حذر أمس أساتذة جامعيون و مختصون من مخاطر الأنترنت التي باتت تهدد مستقبل الشباب و صحتهم ، مشيرين إلى أن المحادثات التي تتم عبر الشبكة العنكبوتية، تهدد مصير اللغة العربية و تؤثر على عادة القراءة  ، كما أن الفضاء الافتراضي أصبح أرضا للجرائم الإلكترونية.
 خلال ملتقى حول الشباب بين آفة المخدرات و مخاطر الأنترنت، نظم أمس بمقر المجلس الشعبي الولائي بحي الدقسي عبد السلام بقسنطينة، قدم الدكتور عبد الحميد بوشوشة مداخلة حول استخدامات الأنترنت ،  مشيرا إلى بعض الدراسات حول استغلال الشبكة، و التي جاء فيها أن حوالي 75 بالمئة من الشباب المستجوبين يبحرون في عوالم النت، دون هدف معين، لمجرد تحقيق المتعة باختيار مضامين تستهويهم، و تقودهم في الغالب إلى الانحراف  الأخلاقي، موضحا بأن هناك دراسات أثبتت أن منصات التواصل تتسبب في إصابة المراهقين بالاكتئاب.
المتدخل أكد بأن الأطفال  يشكلون نحو 13 بالمئة من مستخدمي هذه المنصات، و يقضون ساعات طويلة في تصفحها دون علم أوليائهم بالمحتوى الذي يستهويهم، موضحا بأن 400 طفل من أصل مليوني (02) طفل متصفح، يستغل المواقع الإباحية، و هو ما يؤدي إلى تغيير سلوكياتهم، كالهروب من الواقع و عليها، إهمال الحياة اليومية، كما تحدث عن أخطار أخرى ،  تتمثل في سرقة الهوية و البيانات الخاصة، و التي يمكن أن يستغلها آخرون لأغراض لها تأثيرات كبيرة على الفرد، و كذا إلى الإصابة بأمراض نفسية وعضوية،  كاضطراب النوم و السمنة و الخمول ، و العزلة الاجتماعية، كما تتسبب في وقوع الكثيرين في فخ الجماعات الإرهابية و مروجي المخدرات مشيرا إلى أن هناك صيدليات إلكترونية تروج للسموم من خلال صفحاتها، ما يؤدي إلى تورط الكثيرين في مأزق الجريمة المنظمة.
  المتدخل تطرق للتأثير السلبي على اللغة بشكل خاص، حيث أكدت نتائج دراسة علمية أجريت على شريحة عشوائية من الشباب تتراوح أعمارهم بين 15 و 30 سنة، أن محادثات الشباب عبر الأنترنت تهدد مصير استعمال الشباب للغة العربية في حياتهم اليومية ، كما تؤثر على عادة القراءة و تعرضهم لأمراض مزمنة.
الفضاء الافتراضي أرض خصبة للجرائم الالكترونية
و قدم قائد كتيبة الدرك الوطني بزيغود يوسف الرائد محمد مراكشي، مداخلة أشار فيها  أن الفضاء الافتراضي تحول إلى وسط خصب للدعاية الهدامة و يساعد في ترسيخ أفكار في عقول أبنائنا ، و نشر الأخبار الكاذبة، كما سهل انتشار الجريمة، كونها في متناول الجميع، مقرا بالعراقيل التي تتلقاها مصالحه أثناء التحقيق، كصعوبة الكشف عن المستخدمين نتيجة استعمال حسابات مزيفة و أسماء مستعارة ، كما تعاني من الثغرات القانونية بين مختلف الدول لكون الاتفاقيات غير دقيقة.
المتحدث أوضح أن قضايا الجريمة الإلكترونية المعالجة تتعلق أساسا بالمساس بالحياة الخاصة و كذا السب و الشتم و التهديد و الابتزاز، و المساس بالنظام العام و الإشادة بالأعمال الإرهابية و المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات، بالإضافة إلى إهانة رموز الدولة و الاعتداء على المعتقدات الدينية و كذا النصب و الاحتيال.                    أسماء بوقرن 

الرجوع إلى الأعلى