نظم الأسبوع الفارط  ممثلون  مسرحيون و  تقنيون من المحطة الجهوية للتلفزة الوطنية في قسنطينة وعدد من أعضاء جمعية البليري للمسرح حملة تطهير و تعقيم مست عددا من أزقة و شوارع المدينة القديمة ،   لاستحالة وصول سيارات النظافة التابعة للبلدية إلى هذه المناطق.
و قال الممثل المسرحي و المخرج و المنتج   أحمد رياض في حديث للنصر ، أن المبادرة قد أطلقها بعض الممثلين من مسرح قسنطينة ، على غرار الممثل حكيم بوديسة و حمودي حمزة و غيرهم  ،و   انضم إليها عدد كبير من التقنيين في مؤسسة التلفزيون و كذا بعض الممثلين من جمعية البليري و غالبيتهم من قاطني المدينة القديمة ، و قد دامت خمسة أيام متتالية مست كل من حي السويقة ، القصبة و الشارع و الجزارين ، و عرفت تعقيم واجهات البنايات و النوافذ و السلالم و كذا المحلات ،  و من المرتقب تنظيم حملة مماثلة الأيام  القادمة لتمس  أحياء أخرى ، و قد سبق الحملة  إطلاق إعلان عبر فيسبوك من أجل جمع التبرعات  لاقتناء المعدات من وسائل الرش و كذا مواد التنظيف و التعقيم ، حيث عرفت المبادرة  مساهمة عدد من رجال الأعمال و التجار الذين قدموا تبرعات مالية ، و أضاف المتحدث أن  اختيار هذه الأحياء جاء من منطلق  أن عمليات التعقيم المنظمة من طرف  السلطات الولائية قد مست الأحياء الكبرى و التجمعات السكانية ، باستثناء المدينة القديمة ، مضيفا أن خصوصية بنيانها و شوارعها الضيقة كانت سببا  في استثنائها   من عمليات التعقيم لصعوبة دخول شاحنات البلديات إليها ، و قد ركز المتطوعون  خلال حملة التعقيم  التطوعية على التنظيف اليدوي باستخدام أجهزة  محمولة على الظهر و الأيدي ، مؤكدا أن  العملية التي دامت خمسة أيام شهدت  انخراط جمعيات أحياء و مواطنين فيها ، و الذين واصلوا تعقيم هذه الشوارع لمدة عشرة أيام.
بالمقابل أكد الممثل المسرحي و التلفزيوني عبد الحكيم بوديسة في حديث للنصر أن المبادرة لها بعد توعوي ، و هي رسالة حقيقية من الفنانين للمجتمع ، تحمل في طياتها عدة أهداف كالتوعية  المباشرة بعيدا عن خشبة المسرح و التلفزيون ،  و نزول الممثل إلى الواقع و القيام بمبادرات مماثلة، من شأنه حث الأفراد على إتباعهم و تقليدهم للقيام بمثل هذه الفعاليات ذات المغزى الاجتماعي ، و لما لا تعميمها لدى  ممثلين في ولايات أخرى للقيام بعمليات تعقيم تمس خاصة المدن العتيقة و المناطق التاريخية ، خاصة و أن السلطات لوحدها غير قادرة على مواجهة هذه المعضلة الإنسانية ، و على الجميع التطوع و العمل من أجل الصالح العام ، كل حسب مجاله لأن الأمر أضحى مسؤولية كل فرد مهما كان موقعه في المجتمع.             هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى