بعد سنوات طويلة من العزوف و اللامبالاة، عاد الاهتمام بقوة إلى مراكز التكوين المهني بقالمة و أصبح القطاع مصدر استقطاب للشباب الباحث عن مهنة أو حرفة تفتح له آفاقا مستقبلية، في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها الاقتصاد المحلي.  
و مع كل موسم دراسي جديد، يتدفق الآلاف من الشباب على مختلف المراكز المنتشرة عبر البلديات، بحثا عن تخصص جديد يناسب الطموح، و يلائم طبيعة الوضع المتميز بتفاقم البطالة وسط الشباب و ندرة فرص الشغل بالقطاعين العام و الخاص.   و من سنة لأخرى، ينفتح قطاع التكوين المهني بقالمة على مزيد من التخصصات الجديدة، استجابة لتحولات سوق العمل المحلية. و يتوقع أن تتدعم بعض مراكز التكوين المهني بقالمة، هذه السنة، بتخصصات تعنى بشؤون البيئة، بينها تخصص فرز و استرجاع النفايات المنزلية في انتظار النفايات الخاصة في المستقبل.  
و لم يعد التكوين المهني بقالمة مقتصرا على التخصصات الكلاسيكية القديمة التي تعرف تشبعا و عزوفا، حيث تطورت برامج التكوين و انفتحت على مزيد من الحرف و المهن، بينها تقنيات و مهن الإعلام الآلي و الزراعة و البناء و الصناعة و البيئة.  
و بالرغم من تطور منظومة التكوين المهني بقالمة و تزايد أعداد الحاصلين على ديبلومات التكوين، فإن فرص الحصول على منصب عمل يبدو غاية في الصعوبة بولاية قالمة و يحاول بعض المتخرجين من التكوين المهني، الاعتماد على النفس و إنشاء مؤسسات مصغرة بدعم من هيئات التشغيل المحلية.
وتعد المهن الحرة الخيار المفضل للكثير من الحاصلين على ديبلومات التكوين و لذا يحرص الشباب على الاختيار الجيد للتخصصات المتاحة للحصول على فرصة وسط سوق عمل متقلب و شحيح.    
وقد فتح قطاع التكوين المهني بقالمة، أمس، أبوابه للشباب و مختلف القطاعات والدوائر الوزارية ذات الصلة، للتعريف ببرامج التكوين الجديدة و تبادل الرؤى بخصوص سوق العمل المحلية و نوعية التكوين الملائم لها و توجهات طالبي التكوين الذين أصبحوا يعرفون ماذا يريدون لتجسيد أفكارهم و طموحاتهم المستقبلية بعيدا عن سوق العمل الكلاسيكية المتشبعة.                    فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى