تنصح طبيبة الأطفال جميلة رقاد، الأمهات بإعطاء كميات كبيرة من الأملاح المعدنية لأبنائهن في حال تعرضهم للإسهال خلال فصل الصيف، حرصا على تجنب جفاف الجسم الذي قد يؤدي إلى الوفاة، مشيرة إلى أن مشكل الجفاف الحاد يعد سببا مباشرا في 10 بالمائة من حالات الوفيات بين الأطفال الرضع، حسب ما تؤكده إحصائيات المستشفيات العمومية.
كما تذكر الطبيبة الأمهات، بأهمية المتابعة الدقيقة لأبنائهن و عدم التهاون مع حالاتهم الصحية بمجرد ملاحظة أول علامات الإسهال، مشددة على ضرورة الابتعاد عن الطرق التقليدية أو المنزلية في العلاج و نقلهم مباشرة إلى المستشفى أو عند الطبيب، على اعتبار أن الإسهال غالبا ما يكون فيروسيا أو بكتيريا و لذلك فإن علاجه يتحدد بحسب درجة الخطورة التي يدركها الطبيب وحده، فالإسهال العادي  يتطلب تغذية الطفل بكمية كبيرة من الأملاح المعدنية، التي يمكن أن تشترى مباشرة من الصيدليات أو تحضر منزليا عن طريق مزج ملعقة كبيرة من ملح  الطعام مع ملعقة كبيرة من السكر  و ملعقة من بكربونات الصوديوم و إذابة المزيج في لتر من الماء و إعطائه للطفل على مراحل.
 أما في الحالات التي ترافق فيها الحمى الإسهال، فإن تدخل الطبيب يكون إلزاميا، لأن العلاج يتطلب استخدام المضادات الحيوية، بالمقابل فإن هنالك حالات أخرى تتطلب إدخال الطفل إلى المستشفى، خصوصا إذا ما كان الإسهال حادا جدا و مصاحبا للحمى و التقيؤ، وهي أعراض تعتبر خطيرة بالنسبة لطفل صغير، و قد تؤدي إلى وفاته في حال لم يتلق العلاج اللازم في الوقت المناسب، لأن هذا النوع من الإسهال يكون ناتجا عن إصابة الجهاز الهضمي للطفل بتسمم جرثومي وهو ما تثبته التحاليل عادة.
 و عن أهم مسببات الإسهال عند الأطفال من عمر السنة فما فوق، فتوضح الأخصائية، بأن الأمر يرتبط مباشرة ببداية الإطعام و إدخال وجبات جديدة على نظامهم الغذائي الذي يكون معتمدا بالأساس على حليب الرضع، فغالبا حسبها، ما يكون جهازهم الهضمي حساسا و ضعيفا، وهو ما يسهل إصابتهم بتلوث غذائي قد يكون ناتجا عن جرثوم موجود في الأكل، كما قد ترتبط الأسباب بقلة النظافة و نقص العناية بالطفل، أو قد ينتج الإسهال عن التقاط جراثيم من أمكان اللعب العامة أو بسبب التسنين أو بعض الأمراض مثل الحصبة  أو بسبب استعمال الرضاعات الاصطناعية التي تكون عرضة للبكتيريا و الجراثيم، و عليه توصي الطبيبة جميلة رقاد بضرورة إتباع نمط غذائي صحي يرتكز بالأساس على الخضروات خاصة في فترة العلاج، لتعويض الفيتامينات التي  يخسرها الجسم، و تدعيم النظام المناعي لدى الطفل بالبوتاسيوم و الزنك، مع تعزيز الوجبات بالفاكهه و في مقدمتها الموز و الإكثار من ماء الأرز، الذي يساعد على الحد من الإسهال، كما تدعو الأولياء إلى الاهتمام بعامل النظافة، خصوصا في هذا الفصل، الذي تزيد  فيه نسب إصابة الأطفال بالأمراض، مشددا على أن الوقاية تعد أفضل طرق العلاج ، وهو ما يلزم الأولياء بالمواظبة على غسل الأيدي جيدا و تنظيف أواني الأكل و تنقية الخضر و الفواكه  و تجنب إطعام الأطفال في الخارج.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى