يعتبر شاطئ خرايف، أو سيدي عبد الرحمان، كما يحلو لسكان المنطقة تسميته، واحدا من أجمل الشواطئ بولاية سكيكدة، حيث يقع ببلدية خناق مايون على بعد  130 كيلومترا، غرب عاصمة الولاية في الحدود مع جيجل، وهو شاطئ  يجمع بين خضرة الجبال و زرقة المياه الصافية، ويشكل لوحة طبيعية خلابة تسحر زواره و تدفعهم للعودة
إليه في كل مرة بحثا عن الهدوء و العزلة.
إضافة إلى تزاوج مياهه النقية بالرمال الذهبية، فإن الشاطئ يتواجد في قلب بساط أخضر يتكون من غابات  كثيفة تمتد على طول  الطريق المؤدي إليه، إذ يخيل لزائره بأنه يتواجد في جنة منسية ينصهر جمالها الرباني مع الهدوء و السكينة، وهو ما حوّل الشاطئ إلى قبلة للباحثين عن الرومانسية الحالمة، خاصة في ظل توفر المنطقة على مصب لمياه الوادي العذبة، كثيرا ما يستغله المصطافون للاستحمام و التخلص من ملوحة مياه البحر قبل مغادرة المكان.
   ويعرف الشاطئ عودة ملحوظة للحركية السياحية خلال السنتين الأخيرتين، بعد عزلة دامت طويلا، أنهتها وإلى الأبد أشغال  فتح الطريق الرئيسي المؤدي إليه، بعد عملية تهيئة واسعة عززت إمكانية الوصول إلى أجزاء كانت معزولة و محرمة على الزوار، كما ضاعف مجالات الاستثمار السياحي، في انتظار أن يفتح الشاطئ رسميا أمام حركة الاصطياف
و يدرج ضمن قائمة الشواطئ المحروسة، ليتحقق بذلك حلم سكان  المنطقة، الذين ينتظرون تفعيل قرار التصنيف لما سيحمله ذلك من انتعاش لحركة التجارة و الاقتصاد، خاصة عبر المحور الرئيسي للاصطياف سكيكدة ـ قسنطينة الذي يعد الأكثر مردودية في الوقت الحالي.
ويرى سكان بلدية خناق مايون، أن المنطقة تتوفر على مقومات كبيرة كفيلة بأن تؤهلها لتكون قطبا سياحيا بامتياز، ومن بين تلك المؤهلات الطبيعية الغطاء النباتي المتنوع، والشريط الساحلي الخلاب  الذي يضم شاطئين في قمة السحر و هما مرسى الزيتون وخرايف، إضافة إلى شواطئ أخرى صخرية، على غرار لفنار، علما أن البلدية تتواجد بأعالي جبال القل، وتعتبر سياحية بامتياز كونها لا تزال عذراء تنتظر الاستثمار، خصوصا وأنها تعدّ من أفقر بلديات ولاية سكيكدة ، حيث سعى مؤخرا المجلس البلدي لإنشاء 3 مساحات للراحة، على مستوى الفضاءات الغابية التي تشتهر بها المنطقة المتاخمة لواديي أم لحجار و بوثويا، اللذان تحيط بهما أشجار نادرة و  ينابيع عذبة، ناهيك عن توفر المكان على مواقع أثرية قديمة تتمركز في المنطقة المعروفة بـ"ركاب الغولة" ، وهي عموما آثار رومانية، تضاف قيمتها إلى القيمة التاريخية للبلدية التي تشتهر بقائدها البطل «بلحرش» الذي حارب الجيش الإنكشاري العثماني.
يشار إلى أن، خناق مايون، استفادت من منطقة للتوسع السياحي على مساحة إجمالية تقدر بـ65 هكتارا، يتوقع أن تغير من وجه البلدية و شواطئها في حال حظيت بالقدر الكافي من الاستثمارات السياحية، كما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي ، مشيرا إلى أن ، دخول منطقة التوسع السياحي لمرسي الزيتون، مرحلة الاستغلال سيحدث حركة ديناميكية واسعة و  يحقق تنمية شاملة، كما سيوفر الاستثمار فرص عمل متعددة للشباب وللعاطلين عن العمل ويقضي على البطالة وعلى الجمود الاقتصادي والصناعي الذي تعرفه البلدية مند سنوات.
من جانب آخر تتوفر  خناق مايون على ثروة سمكية هائلة تعد من أهم الثروات البحرية في الولاية ، حيث  يعد  الصيد المهنة  الوحيدة لسكان هذه الجهة من الولاية، و التي يختزن ساحلها الممتد على طول17 كلم أنواعا مهمة من الأسماك منها السردين الذي يسوّق بكميات كبيرة وسمك صرصور البحر، الذي يقتصر وجوده على شواطئها.                                    بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى