•المناعة تنخفض عند الحمل و الوقاية ضرورية للحماية  
 تصنف الحوامل من بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر عدوى كوفيد 19، وذلك بسبب ضعف مناعة المرأة في هذه المرحلة، كما أوضحت الأخصائية في أمراض النساء و التوليد هدى بوسباطة، مشيرة، إلى أن تأثيرات الفيروس الفعلية على الحامل و الجنين لا تزال غير معروفة بشكل كاف، لذلك تعتبر الوقاية خير وسيلة لحماية المرأة من الأزمات التنفسية الحادة، التي قد تنجم عن العدوى خصوصا وأنه عارض جد وارد بسبب ضغط الجنين على أعضاء الحامل الداخلية بما في ذلك الرأتين.
و بخصوص تأثيرات العدوى على الجنين فهي لا تزال محل جدل بسبب تضارب الدراسات كما قالت الأخصائية، فبعض الأبحاث تؤكد، بأن الفيروس لا يمكنه أن ينتقل إلى داخل الرحم، لأنه عاجز عن اختراق السائل الأمنيوسي، مع ذلك فإنها تبقى نظرية غير قاطعة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أي شيء يمكنه التنقل في الدم يمكنه أن يصل  إلى الجنين، حتى وإن كان اختبارا شمل تسعة رضع بفرنسا، قد نفى مؤخرا إصابة المواليد الجدد بكوفيد 19، لذلك وأمام تضارب الآراء حول الموضوع، فإن الحل الوحيد بالنسبة للحامل يبقى الوقاية، و مراقبة النمط الغذائي، مع تناول الفيتامينات و المكملات الغذائية و الحديد لتقوية المناعة و تجنب فقر الدم الذي يتسبب في اضعاف الجسم ، فمشكلة الحامل حسبها، لا تكمن فقط في إمكانية تعرض الجنين للعدوى، بل في تأثيرات الفيروس على الحمل ككل، فالأزمات التنفسية التي قد تتعرض لها المرأة الحامل، خصوصا النساء اللائي يعانين من  مشاكل صحية أخرى على غرار السكري و ضغط الدم، قد تسبب نقص الأكسجين في الدم وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على الجنين و يعرضه لمعاناة شديدة، يمكن أن ينجر عنها تأخر أو توقف نهائي للنمو أي فقدان الحمل نهائيا، فالمعلوم أن كورونا هو نوع من أنواع الأنفلونزا، و هو مشكل صحي يعتبره المختصون من مسببات الإجهاض عادة، وعليه فإن السبيل الأنسب لتلافي كل احتمالات الخطر، هو التزام الحامل بشروط الوقاية من تنظيف مستمر للأيدي و استخدام متكرر للجيل المطهر و استخدام الكمامة أو القناع الواقي عند الخروج، وهنا تحديدا، يتوجب عليها كما شددت الأخصائية، التقليل من عدد المعاينات الطبية، لتجنب  مغادرة المنزل و الاحتكاك بأشخاص قد يكونون حاملين للفيروس، علما أن الحامل ليست مطالبة حسبها بأكثر من ثلاث معاينات أساسية طيلة فترة حملها « الأولى بعد 12 أسبوع ثم الثانية بعد 28 أسبوع ومن ثم الثالثة خلال آخر شهر من الحمل»، خصوصا إذا لم تواجه أية مشاكل أو أعراض تستدعي زيارة الطبيب كتوقف حركة الجنين أو النزيف أو الشعور بالألم  و أي مؤشر  آخر يدل على الخطر، وحتى في حال قررت زيارة طبيبها المعاين، فعليها أن تتصل به مسبقا و تحجز موعدا لتضمن عدم جلوسها مطولا في قاعة الانتظار وبالتالي عدم تواجدها في مكان مكتظ قد يشكل خطرا على سلامتها و سلامة الجنين، وفي حال اضطرت السيدة لمغادرة المنزل فإنه يتعين عليها تغيير ملابسها و الاستحمام بشكل جيد بمجرد عودتها إليه . و بالنسبة للأعراض التي تظهر على الحامل المصابة بالفيروس، فقد أوضحت الدكتورة بوسباطة، بأنها تتمثل عموما في  الأزمات التنفسية الحادة، علما أن الوضع قد يكون أعقد عند المصابات بالأمراض المزمنة مقارنة بالحوامل في صحة جيدة، لأن الفئة الأولى من الحوامل مهددات بخطر الموت في حال تعرضن لمضاعفات قوية بسبب تأثيرات الفيروس، ولهذا تؤكد محدثتنا، على أن الوقاية تبقى أفضل حل لمواجهة أي تهديد، خصوصا بالنسبة للنساء في مراحل الحمل الأولى، لأن الخطورة على الجنين تنخفض في مرحلة الولادة  على اعتبار أن الجنين يكون قد أنهى نموه و أصبح قادرا على الصمود أكثر، مع ذلك فإن السيدة مطالبة في كل الحالات بتجنب التنقل للمستشفى قبل أن تتأكد من  أنها دخلت فعلا مرحلة المخاض و هو أمر يمكنها أن تعرفه من خلال مراقبة وتيرة التقلصات.
أما في ما يتعلق بتناول الأدوية سواء كانت مضادات حيوية أو مضادات التهاب عد الشعور بارتفاع في درجة حرارة الجسم، فقد شددت الطبيبة على ضرورة الابتعاد عن الأدوية بشكل نهائي، فمضادات الاتهاب ممنوعة  بتاتا خلال  الثلاثي الأول و لا يمكن تناولها  قبل ذلك إلا باستشارة الطبيب المعاين لأنها قد تسبب مشاكل لقلب الجنين، أما في ما يتعلق بالمضادات الحيوية فتخضع كذلك لشرط الاستشارة الطبية ، لأن المرأة قد تعاني من حمى معزولة عن كورونا، سببها مثلا، التهاب في المسالك البولية أو زكام أو التهاب اللوزتين أو حتى بعض التأثيرات الهرمونية، وهنا يتوجب على الحامل توخي الحيطة و  مراقبة حرارة جسمها بدقة للتأكد من أنها لا تتجاوز 39درجة، كما يتعين عليها إجراء تحاليل احترازية تلغي خطر الإصابة بالفيروس.
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى