ستشرف الإعلامية الجزائرية المقيمة بفرنسا، هناء غزار بو عكاز، قريبا، على إعداد و تنشيط حصة "مقتطف من الثقافات" التي ستبثها إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة بالجزائر، بعد أن نجحت في إعدادها و بثها على مدار سنة في إحدى الإذاعات بفرنسا و حققت من خلالها النجاح.
 وقالت الإعلامية للنصر، بأنها تركز على إثراء مضمون حصتها من خلال التنوع في الثقافات و الديانات، كما تسعى لاستضافة شخصيات جزائرية ناجحة، سواء المقيمة بالجزائر أو خارجها، و أوضحت بهذا الصدد " لاحظ الكثيرون ميلي لإبراز  أبناء وطني، فأنا جزائرية قبل كل شيء و أفتخر بانتمائي، و ثانيا لا أحد ينكر أن الجزائريين متفوقين في عدة مجالات في أوروبا وغيرها من بلدان العالم، لكن الإعلام ظلمهم"، مضيفة بأنها تحاول من خلال حصتها "إنصاف" ضيوفها من أبناء وطنها الناجحين، وتصحح الفكرة التي ينشرها الإعلام الغربي و هي أن الجزائريين هم فقط "حراقة" ، و شباب ضائعون تائهون في أزقة المدن الأوروبية وغيرها من الصور التي تسعى هناء، لتغييرها بالتقرب من النماذج الناجحة، خصوصا أولئك الذين يجهل بأنهم جزائريون.
هناء غزار بوعكاز، الشابة الجزائرية ذات 34 سنة، قالت إن نجاحها تحقق بفضل الإرادة والطموح و المثابرة، و بدأت قصتها بحلم وشغف في وسط مدينة وهران، لتكبر وتتواصل بين شوارع باريس، لتعود لحضن الوطن قريبا، حيث كانت هناء التي تنحدر من تبسة و ولدت و نشأت في وهران، تحلم أن تصبح صحفية منذ الصغر، فكانت تجمع جيرانها الأطفال و تجلسهم في سلم العمارة على أساس أنهم جمهور، وتبدأ في تقليد مقدمي البرامج.
 عند حصول هناء على البكالوريا تغير مسارها و توجهت بناء على نصيحة والدها، لدراسة التجارة في جامعة وهران، ثم انتقلت إلى فرنسا لمواصلة تخصص التسويق، ومنها إلى مصر في الجامعة الإنجليزية التي درست بها لمدة عامين، لترحل مرة أخرى إلى بريطانيا لمواصلة دراسة التجارة و التسويق.
و قبل الانتقال إلى عاصمة الضباب، كان لها مشروع لإصدار مجلة ، و أتيحت لها فرصة تجسيده، حيث تمكنت من إصدار مجلة "دي زاد بيوبل" بوهران، وكانت المجلة ثقافية، فنية، تتناول قضايا المجتمع، وتحقق حلمها بعد تخليها عن الدراسة في بريطانيا.
 و بعد عام من التحضيرات، نجحت في توزيع المجلة داخل وخارج الوطن بفرنسا وإسبانيا ، في المدن التي تكثر فيها الجالية الجزائرية، و أكدت المتحدثة أن الأمر لم يكن سهلا، بالنظر للعراقيل والبيروقراطية والمشاكل التي رافقت إصدار وتوزيع المجلة، خاصة وأنها كانت وقتها أصغر ناشرة إعلامية، إذ لم تكن قد تجاوزت 20 سنة.
ووسط هذا المحيط الصعب لفرض منتوج إعلامي جديد في الساحة الجزائرية، انتقلت هناء إلى فرنسا ليس للدراسة أو العمل، لكن لتكون أسرة بعد زواجها، و مكثت بالبيت بعد إنجابها، إلى غاية التحاق ابنها بالمدرسة، ليراودها حلمها مرة أخرى، لكن في هذه المرة التحقت بأكاديمية السمعي البصري في باريس، لتدرس الإعلام وتثري تجربتها الميدانية السابقة، لتجد نفسها ضمن فريق مؤسس لإذاعة "IRM.RADIO" و كذا معدة لحصة "مقتطف من الثقافات" التي تستضيف فيها أشخاصا حققوا نجاحات في ميادين مختلفة ومن ثقافات متنوعة وديانات مختلفة وجنسيات مختلفة أيضا، من أجل التعريف بها و نشرها في كل القارات، ولم تكتف هناء بالحصة، بل أعدت وقدمت حصصا أخرى في إذاعات أخرى، منها حصص رياضية.
 من فرط شغفها بالصحافة، اقتحمت هناء مختلف التخصصات وانتقلت من الصحافة المكتوبة إلى الإذاعة والتلفزيون، كما خاضت تجربة تقديم الحفلات والتظاهرات، وكانت أول مقدمة برامج جزائرية تقف على مسرح الأولمبياد بباريس، لتنشط حفلا للفنانة اللبنانية إيليسا مؤخرا.
و أشادت هناء في حديثها معنا بقوة إرادة المرأة الجزائرية في فرض نفسها ونجاحها، سواء داخل الوطن أو وسط مجتمعات أجنبية، وهذا ما لمسته في ضيفاتها اللائي تلمع أسماءهن في عالم الشهرة، مؤكدة أن بجعبتها أفكارا كثيرة ومتنوعة، ستعكف على إنجازها مستقبلا والبداية ببرامج داخل الوطن.
بن ودان خيرة 

الرجوع إلى الأعلى