عندما تعانق نعومة الرمال قوة الصخور
رغم طول الشريط الساحلي البومرداسي، و رغم توفره على 47 شاطئا مسموحا للسباحة، إلا أن شاطئ الكرمة يحظى بمكانة خاصة في قلوب المصطافين من داخل و خارج الولاية، محطما أرقاما قياسية في نسب الإقبال ، التي يؤكد القائمون عليه بأنها ترتفع باستمرار.
الكرمة أو «فيغيي»، كما يفضل البومرداسيون تسميته ، و احد من أروع شواطئ المدينة الموجود على بعد نحو 6 كيلومترات عن وسط بومرداس ، يتمتع بطبيعة خلابة تمتزج فيها رماله الذهبية بزرقة بحر ساحر ، و تعانق مياهه صخورا ضاربة في عمق المكان ، و خضرة طبيعة خلابة مترامية الأطراف ، لترسم فسيفساء فريدة من نوعها لا تتشكل إلا في شاطئ الكرمة .
و يعتبر «فيغيي»، واحدا من بين الشواطئ العائلية التي تسجل أكبر نسبة إقبال مع كل موسم اصطياف ، حيث تساهم كل المقومات التي يزخر بها من طبيعة و قرب من وسط المدينة، و توفره على جانب كبير من الخدمات، على غرار حظائر الركن و النظافة و المرشات و المراحيض و كذا محلات الإطعام السريع ، في الرفع من عدد زواره باستمرار ، مثلما يؤكده أحد زواره ، وهو مصطاف قال بأنه قدم من ولاية عين الدفلى ، و بأنه يقصد هذا الشاطئ دونا عن غيره منذ أزيد من 8 سنوات ، بالرغم من اعترافه بتوفر بومرداس على شريط ساحلي خلاب بامتياز بحسب تعبيره.
كما يشكل تنوع و توفر المنتوج الفلاحي بولاية بومرداس ، عاملا مهما في جلب المصطافين ، خاصة ممن يفضلون المكوث بها لفترة طويلة ، و لعل شاطئ الكرمة من بين أكبر الشواطئ التي تستفيد من هذا الجانب ، حيث يتميز بوفرة منتوجات الخضر و الفواكه و حتى الأسماك ، يتم عرضها على قارعة الطريق الرئيسية بأسعار جيدة ، تجعله مقصد الكثيرين ممن يبحثون عن تحقيق معادلة الاقتصاد و المتعة.
و لا يعد شاطئ الكرمة ملاذا مميزا بالنسبة للمصطافين من خارج بومرداس أو من أولئك القادمين من ولايات داخلية بعيدة فقط ، فجمال و خصوصية المنطقة ، جعلت له مكانة مميزة في قلوب أهل المدينة الذي يؤكدون ، بأن السباحة و مشاهدة غروب الشمس فيه لها خصوصية ، بينما يفضل عدد كبير من سكان الجزائر العاصمة هذا الشاطئ لكونه عائليا بامتياز من جهة ، إضافة إلى طبيعته الخلابة التي يقولون، بأنها تشجع من يزورنه مرة على العودة من جديد، مستغلين بذلك قرب الولايتين بالرغم من توفر العاصمة على شريط ساحلي أطول من ما تملكه بومرداس.
و إن كانت غاية الغالبية هي السباحة و ملامسة رمال البحر الذهبية ، فإن كثيرين يفضلونه من أجل الاستجمام على متن قوارب صغيرة يوفرها بعض الشباب بالشاطئ ، و التي تضمن رحلة ممتعة وسط  مرتفعاته الصخرية المترامية في جوانبه ، و كأنها تعانق السماء ، بينما يفضله آخرون من أجل ممارسة هواية الصيد،  حيث يختارون عادة فترة المساء و اقتراب وقت الغروب  لاصطياد السمك وسط هدوء المكان ، إذ أنهم كثيرا ما يجتمعون ضمن فرق صيد بالصنارة  تشكل مجتمعة لوحة فنية لا تكتمل إلا   وقت الغروب.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى