يعد شاطئ البلج بولاية تيبازة من أكبر الشواطئ إقبالا من طرف العائلات، خاصة من الولايات المجاورة كالبليدة، المدية، والبلديات الشرقية لعين الدفلى، ويجمع شاطئ البلج الجميل بين الصخور والرمال، بحيث في الوقت الذي تفضل فيه العائلات وأطفالها المساحة الرملية للسباحة ومداعبة أمواج البحر، يختار الشباب خاصة هواة القفز على الصخور المساحة المحاذية للقفز والتمتع بأوقات جميلة، خاصة وأن هؤلاء الشباب ينظرون إلى  السباحة في الشواطئ الرملية على أنها غير ممتعة، والأجمل في السباحة بالنسبة لهم هو عندما  يتم القفز من  الصخور.

وإذا كانت باقي الشواطئ الصخرية ممنوعة من السباحة، ويعرض الشباب فيها أنفسهم  للخطر أثناء القفز من هذه الصخور، وكثيرا ما تسجل حوادث  ولا تتوفر هذه الأماكن على أعوان حراسة، نجد  شاطئ البلج على العكس من ذلك يستمتع فيه هواة القفز من الصخور بهذه الحركات، وسط حماية من  طرف حراس الشواطئ التابعين لمصالح الحماية المدنية الذين يتدخلون في حالة وقوع حوادث غرق، بحيث  أن  مركز الحراسة لا يبعد سوى بأمتار عن هذه الصخور، وأعين الحراس موجهة إلى المصطافين  في الشاطئ الرملي والمتواجدين في الصخور المحاذية في نفس الوقت.
في السياق ذاته يعد هذا الشاطئ من الوجهات المفضلة للعائلات من الولايات المجاورة لموقعه الذي يشبه الشواطئ المغلقة الهادئة التي لا تقصدها إلا العائلات فقط، كما أن الوصول إليه يتم إما عبر كورنيش شنوة وسط مناظر طبيعية خلابة، أو الوصول من جهة الطريق السريع الرابط بين تيبازة وشرشال،وهذا الطريق هو الآخر يتميز بمناظر طبيعية لا تقل جمالا عن طريق كورنيش شنوة، وفي نفس الوقت يمتاز هذا الشاطئ بنصب ما يشبه خيم صغيرة الحجم بالقماش على طول الشاطئ يستغلها سكان المنطقة لتأجيرها بأسعار تصل إلى  1000دينار للزوار الذين يقضون  فيها يوما كاملا، وعلى الرغم من  سلبية هذه الظاهرة، إلا أن العديد من العائلات المحافظة من الولايات المجاورة تقصد هذا الشاطئ من أجل تأجير هذه الخيم الصغيرة،التي تجعلها تحافظ على  خصوصياتها التي ترى أنها قد تفقدها في الشواطئ الأخرى بوجود  مظليات واقية من الشمس فقط.
وفي نفس الإطار فإن جل العائلات القادمة إلى هذا الشاطئ تحضر معها وجباتها من منازلها أو من  المطاعم المنتشرة على الطريق المؤدي إلى شاطئ البلج، في ظل غياب مطاعم ملائمة بهذا المكان، وعلى الرغم من جمال الموقع وجمعه بين الشاطئ الرملي والصخور و المناظر الطبيعية الخلابة، إلا أن النسيج العمراني المحاذي لهذا الشاطئ شوه صورته، بحيث انتشرت فيلات تشبه البنايات الفوضوية في المنحدر المؤدي إلى الشاطئ، في ظل غياب نمط عمراني يعكس جمال المنطقة، وأغلب هذه الفيلات تؤجر صيفا بأسعار تصل إلى 10 آلاف دينار يوميا، كما أن هذه البنايات المشيدة بشكل فوضوي أثرت سلبا في الوصول إلى الشاطئ، بحيث لم يبق أصحاب هذه البنايات سوى على  ممرات صغيرة جعلت المسلك نحو الشاطئ يتم بصعوبة، خصوصا بالنسبة لأصحاب الحافلات، وفي نفس الوقت تحويل  الطريق المحاذي للشاطئ إلى مواقف للسيارات ما  خلق نوعا من الازدحام خصوصا في الفترة المسائية ، وفي نفس السياق  يشكو رواد هذا الشاطئ من قلة النظافة وانتشار القمامة التي أثرت على المكان وشوهت تلك المناظر الجميلة.                  نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى