أظهرت صور الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص فيسبوك و انستغرام، تغييرات جذرية في عادات الاحتفال بعيد الأضحى فالكثير من العادات تراجعت خصوصا ما تعلق بشق الإطعام و تحضير لحم الأضحية، بالمقابل ظهرت عادات جديدة تغذيها الرغبة في التميز و التباهي و تقديم كل جديد و مختلف، انطلاقا من طريقة تنظيف أحشاء الخروف إلى أسلوب تحضير اللحوم و عرضها على مائدة الطعام.
نشاط كبير على صفحات الفيسبوك عرفه اليومان الأخيران، حيث انتشرت صور الأضاحي قبل و بعد نحرها، وحولت الكثير من السيدات والشابات حساباتهن على فيسبوك و انستغرام إلى قنوات مفتوحة لتقديم التوجيهات والحيل و النصائح الخاصة بطرق التعامل مع أحشاء الأضحية و تنظيفها، و ازدهرت ثقافة تبادل الأفكار، قبل أن تتحول هذه الصفحات إلى ساحة للتنافس صبيحة العيد، إذ استعرضت كل واحدة شطارتها من خلال صور تبرز عملها المتقن و طريقتها الفريدة في تنظيف و تحضير رأس الخروف « بوزلوف»، أما الملاحظ فهو تراجع الأطباق التقليدية، فلا واحدة منهن تقريبا عادت هذا العيد إلى مطبخ الجدات وقليلات جدا هن من طهين رأس الخروف، بل أن المنافسة كانت على أشدها للتباهي بأطباق عصرية وفي مقدمتها المشاوي و قد كان لـطبق « ملفوف» أم وليد حصة الأسد من الصور.
الأواني الفخارية التقليدية موضة الموسم
و من خلال التفاعل مع الصور على هذه المواقع، يمكن أن نلاحظ تحولا جذريا في السلوك الغذائي للعائلات الجزائرية، فربات البيوت الشابات أصبحن يفضلن كل ما هو خفيف و لذيذ وسهل التحضير، لكنهن بتن كذلك أكثر تكلفا فيما يخص طريقة عرض الأطباق على مائدة الطعام و قد عادت الأواني الفخارية التقلدية بقوة هذا الموسم، إذ عرضتها العديد من المدونات و حتى السيدات، وحتى الحلويات التي لم تكن جزء من تقاليد عيد الأضحى ما عدا « الكروكي»، أصبحت حاضرة بقوة في صواني العيد، وبأشكال ترتبط مباشرة بعنوان المناسبة، حيث حضرت سيدات حلويات على شاكلة خرفان.
منافسة أجمل» بوزلوف»
و أحسن « دوارة»
ولم تقتصر الرغبة في الظهور على والتميز على الموائد فحسب فتنظيف أطراف ورأس و أحشاء الأضحية، الذي كان في وقت سابق عبء بالنسبة للكثيرات، أصبح اليوم محل منافسة بين الشابات، بدليل أن مواقع التواصل و بالأخص صفحات الطبخ و مجموعات ربات البيوت على فيسبوك، تحولت إلى فضاء للتنافس و استعراض أجمل « بوزلوف» و أحسن وأنظف « دوارة»، وقد ذهبت كل واحدة إلى عرض تجربتها ووصف طريقة إعدادها لكل جزء من الأضحية مع اقتراح حيل و تدابير لتسهيل المهمة، و الحديث عن تقاليد المطبخ في ولايتها أو منطقها السكنية وهي منافسة شاركت فيها حتى ممثلات و إعلاميات، على غرار نوال قاضي و حياة عمور و النجمة سالي جفال.
و يبدو أن الكثير من ربات البيوت الجزائريات و خاصة الشابات قد تجاوزن تلك الصورة النمطية لطريقة استقبال عيد الضحى المبارك، و تحديدا ما تعلق بالأطباق الكلاسيكية على غرار الكسكسي الذي كان قبل سنوات بمثابة العرف الذي لا يمكن تغييره لدى مختلف العائلات.
كما أن صورة المرأة في يوم العيد تغيرت، فالاهتمام بالمظهر لم يكن رائجا، لكن الكثيرات هذه السنة و بالأخص الفنانات نشرن صورا لملابسهن يوم العيد، مروجات لماركات و مصممين محليين شباب على غرار القسنطينة « مريم أم ك»، التي اختيرت كأحسن مصصمة لهذا العام حسبهن.
و حتى المشاهير من الفنانين الجزائريين كان حضورهم عبر مختلف هذه المنصات بارزا أيام العيد بإنزالهم لصور و فيديوهات لهم و هم يحتفلون بالمناسبة.
يوتيوب ينافس الجزارين
موقع يوتيوب كان الأكثر استقطاب للكثير من الجزائريين وبالأخص الرجال، في الفترة المسائية من أول يومين من العيد، وذلك لتعلم الطرق المثلى و السهلة لتقطيع الأضحية، إذ أن التهافت الكبير على القصابات و كثرة طوابير الانتظار و طولها، جعل البعض يستغنون عن الجزارين و يفضلون الاعتماد على أنفسهم، من خلال تقليد الفيديوهات التوجيهية التي كثر تداولها على نفس الموقع و غير من المواقع الأخرى.
هدى طابي
جزائريات يطلقن الأطباق التقليدية ويتجهن إلى الإبتكار: سباق" الدوارة و البوزلوف" يحتدم على مواقع التواصل
- التفاصيل
-
تنافس بقوة وتفرض إنتاجا مختلفا: هل ستنهــــي منصــات البــث التدفقــي زمن التلفـــاز؟
استثمرت منصات رقمية للبث التدفقي بقوة في عادات التلقي الجديدة التي شكلتها التكنولوجيا الحديثة، وذلك طوال...
موسم جديد ينطلق بقسنطينة: تقطير الورد والزهر يدخل دائرة الأنشطة الاقتصادية
تتعطر مدينة الصخر العتيق هذه الأيام، بنسائم الزهر والورد، الذي يفوح عبقه من بيوت ألف أهلها عادة التقطير، التي ظهرت...
تستقطب زبائن من دول مجاورة ولا تنام قبيل الأعياد: علي منجلي تتحوّل إلى عاصمة للتسوّق بالشرق الجزائري
أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب...
أغنية "من زينو نهار اليوم" للراحل عبد الكريم دالي : نشيــد الفـــرح الخالــد في عيــد الجزائرييـــن
تشكل أغنية "من زينو نهار اليوم صحة عيدكم" للراحل عبد الكريم دالي، رمزا من رموز الهوية الموسيقية الجزائرية و الموسيقى...
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
مختصون يحذّرون من العزلة الاجتماعية: إشراك كبار السن في الأنشطة اليومية مهم لصحتهم النفسية والجسدية
تعاني شريحة من كبار السن عزلة اجتماعية، ونوعا من الوحدة والتهميش، إذ يميل أشخاص إلى التعامل مع...
انتعاش تجــارة الألـوان والنكهات قبيل رمضان: سيّـدات يقتحمن سوق التوابل وتحـذيـرات من الــغش
تعرف تجارة التوابل والأعشاب خلال الأيام الأخيرة انتعاشا كبيرا، وإقبالا قياسيا على مختلف محلات...
بين الحــاجة الشخصية والمشاريع المصغّرة: إقبال على ورشات تعلم المملحات
تسجل دورات تعليم مختلف أنواع المأكولات الخاصة بشهر رمضان كالمملحات والمعسلات وكذا «الخطفة» أو...
المــركز النفسي البيداغوجي الدبيلة بالوادي: مزرعة نموذجية لصقل مواهب ذوي الهمم في حرفـة البستنة
يوفر المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالدبيلة بالوادي، وأغلبهم مصابون بمتلازمة...
متدخلون في المؤتمر الوطني السنوي للطب النفسي: مقترح لإنشاء مرصد وطني لمكافحة الإدمان في الجزائر
أكّد مشاركون في المؤتمر الوطني السنوي 22 للطب النفسي» الإدمان الوضعية والآفاق» بتيزي وزو، على...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)