مازال النشاط الزراعي بقالمة متواصلا عبر مختلف الأقاليم، رغم مخاطر وباء فتاك، يواصل الانتشار عبر مختلف مناطق الوطن، مهددا بشل القدرات الإنتاجية الوطنية و النيل من الأمن الغذائي للبلاد.
و يقف عمال الطماطم الصناعية بقالمة اليوم، على الخطوط الأولى لجبهة التصدي للفيروس القاتل، بمواصلة العمل بالحقول و غرسها قبل انقضاء الوقت المحدد لهذا النوع من الزراعات الإستراتيجية و هو منتصف أفريل القادم.
 و انتشر عمال الطماطم الصناعية بسهل سيبوس الكبير، يسابقون الزمن لغرس أكبر مساحة ممكنة و تفادي شبح الموسم الأبيض الذي كان يتهدد هذا المنتوج الغذائي الهام، بسبب موجات الجفاف و بداية انتشار الوباء بالجزائر. و قد ساعدت الأمطار الأخيرة التي تساقطت على المنطقة، في زيادة العمل بالحقول و نمو شجيرات الطماطم دون تشغيل أنظمة السقي و يتوقع المزارعون المتخصصون في زراعة الطماطم الصناعية بقالمة، موسما جيدا بدعم من العوامل المناخية الملائمة، حيث تبددت المخاوف من استمرار موجات الجفاف، لكنهم قلقون بشأن الخطر الأكبر الذي يشكله فيروس كورنا المتفشي بعدة ولايات.
و قالت مصادر من مديرية الفلاحة، بأن النشاط الزراعي سيتواصل، داعية المزارعين للتحلي بأقصى درجات الحيطة و الحذر لحماية العمال و أسرهم من خطر الإصابة بالعدوى و ذلك بتوفير وسائل الحماية و احترام مسافات الأمان بالحقول و مراقبة التغيرات و المؤشرات الصحية كل يوم و توفير النقل الآمن من الحقول إلى المنازل مباشرة، لتفادي الاحتكاك و التجمعات.
إلا أن الوضع الصحي بالمنطقة لا يثير القلق في الوقت الحالي، مما شجع المزارعين على مواصلة النشاط بحقول الطماطم الصناعية الممتدة من حمام دباغ، مجاز عمار و الفجوج غربا، إلى بلخير، قالمة، بومهرة أحمد وسط سهل سيبوس، إلى جبالة، بني مزلين و بوشقوف شرق الولاية.  
و مازالت محلات بيع قطع غيار المعدات الفلاحية و الأدوية و البذور، تعمل بقالمة تحت إجراءات صحية صارمة، لإمداد المزارعين بكل الوسائل التي يطلبونها في العمل اليومي بحقول الطماطم الصناعية و حقول القمح التي تحتاج التدخل كلما دعت الضرورة للقضاء على أمراض فطرية مدمرة، قد تظهر تحت تأثير التغيرات المناخية الطارئة بين البرودة و الحرارة.
و تقع كل الحقول الزراعية في قالمة، بوسط طبيعي نقي و مفتوح، بعيدا عن التجمعات السكانية، مما يقلل من مخاطر الإصابة بعدوى فيروس كوفيد 19 الفتاك، لكن المشرفين على قطاع الزراعة بالولاية، ينصحون بتوخي الحذر الشديد و التقيد بتعليمات الأطباء في مجال النظافة و الوقاية للمحافظة على النشاط الزراعي و حماية الأمن الغذائي للبلاد.   
و قد ساعدت أنظمة الري بالتقطير و تطور الماكينات الزراعية، على تقليص عدد العمال في الحقل الواحد و أصبح العمل اليدوي مقتصرا على عملية الغرس فقط، ثم يأتي دور الماكينات للقضاء على الأعشاب و رش المبيدات الكيماوية للتصدي للأمراض النباتية المتوقعة.
فريد.غ     

الرجوع إلى الأعلى