تخلت الكثير من العائلات بالقرى و المداشر بالمناطق الجبلية بالقل غربي ولاية سكيكدة عن عاداتها وتقاليدها  المحافظة وعرضت مساكنها في فترة موسم الاصطياف للكراء بحثا عن مداخيل  تساعد على مواجهة تكاليف المعيشة، الظاهرة  كانت موجودة على مستوى مدينة القل لوحدها لكنها  توسعت بشكل لافت  هذه السنة، وانتشرت عبر المداشر والقرى، لاسيما تلك القريبة من شواطئ البحر ، وأصبح   يروج لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي والإعلانات وغيرها من وسائل الاتصال .

أمام الطلب المتزايد من قبل عائلات المصطافين لكراء سكنات بعيدة عن وسط المدينة للبحث عن الهدوء، فإن سكان القرى والمناطق الجبلية على غرار قرى أزاقور ببلدية قنواع وبودودح بالزيتونة وأغبال وتمنارت ببلدية الشرايع و أقنة ببلدية بني زيد وبني سعيد ببلدية القل  تضع برنامجا صيفيا خاصا من خلال ترك مساكنها الجديدة، لا سيما المستفيدين من السكنات الريفية في برنامج البناء الريفي لكرائها للمصطافين والعودة إلى المساكن القديمة المبنية بالطوب ، والبعض من العائلات تلجأ للإقامة مؤقتا عند الأهل والأقارب من أجل الاستفادة من كراء سكناتها صيفا ، وآخرون ممن لهم صلة قرابة  يقومون بالتنقل الجماعي إلى سكنات قديمة وكراء السكنات الجديدة للمصطافين ومن ثمة تتقاسم العائدات، فيما يلجأ البعض إلى توسعة المسكن بناء غرف أو غرفتين مجاورتين للمسكن أو فوق الطابق العلوي لكرائها صيفا، فيما تضطر البعض من العائلات للسماح للمصطافين بإقامة خيم  قريبة من مساكنها  لقضاء أيام من عطلتهم الصيفية.
وقد زاد  الطلب على كراء السكنات بالمناطق الجبلية   بسبب انخفاض الأسعار  التي لا تتعدي 1000دج أو 2000دج لليوم الواحد، مع توفر الجو المنعش والمياه وغيرها من أسباب الراحة، عكس الأسعار المرتفعة في وسط مدينة القل، حيث تتراوح بين 3000دج إلى 8000دج حسب نوعية وموقع المسكن، مع تذبذب في توزيع المياه والكثير من النقائص من حيث الخدمات والمرافق الضرورية.
عائلات من الجنوب تفضل جبال القرى
كشفت الجولة التي قمنا بها عبر العديد من المناطق الجبلية بأعالي جبال القل أن العائلات من الجنوب الجزائري من ولايات ورقلة و غرادية وبسكرة والوادي تفضل الإقامة بالمناطق الجبلية لأنها مناسبة حسب  من تحدثنا إليهم، للعادات والتقاليد، فضلا عن الهدوء والأمن والراحة في تلك المناطق، كما أن العائلات من الجنوب الكثير منها يفضل السياحة الجبلية دون التنقل إلى شواطىء البحر للسباحة ، وتحدث البعض عن ربط علاقات صداقة مع عائلات من القل تقوم بالإقامة معها كل موسم اصطياف إلى درجة أن الكثير منها قضى هذه السنة عيد الأضحى المبارك مع العائلات القلية ، كما أن هذه العائلات لم تسمح لنا بأخذ صور لها بمكان إقامتها.
زيادة التوافد يسيل لعاب المستثمرين


 أفرزت موجة الحر الشديد في شهر جويلية الماضي توافد  عدد كبير من العائلات والمصطافين للبحث عن المناطق المنعشة في جبال القل ، من خلال كراء سكنات، وهو ما أسال لعاب المهتمين بالاستثمار في هذا المجال ، حيث بدأ البعض في بناء شاليهات في مناطق جبلية قريبة من مقر البلديات من أجل كرائها صيفا، حيث أكد مسؤولون محليون ببلديات الجهة الغربية من ولاية سكيكدة وجود طلبات في هذا المجال، وهم يشجعون الفكرة ويعملون على توسيعها من أجل خلق مصادر دخل لسكان تلك المناطق وإنعاش السياحة الجبلية على مدار السنة.   
         بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى