اعترفت الفنانة التونسية آية دغنوج التي التقتها النصر على هامش مشاركتها مؤخرا في إحياء حفل افتتاح المهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة، أن برنامج “ذا فويس” له فضل كبير في إبراز موهبتها الغنائية، و استقطابها لجمهور واسع بالعالم العربي، لكنها انتقدت بالمقابل إستراتيجية هذا النوع من البرامج الذي تخصص له ميزانيات ضخمة و يتخلى،حسبها، عن المشاركين ، حال خروجهم أو في نهاية الموسم على أقصى تقدير، مؤكدة أن الكثير من المواهب تصطدم بالواقع و تصاب بالإحباط بعد أشهر من الشهرة و النجومية و الأضواء، حيث تجد نفسها بعيدة كل البعد عن هذا العالم و مجبرة على رفع التحدي و شق طريقها بمفردها، كما حدث لها شخصيا.
تعرضت لصدمة نفسية لسنتين بعد خروجي من “ذا فويس”
. النصر:  رغم النجاح الذي حققته في برنامج “ذا فويس”، إلا أنك اختفيت لمدة معتبرة،  بعد انتهاء البرنامج،  هل يمكن أن تذكري لنا الأسباب؟
ـ آية دغنوج: رغم بلوغي المرحلة النهائية من المنافسات و الشهرة الكبيرة التي حققتها عبر حلقات البرنامج، إلا أن كل ذلك تلاشى مباشرة بعد انتهاء الموسم ووجدت نفسي بين ليلة وضحاها في عالم جديد، بعيدا عن ريتم التدريبات اليومية و العمل الفني المتواصل، كما أن نطاق شهرتي تقلص كثيرا و انطفأت كل الأضواء التي كانت تحيط بي سابقا . لم أعرف من أين أبدأ أو ماذا أفعل، عشت تحت وقع الصدمة لمدة سنتين، لم أقدم خلالها أي عمل فني.
 جلست كثيرا لوحدي و حاولت لملمة نفسي من جديد و رسم  أهدافي  التي أخذت تتجلى أمامي بوضوح يوما بعد يوم ، و عدت إلى الساحة الفنية تدريجيا. الحمد الله نجحت اليوم إلى حد بعيد في إعادة كتابة اسمي الفني الشاب في هذا العالم الكبير.
. لماذا تشاركين كثيرا بالمهرجانات؟ و كيف تصفين تجربة غنائك بمهرجان الإنشاد في قسنطينة؟
ـ أحب اعتلاء الخشبة كثيرا، و رغم أن سني 26 عاما فقط،  إلا أنني أحب أداء الأغاني الكلاسيكية ، و ربما هذا هو سبب اختياري المشاركة في عديد المهرجانات، على غرار مهرجان الإنشاد بقسنطينة، فقد تشرفت بالوقوف على خشبة مسرح هذه المدينة العريقة أمام جمهورها الذواق.
حقيقة كانت المهمة صعبة جدا لعدة أسباب، من بينها قيمة المهرجان، و اختياري للغناء في السهرة الافتتاحية و تزامنها مع عيد الثورة الجزائرية، وكذا أدائي لأغاني أميرة الطرب العربي السيدة وردة ، كلها عوامل اجتمعت في سهرة واحدة و كانت ناجحة جدا ، حسب الجمهور الذي حضر بقوة و تفاعل كثيرا مع أدائي.
عموما أنا أرتاح كثيرا عندما أصعد فوق خشبة أي مسرح لأداء أغاني أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، وردة الجزائرية، علية و غيرهم من قامات الفن العربي الأصيل.
. هل هناك أسماء فنية جزائرية ترغبين التعامل معها؟
ـ حقيقة أنا من محبي الفن الجزائري، و هناك الكثير من الملحنين و الموسيقيين الجزائريين الذين أرغب أن أتعامل معم مستقبلا ، في مقدمتهم الموسيقار أمين دهان المعروف بأعماله المميزة و لمسته الإبداعية في الموسيقى.
الفن في تونس بحاجة إلى إصلاحات عميقة
. في ظل التغيرات السياسية التي تعيشها تونس، ماذا تنتظرون منها كفنانين؟
ـ بداية أنا لا أحب الحديث كثيرا عن السياسة، لكن عموما تونس تعيش مرحلة انتقالية جديدة، وهناك طموحات كبيرة في شتى المجالات، في مقدمتها المجال الاقتصادي الذي نأمل أن يتحسن. لا أخفي كتونسية سعادتي بما أنجزناه كشعب ودولة والمكاسب التي حققناها وفي مقدمتها حرية التعبير، لكن هناك الكثير من العمل في انتظارنا نحن متفائلون بالرئيس الحالي لتحقيق هذه النقلة النوعية.
أما في مجال الفن، فهناك الكثير من النقائص التي يجب أن نعمل على إصلاحها، فكل شي تأثر بالثورة ، حتى الفن و الثقافة و هناك ظواهر جديدة تمخضت عن هذا الحراك ، رغم أننا لا نزال محافظين على الكلمة و الموسيقى إلى حد كبير. حسب رأيي علينا أن نتحد أكثر و نتعاون مع بعضنا البعض لتحقيق مطالبنا المشروعة.
. هل هذا يعني أن نقابة الفنانين في تونس لا تسعى لإيجاد حلول لمشاكل الفنان التونسي؟
ـ إن نقابة الفنانين في تونس ليست بتلك القوة التي ينبغي أن تكون عليها، بسبب عدم التفاف كل الفنانين حولها، فهناك من يسعى للعمل بشكل منفرد، خاصة مع الانفتاح الإعلامي و الاستخدام الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي للترويج أو الدفاع عن بعض المطالب الفنية، رغم ذلك فالنقابة تسعى لإحداث الكثير من الإصلاحات، هناك ما تحقق، على غرار بطاقة الفنانين و هناك ما هو في قائمة الانتظار. حسب رأي علينا الإتحاد أكثر و وضع قانون شامل لتنظيم العمل الفني في تونس وتحديد الحقوق و الواجبات .
. ما هو جديدك الفني؟
ـ أنا حاليا بصدد وضع الروتوشات الأخيرة على أغنية من التراث التونسي، وسأشرع في الأيام المقبلة في تصويرها على شكل فيديو كليب. لن أفصح عن عنوان الأغنية لتكون مفاجأة للجمهور الذي سأترك له الحكم.     
حاورتها هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى