قدمت عشية عيد الأضحى، الفرقة المسرحية «كواليس» وهران عرضا أولا لإنتاجها المسرحي الأخير، «سيرك المهرجين» وهو عبارة عن عرض فني صامت يحاكي  يوميات الجزائريين والتطورات التي عاشتها وتعيشها البلاد في جميع النواحي.
العمل دار على مدار ما يقارب الساعة من الزمن، فوق ركح عبد القادر علولة، حيث استمتع الجمهور بلوحات فنية ترجمت مشاكل و انشغالات المجتمع في قالب فكاهي ترفيهي، وكان هذا من خلال ما جادت به ذاكرة شرطي مرور يعيش يوميا واقع الشعب خلال عمله الميداني في الشارع، إذ تنوعت اللوحات الفنية الصامتة التي جسدها شباب موهوب، بين معالجة سلوكيات السائقين والراجلين في الطرقات وبين رصد التجاوزات المسجلة يوميا، لتكون الاعتداءات والسرقات محور لوحة أخرى أبرزت دور شرطي المرور في مساعدة العدالة للقبض على اللصوص وضمان الأمن العمومي، وعكست لوحات أخرى سلوكيات إيجابية أخرى كالتجاوب مع عزف الموسيقى في الشوارع والرقص والأعمال الفنية وكذا العلاقات الإنسانية والحب والصداقة وهي لوحات صالحت الشعب مع الفضاء العمومي وتقبلها المواطن بإيجابية وترحيب.
 العمل قدم أيضا جانبا من السلوكيات الدخيلة على المجتمع، و التي أصبحت منتشرة كثيرا، كالتجول في الشوارع بمرافقة الكلاب من مختلف الأنواع من «الكانيش» إلى «البارجي» المتوحش وأنواع أخرى غالبا ما تزعج المارة في الطرقات، لينتقل العرض لمحاكاة حقيقة مرة عاشها و يعيشها الشباب ويتعلق الأمر بواقع «الحراقة» الذين يغامرون بحياتهم بين أمواج المتوسط ليبلغوا الضفة الأوروبية بطريقة غير شرعية، ولكن في هذه اللوحة استعمل المخرج تقنية «الفلاش باك»، ليلغي هذا السلوك المرفوض اجتماعيا بسبب تبعاته المؤلمة على الشباب و عائلاتهم.
العرض المسرحي، ذكر الجمهور بالتضحيات التي قدمها الأجداد منذ دخول المستعمر الفرنسي للجزائر و إلى غاية الاستقلال الذي ننعم به اليوم.
للعلم فإن فكرة العرض تعود للمسرحي ورئيس الفرقة محمد فاضل بينما الإخراج والموسيقى كانا للمسرحي والمختص في مسرح العرائس بوزبوجة غفور، المعروف بـ «هواري بورا» الذي أبدع في الجانب التقني بما في ذلك الموسيقى والإضاءة والمؤثرات الخاصة، كما كان توزيع الممثلين فوق الخشبة موفقا مثلما كانت إيماءاتهم ناجحة لدرجة أن الأطفال الذين حضروا العرض رفقة أولياءهم فهموا المقصود وتفاعلوا كثيرا مع بعض المشاهد والحركات.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى