تعتبر وهيبة لعرابة، من بين النساء اللائي صنعن الفرق و رفعن شعار التحدي بجيجل ، فقد استطاعت أن تعيد الأمل لعشرات الشباب و الشابات من "ذوي إعاقة"، و إدماجهم في الحياة، بفضل نضالها الدائم من أجل قضيتها و قضيتهم.
تنحدر هذه الشابة الجيجلية  المميزة من منطقة سيدي عبد العزيز، و قد أصيبت بإعاقة حركية منذ سنوات  مع ذلك استطاعت التدرج دراسيا و النجاح، لتشغل منصب أستاذة لغة عربية و وتنخرط  في جمعيات وطنية للدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث نجحت في أن تكسب قلوب المئات بفضل تحديها و مثابرتها الدائمة الهادفة   لتكريس حقوق هذه الفئة و المساهمة في إدماجهم بشكل أفضل اجتماعيا.
 وحسب وهيبة، فإن حقوق ذوي الاحتياجات تعد قضية شخصية بالنسبة لها، و مهمة تكريسها تعتبر التزاما دائما و عهدا قطعته على نفسها ، حيث تمكنت بعد تأسيسها لجمعية « التحدي و الأمل للمرأة المعاقة»  بجيجل سنة 2007، أن تساهم في دخول ذوي الإعاقة مجال الإنتاج من خلال تبنيها رفقة  أعضاء الجمعية لفكرة إدماج المرأة الريفية في مجال الشغل، و قد نجحوا فعليا في إدماج 13 سيدة كن ماكثات في البيت، تقول محدثنا :» اخترنا جمعية نسوية تعنى بالمرأة الريفية المعاقة، بسبب الظلم و الغبن الذي تعرضن له منذ سنوات، فالتهميش مس نساء كثيرات عانين في صمت لمدة طويلة و كن ضحية ظروفهن و المجتمع، لذلك قررت التغيير و إحداث الفرق من خلال تأسيس الجمعية و الدفاع عن النساء المعاقات و تقديم المساعدة لهن لكن بطريقة ناجعة و مثمرة، أي من خلال إدماجهن في مجال العمل وليس الاكتفاء بتقديم مساعدات بسيطة و محدودة لهن»، مشيرة، إلى أنها تطمح إلى  توسيع نطاق المشاريع المهنية الخاصة بهذه الفئة، خصوصا بعدما تمكنت مع مرور السنوات الماضية من تشغيل  ما يفوق 100 شخص من ذوي الإعاقة.
تضيف وهيبة، بأن تبني الجانب الحقوقي جد مهم في النشاط الجمعوي لترسيخ فكرة الإدماج الاجتماعي و المهني، حيث تسعى جاهدة لإزالة فكرة التسول و إضعاف معنويات هؤلاء الأشخاص لأنهم قادرون على الاندماج و العطاء كغيرهم، بدليل التجربة التي خاضتها ميدانيا، و هو نجاح لا يقل شأنا عن تجارب الكثيرين ممن تمكنوا من إنشاء مشاريع خاصة فتحت لهم أبوابا كثيرة و ساعدتهم على تكوين أسر، إذ تؤمن المتحدثة، بالكفاح و النضال و التحدي من أجل غد أفضل، مؤكدة بأن إعاقتها تعتبر نعمة جعلتها تنظر للأخرين بقلب صادق.
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى