افتك التلميذ  كواح محمد أيمن، المرتبة الأولى في شهادة البكالوريا على مستوى ولاية أم البواقي، بمعل 18.52 شعبة علوم تجريبية، وهو ترتيب لم يكن ينتظره كما أسر للنصر بالرغم من  اجتهاده و التزامه بالجدية في الدراسة و الانضباط في القسم، مؤكدا، بأن هذه العوامل مجتمعة تعد من أهم أسباب تفوقه، كاشفا عن حلمه في دراسة الطب و نيته في التخصص مستقبلا في  جراحة القلب أو العيون  و استكمال الدراسة خارج الوطن قبل العودة إليه مجددا كمختص كفؤ لخدمته و بناءه.
النصر، زارت النابغة، في منزله الكائن بمدينة عين البيضاء فحدثنا عن مشواره الدراسي وكيف أنه كان دائم التفوق و مثالا للاجتهاد منذ أن كان تلميذا في الطور الابتدائي بمؤسسة الصادق بلكبير بعين البيضاء، ومن ثم بمتوسطة العنتري المعروفة بمدرسة «مانيش»، أين تحصل على شهادة التعليم المتوسط بمعدل 18.00، وحتى خلال سنوات الدراسة بكل من ثانويتي زيناي بلقاس و بوكفة، اللتان تردد عليهما طيلة ثلاث سنوات بسبب تغيير عائلته لمقر سكناها، حيث اعتاد التحصل على معدلات فصلية تتراوح بين 17.70 و 18.
 هكذا استفاد من دروس الدعم
محدثنا قال بأنه، تلميذ ملتزم جدا في القسم و جاد في المنزل بدليل أنه لم يحتج طيلة مساره الدراسي إلى دروس خصوصية و كان يدرس جيدا في البيت و يحرص على مراجعة كل كبيرة و صغيرة يتعلمها يوميا في القسم، لكنه اضطر هذه السنة لتلقي بعض الدروس الخصوصية تدعيما لقدراته في الفهم، خصوصا في المواد الأساسية بالنظر لأهميتها في الامتحان، مشيرا إلى أن فائدتها تكمن في كم التمارين التي يتم حلها خلالها و التي تعد ضرورية لتسهيل الفهم و الاستيعاب، على اعتبار أن أساتذتها يعرفون ما يجب التركيز عليه تحديدا كما قال، موضحا بأنه اعتمد فقط على دروس الدعم التي كانت تقدم في مؤسسته التعليمية خلال الفصل الأول فقط، حيث اختار صب جام تركيزه على المواد العلمية، فيما خصص نهاية الموسم الدراسي لمراجعة المواد الأدبية.
“لم أتوقع أن أفتك المرتبة الأولى ولائيا”
محمد أيمن، أخبرنا بأنه تفاجأ بترتيبه في الشهادة إذ لم يكن يتوقع أن يفتك المرتبة الأولى في شعبة العلوم التجريبية، قائلا  “ كنت على علم بأني أجبت جيدا على أسئلة مختلف المواد، لكن لم أكن أنتظر تحقيق هذا المعدل، صباح يوم الإعلان عن النتائج فاجأتنا عمتي عندما أخبرتنا بأن معدلي هو 15، لأنني كنت أنتظر معدلا أكبر، لكن بعد الإعلان عن النتائج عبر موقع ديوان الامتحانات والمسابقات، وجدت رقما مختلفا هو 18، ظننت للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بخطأ تقني، فطلبت من والدي نقلي للمؤسسة التربوية للتأكد، وهناك حصلت على الخبر اليقين وأعلموني مساء، بأني الأول ولائيا، وهو أمر لم أستوعبه في البداية.
محدثنا قال، بأن مؤسسته وخلافا للعديد من المدارس عبر الوطن، لم تتأثر بالمسيرات و مشاركة التلاميذ و الأساتذة في الحراك الشعبي  بما في ذلك هو شخصيا، مؤكدا بأنه خرج رفقة زملائه في المسيرات لكن بنظام، إذ لم يغادروا مقاعد الدراسة في أوقات الدوام، و أنهوا البرنامج الدراسي قبل موعده، وهو ما شجعه على حضور دروس دعم إضافية في أقسام أخرى  لتعزيز قدراته في بعض المواد وخاصة منها العلمية، كالفيزياء.
أما عن طموحاته المستقبلية فقال، بأنها تنقسم إلى قسمين الأول يخص حياته الشخصية والثاني يتعلق بمساره ومشواره الدراسي والمهني، حيث علق :” بداية أود الاستمتاع بالسفر واكتشاف عديد الدول، على غرار السويد و اليابان، أما مهنيا ودراسيا فأطمح لأن أكمل دراستي في الخارج، لاكتساب خبرات أكبر أفيد بها بلادي لاحقا، فالطبيب الذي يدرس في الجزائر لا ينال الاهتمام الكافي عكس من يدرس في الخارج”.
يواصل حديثه :” الطب ليس حلما، لكنني أريد أن أحقق ما حققه والدي، أميل إليه لأنني من محبي الفيزياء وللرياضيات، و هدفي هو التخصص في جراحة العيون أو جراحة القلب”.
يعشق اللغات والبرمجة الإلكترونية
أما عن هواياته فقال : “ لدي هوايات عديدة، منها ما طورته لأهرب إليه من التوتر الذي رافقني خلال التحضير للباكالوريا إذ لجأت لملئ وقت الفراغ، بتعلم اللغة الإسبانية في انتظار أن أتعلم الألمانية، وسأشرع في تعلم اللغة اليابانية كونها اللغة الأصعب مقارنة ببعض اللغات الأوروبية، فالوقت المخصص لتعلمها يعادل 4 أضعاف ما يتطلبه تعلم لغة أوروبية، إضافة إلى ذلك فأنا عاشق للرسوم المتحركة اليابانية والأفلام المتنوعة وقد أطلقت قناة خاصة على يوتيوب، وتعلمت تركيب الفيديوهات، وشرعت في تعلم برامج تركيب الصورة إضافة إلى تعلم البرمجة الإلكترونية.
محدثنا ختم حديثه إلينا بحمد الله و شكره، كما قدم خالص الامتنان لوالديه معبرا بالقول : “ لهما فائق الشكر فهما اللذان وقفا معي ودعماني ماديا ومعنويا، من خلال توفير كل المتطلبات التي أريدها، كما أشكرهما على دعمهما النفسي و المعنوي، وأشكر كذلك أساتذتي وأخصص بالذكر أستاذ مادة الرياضيات زواتين وأستاذ العلوم قاسمي وأستاذ الفيزياء سعدي، وكذا أستاذة العلوم الإسلامية عجالي وأستاذة الاجتماعيات طمالي والأستاذة محفوظ في مادة الفرنسية وأستاذة الإنجليزية عمران وكذا أستاذة الفلسفة خياري وأستاذ التربية البدنية كاملي”.
كما أتوجه بالشكر لأساتذة ثانوية بوكفة، على النصائح والتوجيهات، فضلا عن امتناني الخالص  لأصدقائي و لأساتذة الدروس الخصوصية الذين دعموني كثيرا، على غرار الأساتذة سعادي و سرار وبوعروج ومنصوري وتمرابط والأستاذين قابوش وعبد الباقي. ولكل من لم يحالفهم الحظ في نيل شهادة الباكالوريا هذا العام، أقول لهم عليكم بالصبر و الاجتهاد في الموسم القادم فلكل جواد كبوة، وعليهم باستدراك سقوطكم وتعويضه”
     حاوره: أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى