فنانون و رياضيون و مواطنون، عرب و جزائريون و حتى أجانب الكل اختاروا الأخضر خلفية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أمس ، فرحا بتتويج الفريق الوطني لكرة القدم بكأس أمم إفريقيا، فصوّر أجواء الاحتفالات الأسطورية
التي صنعها  الجمهور كانت الأكثر انتشارا، كما كان شعار « وان تو ثري فيفا لالجري» عنوانا للعديد من التقارير
 الإعلامية التي تعاطت مع الحدث. الحدث الأبرز
شكل تتويج كتيبة المحاربين بقيادة المدرب جمال بلماضي، بالكأس الإفريقية الحدث الأبرز على مواقع التواصل، حيث تصدر الترند الجزائري و المغربي على تويتر كما حل ثانيا في الترند السعودي، بالمقابل انفجر موقع الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم على انستغرام، بصور المباراة و التتويج و الانتصار التي حملت عنوان « إنها ليلتكم ولا أحد يمكنه أن يأخذ هذا منكم «، و تفاعل الكثير من الفنانين العرب مع الحدث، في حين طغت الألوان الوطنية على حسابات الفنانين والرياضيين و المشاهير الجزائريين في الداخل وفي الخارج و تم تداول شعار 1.2.3 فيفيا لالجيري، بقوة بالإضافة إلى صور اللاعبين و فيديوهات الاحتفالات، كما فرض شعار «النجمة الثانية» نفسه بقوة أيضا، بعد دقائق قليلة من إطلاقه عبر القناة الأرضية.
 قصة الشعار الأشهر في تاريخ الكرة العربية
 حمى التتويج القاري اجتاحت الجزائريين و بلغ مداها المغرب العربي و بعض الدول المشرقية كذلك، و قد استثمرت فيها العديد من الشركات و العلامات التجارية التي أطلقت ومضات إشهارية أبطالها نجوم المنتخب ، حققت ملايين المشاهدات و تداولها الآلاف على غرار ومضة   « شكون حنا لرياض محرز»، بالمقابل تداولت شبكات إعلامية و قنوات عديدة الخبر بطريقة مغايرة حيث ركزت تقاريرها على أجواء الاحتفالات في شوارع الجزائر، مع العودة إلى أصل شعار « وان تو ثري فيفيا للجيري»، وذلك على غرار ما فعلت شبكة «دولتشي فيليه» الألمانية و قنوات «الآن» و فرانس «24، و «أصوات مغاربية» حيث  أشير إعلاميا إلى أن هناك الكثير من الروايات التي ترتبط بأصل هذا الشعار، والتي يعد غيوم ستول الصحفي في «لونوفيل أوبسيرفاتور» الفرنسية أفضل من تتبع مسارها.
و تقول بأن الشعار ظهر لأول مرة، في خمسينيات القرن الماضي، خلال حرب التحرير ضدّ المحتل الفرنسي، عندما اختار ثوار شعار « وي وانت توبي فري» أو نريد أن نكون أحرار، باللغة الانجليزية لتدويل القضية الجزائرية، وقد تم تداوله بقوة بين سنوات 1954 و1962 كشعار أبرز  في مظاهرات الجزائريين ونداءاتهم للمجتمع الدولي لكن مع تحري في النطق.
و تقول رواية أخرى أنّ الشعار استنبط خلال المباراة الودية التي فازت بها الجزائر على شفيلد يونايتد الإنجليزي في 3 ماي 1974 بنتيجة 3-1 في ملعب وهران، إذ احتفل الجمهور بالثلاثية على طريقته.
لكن هناك أيضاً فرضية تقول، أنّ تلك المباراة تزامنت مع الأزمة بين الجزائر والمغرب حول الصحراء، فقد هتف الجزائريون «وان تو ثري.. فيفا لالجيري» رداً على هتاف مغربي كان يقول « آن دو تروا فيف لو روا» واحد اثنان ثلاثة عاش الملك»، تمجيدا منه للملك الراحل الحسن الثاني.
بعد 13 عاماً من الاستقلال، نظمت الجزائر دورة الألعاب الرياضية لدول البحر الأبيض المتوسط، وكان الاختتام في المباراة النهائية من دورة كرة القدم بين الجزائر و فرنسا وقد شهدت تلك المباراة أجواءً مشحونة و انتهت بفوز المنتخب الجزائري بنتيجة 3-2 ، ما  اعتبر استقلالاً رمزياً للجزائر تردد معه الشعار كثيرا.
برج إيفل بألوان الجزائر !
وكانت صورة ألوان العلم الوطني على برج إيفل في باريس، من بين أكثر الصور التي صنعت الجدل على مواقع التواصل و تداولها الكثيرون، خصوصا بعد كل ما أثارته احتفالات الجزائريين بالتأهل للنهائي وقبله للنصف النهائي من بلبلة في فرنسا، حيث اعتبر الكثيرون بأن الصورة تعد انتصارا على  العنصرية التي رافقت تصريحات برلمانيين فرنسيين، قبل أن تعنون صحيفة لوموند الشهيرة، على موقعها، ألوان البرج لم تكن للجزائر بل من أجل إيطاليا.
من جهة ثانية تفاعل لاعبو المنتخب الوطني كثيرا مع الانتصار، و اجتاحت صورهم الخاصة حساباتهم التفاعلية بداية بقائد الفريق رياض محرز الذي غرد على تويتر و كتب عل انستغرام» فخور جدا بقيادة هذا الفريق و ممتن لمن تابعونا عبر العالم»، أما القائد السابق عنتر يحيى فكتب          « عظيم.. تعجز الكلمات عن التعبير»، فرانك ريبيري، الذي شاهد المقابلة على المدرجات نشر صورا كثيرة له مع اللاعبين، وكذلك فعل المدون « شمسو ديزاد جوكر» و الدي جي العالمي الجزائري الأصل «دي جي سنيك»، الذي تنقل إلى القاهرة لمشاهدة المباراة.
 فلة الجزائرية  سولكينغ و ألجيرينو و أمل بوشوشة و سالي جفال و سهيلة معلم و نوال قاضي وبلال العربي و كثير من الفنانين والإعلاميين نشروا صورهم بقمصان الفريق الوطني، و هنأ نجوم الفن العرب الجزائر بتغريدات كان أبرزها لنانسي عجرم و كارمن لبس و كيندة علوش و إليسا.
 فيديوهات كثيرة أيضا تم تداولها بقوة، لاحتفالات مغاربة وسودانيين بانتصار الفريق الجزائري،  كما حققت فيديوهات فرحة سكان غزة المحتلة بنصر الجزائر ولحظات متابعة الرئيس محمود عباس للمباراة الكثير من التفاعل.
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى