تخفي بلدية الميلية شرق جيجل، كنزا طبيعيا  ينتظر  الاكتشاف،  و بمنطقة بني فرقان تحديدا أين تتواجد قطعة من الجنة، تلفها جبال بني فرقان و الميلية الشامخة، تعرف باسم  الشواطئ الساحرة، إذ اجتمعت خمسة شواطئ في شاطئ واحد، يسمى بشاطئ بني فرقان، ينتظر منذ سنوات و بعد عودة الأمن للمنطقة، تدخلت السلطات الولائية لجعله ضمن قائمة الشواطئ المحروسة  و تخصيص أغلفة مالية  لتهيئته.

الزائر لبني فرقان بالميلية، يشاهد روعة المناظر الطبيعة المتواجدة على طول الطريق المؤدي للمنطقة، بالرغم من بعدها عن مركز بلدية الميلية، إلا أن الطريق المؤدي إليها يعرف حركية خلال موسم الاصطياف، كما كان لمبادرة سكانها دور في  التعريف بالمنطقة،  حيث ذاع صيتها عبر الجهة الشرقية من تراب الوطن، بعد أن قام المواطنون بشق وتهيئة جزء من الطرقات المؤدية للشواطئ، إذ سبق للنصر أن تطرقت لجل المبادرات التي يقوم بها الراغبون في العودة، فإرادتهم لم تكن من أجل العودة فقط، بل من أجل التعريف بالكنز السياحي المدفون بالمنطقة، التي هي عبارة عن  فسيفساء طبيعية خلابة  تجمع بين خضرة الغابة و بريق رمال البحر، الذي يجذبك من بعيد،  لتزداد اللوحة رونقا بمياه البحر الزرقاء الصافية، في منظر يشبه الياقوت الأزرق .
فالزائر للمنطقة و  قبل وصوله للبحر، تشده الحقول الموجودة  ، و التي تعطي من خيراتها طوال السنة، إذ تجسد مفهوم السياحة الجبلية  و الفلاحية إن صح التعبير، إذ أن جل الزوار  يفضلون شراء المنتوجات الفلاحية الطبيعية،  و تجدهم يبحثون عن مالكي الحقول و البيوت البلاستيكية لاقتناء  الفواكه، خصوصا فاكهة الدلاع المعروفة بلذتها، و التي تستهوي الكثير من الزوار.
و تبدأ المتعة ببني فرقان قبل الوصول إلى الشاطئ، لوجود  ينابيع مائية  تستقطب الباحثين عن المياه العذبة، فنجد العديد من الزائرين يفضلون ملء قارورات المياه الباردة. الجميل في المنطقة أيضا أنه بالرغم من مشقة الطريق المهترئة إلا أن الطبيعة و كرمها  تجعلانك تنسى التعب.
 وتتواجد بالمنطقة  خمسة شواطئ  معروفة لدى السكان المحليين، وهي  أولاد جاب الله ، المرسى ، افتيسن ، لحجيرات و آورار،  وقد جمعت في تسمية واحدة الشاطئ الساحر شاطئ بني فرقان، و يمتد على طول 8 كلم تقريبا، يصنف من أطول الشواطئ في الجزائر، يقصده الناس من كل الولايات خصوصا العائلات ومحبي التخييم، و  يتميز الشاطئ الكبير  بوجود مصبين لواديين، الأول من الناحية الشرقية ويسمى «واد زهور»، ومن الناحية الغربية وادي «اوانطوسن» ماؤه عذب صالح للشرب.
مياه شواطئ بني فرقان صافية جدا إلى درجة أن الأسماك تظهر فيها ، كونها تقع في منطقة عذراء لم تصل إليها أيادي البشر و لا مخلفات المصانع أو  التجمعات السكانية الحديثة، إضافة إلى كونها تتيح للمصطاف الاستمتاع أثناء السباحة بلوحة تشكلها الجبال المحيطة بالمياه ، كما لو أنه  تحميه و تحرسه ، في  تزاوج فريد  بين البحر و الجبل. و بالرغم من الإقبال الكبير للزوار، إلا أن طول الشاطئ، يعطي  خصوصية للراحة بالنسبة للعائلات ، و الجميل في المنطقة هو   الهدوء  الذي يخيم على المنطقة، إذ أن ساعة من الزمن تساعد  على الاسترخاء و الراحة.
و قد دعا سكان المنطقة و الراغبون في العودة السلطات الولائية و المحلية إلى الإسراع في فتح الشاطئ و توفير كافة الظروف الملائمة لاستقبال زائريه، فقد باءت جل محاولتهم بالفشل، ما جعلهم يسرعون في تجسيد العديد من المشاريع التنموية البسيطة، على غرار تهيئة الطريق المؤدي للشاطئ،  و وضع اللافتات التوجيهية للمنطقة، مع المطالبة بإعادة تسيير ميناء واد زهور إلى ولاية جيجل، كونه يقع ضمن إقليم الولاية، مشيرين بأن بإعادة تسيير ميناء الصيد و النزهة، ستمكن من تجسيد مخطط سياحي فعال في المستقبل.                               كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى