كشف البروفيسور محمد منصوري المدير العام لمستشفى أول نوفمبر بوهران، أنه من بين المشاريع المرتقبة بالمؤسسة التي يشرف عليها، هو إفتتاح مصلحة خاصة بالتكفل بسرطان الثدي خاصة وأن الطاقم الطبي المتخصص موجود وله كفاءات عالية ويمكنه التكفل الجيد بالمريضات اللواتي يتوافدن حاليا على عدة مصالح خاصة مصلحة التوليد وأمراض النساء، وأرجع المتحدث مشكل تأخر تجسيد هذا المشروع لقلة الإمكانيات المالية.
طرح البروفيسور محمد منصوري المدير العام لمستشفى أول نوفمبر بوهران نهاية الأسبوع  خلال ندوة صحفية بمقر المؤسسة الإستشفائية، إشكالية الموارد المالية التي بدأت مؤخرا تحد من تجسيد البرامج والمشاريع المسطرة في إطار خاصية المستشفى كونه «قطب إمتياز» ولكن بالمقابل فالطابع القانوني للمؤسسة لا يسمح لها حاليا بالحصول على ميزانية مثل باقي المستشفيات، بل فقط دعم مالي سنوي يصل 560 مليار سنيتم، منها 50 بالمائة موجه لأجور العمال، وهذا الوضع أثر على فتح مصلحة خاصة بعلاج سرطان الثدي حتى يتحسن التكفل بشريحة النساء المصابات بهذا الداء والتدخل المبكر والمناسب لتجنيب بعض الحالات مضاعفات أو انتشار الورم، مبرزا أن الطاقم الطبي موجود ومستعد لتقديم كل الخدمات الضرورية وبتكنولوجيات حديثة يبقى فقط تجاوز العائق المالي، علما أنه تم خلال السنة الجارية إجراء 101 عملية لسرطان الثدي في مستشفى أول نوفمبر وكانت بمصلحة التوليد وأمراض النساء، وأشار البروفيسور منصوري أنه لا يوجد نقص في الأدوية بل هي متوفرة لكل المرضى المتكفل بهم بالمستشفى، ولا يكون مشكل الندرة إلا إذا كان وطنيا،  وقد أوضحت تدخلات الأطباء الأساتذة الذين حضروا الندوة، أن مؤسستهم صرفت 100 مليار سنتيم خلال السنة الجارية للتكفل بمرضى السرطان ، 20 بالمائة منهم قادمون من الولايات الغربية وبعض ولايات الوطن الأخرى، مذكرين بأنه يوجد في الجزائر 72 مركزا لمكافحة وعلاج السرطان منتشرة عبر التراب الوطني، ورغم أن المعدل هو مركز في كل ولاية و يتوفر بكل مركز على الأقل 4 أطباء مختصين في علاج السرطان وكذا الأدوية والعلاج الكيميائي، إلا أن توافد المرضى على الخمسة  مراكز بوهران، خاصة مستشفى أول نوفمبر الذي أصبح قطبا لعلاج هذا الداء، مما جعل تسييره يعرف اضطرابات في التكفل بهم، حيث أنه بعد إجراء العمليات الجراحية يرفض هؤلاء المرضى العودة لولاياتهم لمواصلة العلاج الكيميائي، مما يشكل عبئا على المصالح الإستشفائية التي تتكفل بهم وتصبح غير قادرة على إستقبال مرضى آخرين هم بحاجة لتدخل سريع ولهم الأولوية في التكفل، خاصة القاطنين بالجهة الشرقية لوهران، لدرجة أن بعض المصالح فاقت درجة التشبع وتحول الوضع لأزمة.
 و حسب بعض المعطيات التي أوردها الأطباء، فإن بعض مراكز مكافحة السرطان في الولايات الداخلية أو الجنوبية لا تستقبل المرضى إلا نادرا، لأن هؤلاء يفضلون الانتقال للولايات الشمالية للعلاج ظنا منهم أن الأمر مختلف.
50 بالمئة من مرضى سرطان القولون يفضلون عمليات المنظار
وحسب  أطباء  متدخلون و مختصون في علاج السرطان، فإن     عملية عادية لسرطان القولون تكلف 15 مليون سنتيم، ولكن إجراء نفس العملية بالمنظار يكلف 240 مليون سنتيم، وهي العمليات التي تستقطب 50 بالمائة من مرضى سرطان القولون من كل جهات الوطن، كما أن مصلحة العلاج الكيميائي قدمت 6000 جرعة علاجية لغاية جويلية الماضي، مما يعكس العدد الكبير للمرضى المتوافدين على المؤسسة، و استطرد أحد الأطباء ليبرز أنه عندما يكون سرطان عنق الرحم متقدما عند المرأة، ينتج عنه مضاعفات منها الفشل الكلوي، مما يستدعي وضع أكياس خاصة بالإفرازات عوض إخضاع المريضة لجهاز تصفية الدم «الدياليز»، وهذه الأكياس الخاصة لا يتم تركيبها بالجهة الغربية إلا بمستشفى أول نوفمبر، بعدد 1200 تركيبة سنويا وتبلغ تكلفة الواحدة منها 2,5 مليون سنتيم، وبخصوص أمراض التهاب الكبد الفيروسي التي منها 10 بالمائة يتحول لسرطان الكبد والتكفل بالمصاب بإلتهاب الكبد الفيروسي تقدر تكلفته وفق دراسة لأحد المراكز الأوروبية 26 ألف أورو.
  وبمصلحة أمراض الكبد بمؤسسة أول نوفمبر تم تقديم العلاج ل 1300 مريض على مدار 9 سنوات الماضية، بينما لم تتم سوى زراعة واحدة لكبد بالنظر لانعدام المتبرعين،  وحاليا يوجد 186 مريض أعمارهم أقل من 40 سنة، ينتظرون متبرعين لإنقاذ حياتهم، والأمر حسب المختصين يستدعي المرور الإستعجالي للاستنجاد بكبد المتوفين، وأضافت رئيسة المصلحة أنه تم مع بداية شهر أكتوبر الجاري إجراء عملية دقيقة جدا تتمثل في نزع ورم خبيث لا يتجاوز قطره 2 سم من كبد مريضة وبالتالي تم تجنيبها مضاعفات سرطانية، وكذا توفير مبالغ مالية كانت ستصرف من أجل التكفل بها لو وصلت لمراحل متقدمة.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى