عامل لتحقيق النجاح ، هو الاجتهاد طوال السنة و التحضير بكل جد و صرامة.
و تختلف هذه الممارسات  من  منطقة لأخرى ببلادنا،  و تعود إلى عدة عقود على غرار  تقديم قطعة السكر للتلميذ أو حبات من التمر و ماء زمزم كفأل خير يبعد عنه النحس و يمنحه التفاؤل ، فيما تقوم بعض الأمهات بسكب كميات من الماء خلف أبنائهن مباشرة بعد مغادرتهم  البيت نحو مركز الامتحان ،شريطة عدم التفاتهم إلى الخلف.
و من العادات الغريبة المنتشرة ببعض الولايات، وضع سرة المولود الجديد داخل قطعة قماش يأخذها الطالب معه لتمنحه البركة ، كما  تتجند الأمهات طيلة أيام الامتحان ، لإعداد ما لذ و طاب من المأكولات و الحلويات، على غرار حلوى السفنج  أو الخفاف ، التي تكون حاضرة في مائدة الإفطار خلال أول يوم من «الباك» كتقليد يعتقد أنه يساعد على جعل تفكير التلميذ خفيفا.
كما تحولت مؤخرا زيارة الأخصائي النفساني  إلى عادة يحرص عليها الأولياء، حيث يرافقون أبناءهم المقبلين على البكالوريا إليه ، لكي يخلصهم من القلق و التوتر الزائد اللذين  قد يؤديان إلى اخفاقهم .
 و تندرج هذه الممارسات ضمن العادات و الأعراف القديمة التي لا تزال  متداولة داخل المجتمع الجزائري، و راسخة بأذهان بعض الآباء و انتقلت عدواها إلى الأبناء لتمنحهم نوعا من الراحة النفسية ، و هناك   حتى يمن يعول عليها كعامل نجاح في امتحان البكالوريا الذي يتطلب عملا دؤوبا و جهدا متواصلا طيلة الموسم الدراسي، ليكلل بالنجاح و توديع مسار دراسي دام أزيد من 10سنوات ، و التوجه نحو الجامعة ، حيث ينطلق مشوار التخصص العلمي و التدرج الأكاديمي .
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى