يقع المعلم السياحي «أزرو نطهور»، الواقع في مرتفعات بلدية إيليلتن، التابعة لدائرة إيفرحونان حوالي 80 كلم أقصى شمال شرق مدينة تيزي وزو، و يستقطب سنويا الكثير من السياح والزوّار من مختلف جهات الوطن وحتى من خارجها، نظرا لجماله و تفرده فهو موقع يتمتع بالهدوء والسحر والسكينة والهواء النقي، كما يعتبر محجا للفنانين والشعراء، و يعد قبلة لعشاق رياضتي المشي و «الروندوني» أو تسلق الجبال، ناهيك عن كونه مقصدا للكثير من محبي السياحة الإيكولوجية.
يشهد المعبر المؤدي إلى جبل «أزرو نطهور»، انطلاقا من الطريق الوطني رقم 12، وصولا إلى دائرة مقلع وعين الحمام، حركة دؤوبة في فصل الصيف، حيث  تستهوي الطبيعية الخلابة التي يزخر بها العديد من السياح وزوار ولاية تيزي وزو، الباحثين عن الاسترخاء والاستجمام، خصوصا وأنه يعتبر الموقع الأمثل لالتقاط الصور التذكارية، نظرا لعلو قمة الجبل الذي يرتفع عن سطع البحر بنحو1883 مترا، بحيث يمكن للزوار الحصول على مشهد بانورامي بمجرد الوقوف عند القمة التي يمتد أسفلها غطاء غابي أخضر يزينه قرميد و حجارة المنازل و القرى، وهي لوحة تستهوي بشكل كبير المغتربين الذين يحجون سنويا إلى « أزرو نطهور» أو «حجرة الظهر»  باللغة العربية، فقد اختلفت الروايات حول تسمية هذا الجبل «الأسطورة» الذي يتصدر واجهة السياحة الجبلية في ولاية تيزي وزو ، فهنالك من  يقولون بأن إحدى النساء كانت تقوم بإعداد الكسكسي في تلك المنطقة وسقط عنها الغربال و تدحرج إلى غاية السفح دون أن ينكسر،فأُخذت منه هذه التسمية، وتقول رواية أخرى أن وليا صالحا كان يقيم في تلك المنطقة وقد دفن فيها، ويروي آخرون أن هذا الولي الصالح الذي يتميز بالحكمة، صعد إلى قمة جبل «أزرو نطهور» لإقامة صلاة الظهر ولكنه توفي قبل أن يتمها وغيرها من الروايات الأخرى.
الطريق نحو هذا المعلم السياحي طويل و يستغرق   ثلاث ساعات كاملة من السير، حيث تزينه أنواع مختلفة من الأشجار والنباتات، وكلما صعد الزائر نحو القرى الجبلية لمنطقة «ميشلي» أو «عين الحمام»،  يحس بانخفاض درجة حرارة الجو، ولعل أهم شىء في الرحلة نحو المعلم، هو توفر وسائل النقل، فالكثير من الحافلات والمركبات الصغيرة تشتغل على هذا الخط التي يعرض على امتداده حرفيين وشباب منتوجات تقليدية و يدوية الصنع بالإضافة لبعض التحف والأواني الفخارية.
في هذا الجبل الشامخ ووسط الأشجار الكثيفة، يقع منزل صغير يتخذه الزوار والسياح مكانا للصلاة وأخذ قسط من الراحة بعد رحلة طويلة، كما تحضر فيه «الوعدة» التي تنظمها ثلاث قرى كل يوم جمعة، من شهر أوت و يطلق عليها محليا «أسنسي أزرو نطهور».  
وحسب سكان المنطقة فإنّ أسنسي «أزرو نطهور» أو «وعدة أزرو نطهور» تكتسي أيضا طابعا سياحيا فهي تجلب السياح من مختلف ولايات الوطن، ويعد الهدف الأساسي أيضا من إقامتها في هذا المعلم السياحي حسب أحد سكان قرية «زوبقة»، هو لم شمل العائلات وتقوية صلة الأرحام.
يلاحظ  الزائر للموقع مسجدا صغيرا وساحة تطل على قرى دائرة إيفرحونان  والأربعاء ناث إيراثن، ويقال أن هذا المسجد هو مقام لولي صالح عاش بالمنطقة وتوفي هناك، ومن أجل تكريم هذا الرجل الحكيم وتخليد ذكراه، قام السكان بتشييد هذا المسجد والمحافظة عليه.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى