تحدى جمال ميسوم، رئيس النادي الرياضي النجم الساطع للمكفوفين ببوفاريك، إعاقته البصرية و كل العراقيل التي صادفها في طريقه من أجل صنع التميز و تحقيق أفضل النتائج في كرة الجرس، ليصبح قدوة لزملائه في النادي و شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة عموما.
 استطاع جمال منذ توليه رئاسة الإتحاد الرياضي "النجم الساطع" ، أن يظفر بـ15 لقبا بين البطولة الوطنية و كأس الجمهورية في كرة الجرس، رافعا سلاح الأمل و الإرادة، و مصمما على منح الطاقة الإيجابية لرفاقه، حيث استطاع من خلال نشاطه الجمعوي أن يحقق نتائج عجزت عن تحقيقها جمعيات أخرى تملك كل الإمكانيات و لا تواجه أي عوائق أو صعوبات.
أكد جمال ميسوم الذي يقترب حاليا من عقده السادس للنصر، أن فقدانه لنعمة البصر و هو في سن مبكرة، لم يشكل حاجزا أمام تصميمه على النجاح و التميز، فقد رضي بقضاء الله و قدره، وواصل كفاحه في الحياة، و لم يتوقف عن ممارسة  العديد من هواياته المفضلة، منها الصيد، حيث لم يتردد في التوجه إلى البحر لاستنشاق نسماته المنعشة، حاملا معه صنارته لصيد السمك، كما واصل ممارسة رياضة ألعاب القوى و كرة الجرس، و كذا العزف على آلتي الأكورديون و الناي، كما قال لنا .
و أضاف المتحدث أنه حصل عندما أصبح شابا على عمل كموزع هاتفي بمستشفى بوفاريك، مشيرا إلى أن  عمله في الليل طيلة 28 عاما، ساعده على التفرغ في النهار للعمل الجمعوي لدعم و تشجيع فئة المكفوفين ببوفاريك والمناطق المجاورة، و كذا ممارسة الرياضة، حيث شارك ضمن النخبة الوطنية لألعاب القوي بدبي سنة 1987، في سباق100متر و200متر، إلى جانب رمي الرمح.
كما أسس النادي الرياضي « النجم الساطع» ببوفاريك في سنة 1992 و تكفل بتعليم و تدريب نخبة من الرياضيين المكفوفين في كرة الجرس، وفي نفس الوقت ساهم بشكل كبير في إدماج هذه الفئة اجتماعيا من خلال ممارسة هذا الرياضة ، والمشاركة في البطولات الوطنية بعدة ولايات من الوطن و في  الخارج.
مجهودات لإيجاد مناصب عمل لمكفوفين
لم يتوقف الأمر عند ممارسة الرياضة، بل ساهم جمال ميسوم في افتكاك مناصب عمل مناسبة لعدد من المكفوفين ببوفاريك والبليدة، خاصة بالمستشفيات والإدارات العمومية بمصالح الموزع الهاتفي، و الأشعة، مشيرا إلى أنه أحيل على التقاعد بعد 33عاما من العمل في المستشفى ليتفرغ تماما لنشاطاته الرياضية و الجمعوية.
و ذكر المتحدث أنه طرق كل الأبواب و اتصل بالسلطات المحلية ببلدية بوفاريك و الدائرة و الولاية والمجلس الشعبي الولائي ، سعيا لتوظيف رفاقه المكفوفين، أو البحث عن الدعم المالي والمادي للنجم الساطع الذي شرف الولاية بحصوله على عدة ألقاب وطنية، وتحول هذا الفريق إلى نموذج يقتدى به للفرق الرياضية الأخرى في شتى الرياضات،  فبعضها، حسبه،  لديها إمكانيات معتبرة، و بالمقابل نتائجها غير مرضية.
و يحظى جمال باحترام المسؤولين المحليين بالولاية، و مكانة مرموقة بين سكان بوفاريك التي ترعرع فيها، لما حققه من انجازات ونشاطه الدؤوب، خاصة و أنه لا يشعر بالملل و الفشل، ويواصل كفاحه إلى غاية تحقيق طموحاته، حيث قال لنا بأن مصطلح الفشل أسقطه من قاموسه، وعوضه بالأمل الذي يتحقق بالصبر والكفاح، حاملا شعار « بالعمل نحقق الأمل».
و أكد بأنه يسعى لغرس هذه القيم بين أعضاء فريقه في النجم الساطع لبوفاريك، و يبذل قصارى جهده لدمجهم في المجتمع، و تطوير قدراتهم الرياضية، لأنهم يحصلون عقب مشاركتهم في المنافسات على مكافآت مالية تساعدهم على تلبية احتياجاتهم و إعالة أسرهم.
سألنا جمال عن المعوقات أو المشاكل التي يواجهها النادي الرياضي للمكفوفين  «النجم الساطع»، فرد أن المادية، يتغلب عليها بطلب الدعم المالي من المسؤولين دون أن يمل أو يفشل في ذلك، و يوجه رسالة من خلال النصر إلى المسؤولين المحليين بولاية البليدة ، ليطلب منهم تجسيد وعدهم له بمنح النادي الرياضي حافلة لنقل الرياضيين للمشاركة في مختلف المنافسات الرياضية .
نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى