قدم أمس أطباء مختصون في الأورام السرطانية خلال ملتقى دولي احتضنه فندق ماريوت بقسنطينة، أبرز الطرق الجديدة المنتهجة لعلاج مرض  السرطان، منها تقنية «فلوت»  و  العلاج الموجه عن طريق الحقن، و أجمع المتدخلون على ضرورة تطبيق طريقة العلاج المناعي لما حققه من نتائج في الغرب  .
في اليوم الختامي من فعاليات الطبعة الخامسة عشر للأيام الدولية لأمراض السرطان عند المرأة التي دامت ثلاثة أيام ، تطرق المتدخلون للأمراض السرطانية التي قد تصيب المرأة إلى جانب سرطان الثدي،  فذكر الدكتور نبيل اسماعيلي، مختص في علاج الأورام بمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء بالمغرب، سرطان عنق الرحم، الذي اعتبره من أكثر أنواع السرطانات انتشارا بالمغرب العربي ، حيث يحل ثانيا بعد مرض سرطان الثدي،  موضحا بأن الكشف عنه يكون في الغالب في مراحل متأخرة، فيصبح  من الصعب إجراء عملية جراحية، كما يصبح العلاج معقدا، ما يضطر الطبيب المعالج لإخضاع المريضة للعلاج بالأشعة و العلاج الكيميائي، ثم إجراء عملية جراحية، إن أمكن.   
المتدخل أعرب عن أسفه لعدم وضع برامج لتطوير التشخيص المبكر لهذا المرض بالبلدان المغاربية و العربية، كما لا توجد برامج للتلقيح، رغم دورها المهم و الفعال في هذا النوع من السرطان ، مضيفا بأنه من المفروض أن تخضع المرأة للتلقيح قبل الزواج، لأن سرطان الرحم يتشكل  بفعل انتقال فيروس من الرجل إلى المرأة.
و أوضح الدكتور اسماعيلي أن التلقيح يساهم في تفادي إصابة السيدات بهذا السرطان بنسبة 90 بالمئة،  خاصة و أن أعراضه لا تظهر إلى غاية تطور المرض،  و عندما تلاحظ المرأة نزول دم،  يكون المرض في مراحل متقدمة ، مشيرا إلى أنه يصيب النساء في الغالب بين 30 و 40 سنة من العمر ، مبرزا الطريقة التي شرع في انتهاجها في المغرب خلال الخمس سنوات الأخيرة و التي حققت نتائج إيجابية و هي العلاج الموجه عن طريق حقن تحتوي  تلقيحات تحفز المناعة لتقضي على الخلايا السرطانية ، و أضاف أن هناك أنواع أخرى من السرطانات تمس المرأة كسرطان الفرج و المبيض اللذين لا يقلان خطورة عن سرطان عنق الرحم، و دعا إلى الإسراع في تطبيق العلاج المناعي .
و تطرق من جهته الدكتور محمد رحال، الطبيب الجزائري المختص في الأورام السرطانية الذي يشتغل بمستشفى الملك فهد بالرياض بالسعودية، إلى مشكلة تأخر الكشف عن الأورام السرطانية في المعدة، لأنها تتشكل في الداخل و تكون غير واضحة، و لا يشعر المصاب بأي عرض إلا بعد أن يتضخم الورم، و تصبح عملية العلاج معقدة جدا، مشيرا إلى أنه شرع في تطبيق طريقة جديدة ساهمت في تماثل 50 بالمئة من الحالات التي عالجها إلى الشفاء،  تتمثل في علاج كيمياوي جديد اسمه «فلوتو» يحقن في  الوريد كل أسبوعين بمعدل أربع جرعات، ثم  يخضع بعدها المريض إلى عملية جراحية ، و اعتبره أحسن علاج في 2019 و صنف في ختام مداخلته سرطان المعدة في المرتبة  السادسة بعد سرطان الرئة و الثدي و القولون.
و كشفت البروفيسور آسيا بن سالم ، رئيسة مصلحة الطب الكيميائي  في المؤسسة الاستشفائية ديدوش مراد، المشرفة على الأيام الدولية، للنصر على هامش الفعالية، عن تسجيل 14000 حالة جديدة لسرطان الثدي على المستوى الوطني ، مقرة بأن مشكل التشخيص المتأخر لا يزال مطروحا ، مشيرة إلى أن سرطان القولون يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي عند المرأة، و أصبح من أبرز أنواع السرطانات المنتشرة ببلادنا.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى