تستقطب جبال النحاوة بعين الرمانة، في ولاية البليدة، مئات السياح يوميا، وتمتاز هذه المنطقة بينابيعها العذبة، و شلالاتها المتدفقة من أعلى جبال سوماتة، و تشكل هذه المناظر لوحة فنية جميلة تسحر أعين الزوار، الذين يقصدونها بحثا عن الراحة والهدوء، وسط غابة خضراء زادتها جمالا الينابيع والشلالات.

تقصد العائلات هذه المنطقة خلال موسم الصيف، بحثا عن الجو البارد و المنعش وسط الجبال، بعيدا عن الحرارة الشديدة التي تميز المدن هذه الأيام، حيث يقصد العديد من الزوار برك الوادي للسباحة وسط مياه نقية وصافية، و يفضلونها على شواطئ البحر التي تكتظ هذه الأيام بالمصطافين.
وتقع هذه المنطقة وسط جبال سوماتة ، غرب سلسلة الأطلس البليدي، وتجمع بين حدود ولايتي البليدة وعين- الدفلى، لهذا يقصدها السياح من الولايتين، خاصة المنطقتين الحدوديتين من ناحية وادي جر، العفرون، وعين الرمانة بالبليدة، وبومدفع من ناحية عين- الدفلى، كما تشتهر المنطقة أيضا بالنشاط الفلاحي، حيث عاد أغلب سكان بلدية عين الرمانة إلى خدمة أراضي الأجداد و تربية المواشي بعد استتباب الأمن، فتعرف المنطقة حركية كبيرة في السنوات الأخيرة.
وفي نفس الوقت تشهد المنطقة في السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا للسياح، لما تمتاز به من مواصفات لا تجدها العائلات في جهات أخرى، و يحلو لسكان المنطقة إطلاق تسمية “ نحاوة بيتش”عليها، في إشارة إلى منافسة هذه المنطقة الشواطئ خلال موسم الاصطياف.
لكن على الرغم مما تمتاز به المنطقة الجبلية الساحرة من خصائص نادرة، إلا أنها لا تزال منطقة طبيعية عذراء، لم تستفد من فضاءات سياحية تساهم في توفير الراحة لزوارها، خاصة مساحات للجلوس، وتهيئة الطريق وتعبيده، إلى جانب توفير سلال المهملات لتفادي الرمي العشوائي للقمامة.
ويذكر في هذا الإطار أحد مرتادي المنطقة بأن هذه الأخيرة تعاني من انتشار القمامة و تلوث وديانها وغابتها ،نتيجة غياب سلال المهملات، ونقص الوعي لدى الزوار الذين يرمون النفايات وسط الطبيعة، كما تحتاج المنطقة، حسب نفس المصدر، إلى حملة تشجير ولافتات تربوية وتوعوية لتحسيس الزوار بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الغابية والسياحية الهامة.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى