تأنقت قسنطينة مساء أول أمس، بعباءة الموضة احتفاء بالطبعة الثانية من فعالية عرض « فاشن داي»، التظاهرة الفنية التي تعنى بالأناقة و  تصميم الأزياء، حيث احتضنت قاعة العروض الكبرى أحمد باي، فعاليات الحدث الذي يؤكد القائمون عليه، بأنه تقليد محمود يهدف للتأسيس لأسبوع للموضة في مدينة الصخر العتيق.
 العرض جاء بتنظيم من وكالة « بلو ستار»  بالتنسيق مع جمعية البهاء للفنون و الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وقد عرف حضورا غفيرا للجمهور وبالأخص عشاق الموضة و الجمال من الجنسين، و شكل الرجال النسبة الأكبر، رغم أن الأزياء التي تألقت عارضات محليات في تقديمها موجهة للنساء بشكل كبير،  و حملت في مجملها توقيع مصممين  من أبناء مدينة قسنطينة، عكس الطبعة السابقة التي تميزت بمشاركة وطنية واسعة لمصممين شباب من عديد الولايات.
الحدث هذه السنة جاء قسنطينيا بامتياز، كما عبر المشرفون على المناسبة، مشيرين إلى أن الهدف من وراء ذلك، هو إعطاء فرصة الظهور للمبدعين المحليين، خصوصا وأن قسنطينة تعد رائدة في مجال تصميم الأزياء التقليدية، بدليل أن العرض قسم إلى فقرات نشطها ثماني مصممين، أبرزهم رياض بوزيد  الذي افتتح الأمسية و استطاع أن يشد الجمهور إلى تصاميمه مع بداية عرض أول قطعة، ليحظى في الأخير بالتصفيق و الكثير من ردود الأفعال الإيجابية، و تداولت على المنصة بعد ذلك، عارضات ارتدين توليفة تقليدية و عصرية متنوعة من تصاميم يعقوبي ياسين و  نايلي محمد الأمين و خلالي وفاء و  شيهاني رمزي و  شويطر صورية.
الأمسية التي نشطها المذيع القسنطيني الشاب زكريا دنش،  شهدت بالإضافة إلى عروض الأزياء، برمجة فقرات ترفيهية، نشطها كل من الفنان الاستعراضي دافيد المعروف بـ « روح النار»، وهو أكروبات هاو يتفنن في مداعبة لهيب النار، كما قاسمه التنشيط الفنان الباتني طه بوراس، بالإضافة إلى  فرقة البالي للديوان الوطني للثقافة والإعلام ، ما أضفى أجواء مميزة على الفعالية التي استضافت عددا من الوجوه الفنية و مشاهير عالم الجمال و الموضة، على غرار الممثلة عايدة عبابسة و الفنانة موني بوعلام و المنشطة و الممثلة مفيدة دعاس، و مغنيي المالوف عباس ريغي و عدلان فرقاني، بالإضافة إلى العارضة و سفيرة اللباس التقليدي ابتسام العرفي ، و ملكة جمال التراث الإفريقي  وحيدة غروش و هي أسماء كرمت في نهاية الأمسية إلى جانب ممثلة مديرية الثقافة أميرة دليو و مدير قاعة الزينيت وليد تيفورة
المنظمون أكدوا، بأن الطبعة الثانية من عرض « فاشن داي»، تعد تكريسا  لثقافة الموضة و الأناقة في المدينة، التي أصبحت تشتهر بعروضها الهامة على مدار السنة، حيث باتت ممرا رئيسيا للمصممين الشباب، وهو ما يعزز إمكانية تحقيق حلم « أسبوع الموضة بقسنطينة»، الذي يعمل الجميع من أجله، عن طريق برمجة عروض أزياء ذات بعد محلي و وطني تجمع بين الجانبين العصري و التقليدي، و تركز على إبراز كل ما هو جديد في ما يخص تحديث تصاميم الألبسة التقليدية، خصوصا و أنه مجال يستهوي الكثير من المبدعين و يحظى باهتمام نساء و حتى رجال المدينة المعروفين بحبهم للموضة و حرصهم على أناقة المظهر.
 من جهتها قالت، عارضة الأزياء و سفيرة اللباس التقليدي الجزائري ابتسام العرفي، بأن عروض الأزياء لم تعد مجرد فعاليات ذات طابع حرفي تقليدي و حدثا ترفيهيا بسيطا، بل تعتبر طريقا يمده المختصون في هذا المجال في اتجاه التعريف بالتراث الجزائري و حمايته من محاولات السرقة و النسب لغير أهله، كما هو حاصل منذ سنوات، مع العديد من الأزياء على غرار القفطان و قندورة الفرقاني.
و أوضحت المتحدثة بأنها تعمقت في مجال عملها ليشمل البحث في تاريخ التراث و التوثيق لقصص الأزياء التقليدية، بالاستعانة بباحثين من عدة مناطق و مصممين ومهتمين بهذا المجال، وذلك لقناعتها بأهمية الإلمام بالجانب الحضاري و التقليدي للأزياء التي تعرضها في الخارج، لأن هذه الخلفية الثقافية تساعدها، كما قالت، على أن تحاضر أحيانا حول التراث الجزائري و مدى ثرائه.
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى