دفع هاجس تفشي وباء كورونا، عديد العائلات القاطنة بالعمارات في قسنطينة، و بعض الولايات الأخرى، إلى إطلاق حملة تنظيف واسعة شملت المداخل و السلالم و الفضاءات الخارجية، حيث قامت ربات بيوت و شابات بمساعدة الرجال، بتنظيف سلالم و مداخل العمارات و كذا الفضاءات الخارجية ، إلى جنب عمليات التعقيم، فيما عرض آخرون خدماتهم الخيرية التطوعية، على غرار نقل المرضى، دون الاهتمام بالتأثيرات العكسية لما يفعلون ، حيث تعتبر الدكتورة سامية كريمش، تلك السلوكات خاطئة في الظرف الحالي لكونها تساعد في تفشي الوباء بسبب الاحتكاك و التجمعات، داعية المواطنين إلى البقاء في منازلهم و تأجيل مثل هذه المبادرات إلى ما بعد الأزمة الصحية العالمية الراهنة.  
السكان يقومون بحملات تنظيف و تعقيم واسعة
الرغبة في الالتزام بشروط الوقاية، من بينها الحرص على النظافة، دفعت عديد العائلات القاطنة بالعمارات، إلى تنظيم حملات تنظيف واسعة للقضاء على الأوساخ التي تنتشر بداخلها و في أرجائها، حيث اتفقت جارات مسبقا على تخصيص وقت للتنظيف، و استغلين فترة تواجدهن بالبيوت لذلك، بحجة القضاء على الفيروسات المنتشرة في الفضاء الخارجي، و هو ما لاحظناه بعمارات حامة بوزيان ، حيث قالت ربة بيت للنصر، بأنها تقطن بعمارة ذات ستة طوابق ، و قامت رفقة جاراتها بتنظيف جدران و سلالم العمارة ، و حرصن على استعمال الكمامات و القفازات.
نفس العملية قام بها قاطنو العمارات بوسط مدينة قسنطينة، و كذا بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث تطوع شبان لتنظيف الأحياء و العمارات، في حين قام قاطنو السكنات الفردية ببلديات أخرى كابن زياد ، بمبادرة لتنظيف أحيائهم و  مداخل منازلهم، و ذلك بعد جمع المال لكراء صهاريج تحتوي على مياه معقمة.
شباب يعرضون خدمات النقل و التكفل بالمرضى
في المقابل و بعد قرار توقيف وسائل النقل،   عرض شباب خدماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، و تتمثل أساسا في تسهيل عملية نقل المرضى، و طلبوا من كل شخص يعاني من مشكل صحي و يود التوجه إلى مؤسسة إستشفائية الاتصال بهم عبر أرقام الهاتف المرفقة بالمنشور، كما عرضوا خدمة توفير الطعام و الأدوية و غسل الملابس للمرضى المقيمين بالمستشفيات، لتخفيف الأعباء عن عائلاتهم .
الدكتورة سامية كرميش مختصة في الأمراض الصدرية و الحساسية
يجب التوقف عن حملات التنظيف و التطوع و الاقتداء بالنموذج الصيني
تحذر الدكتورة سامية كرميش، أخصائية الأمراض الصدرية و الحساسية، المواطنين من القيام بكل أنواع الحملات، سواء المتعلقة بالتنظيف  و التعقيم و حتى الخيرية حاليا، و دعتهم للاقتداء بالنموذج الصيني الذي نجح في احتواء الأزمة الصحية، و ذلك بالبقاء في منازلهم، و هو السلوك الأنسب لمنع تفشي الفيروس.
و أوضحت الطبيبة بأنه على كل إنسان الالتزام بتنظيف بيته و مدخله،  و الامتناع عن الاحتكاك بالآخرين، و الحرص على وضع قطعة قماش عند مدخل البيت مبللة بماء جافيل، لمسح أسفل الأحذية قبل الدخول إليه. ثم وضعها في أكياس قبل إدخالها للبيت، مع وضع قطعة أخرى تحتوي على ذات المحلول في مقبض الباب الرئيسي.

كما تحذر من حملات التعقيم التي يقوم بها متطوعون، لكونها غير مؤطرة من قبل مختصين، مشيرة إلى أن المواطنين غير ملمين بشروط التعقيم الصحيح، داعية إلى التحلي بالوعي و الالتزام بشيء أساسي و مهم يتمثل في البقاء بالمنزل، و عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مع الحرص على وضع الكمامة، باعتبارها الأداة الوحيدة و المهمة التي تساعد على تجاوز الأزمة، و ترك باقي المهام للسلطات المعنية.
أ. بوقرن

الرجوع إلى الأعلى