يلقى مشروع «ألو دكتور» الذي أطلقه الفرع الولائي لجمعية المعالي للعلوم و التربية بقسنطينة تزامنا وفترة الحجر المنزلي، تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين من الولاية وخارجها، كما بلغ صداه خارج حدود الوطن باعتباره منصة الكترونية متخصصة في تقديم الإرشادات الطبية وضمان المعاينات عن بعد، بفضل العدد الكبير للأطباء المختصين الذين تطوعوا للعمل تحت هذا الإطار الإنساني في ظل جائحة كورونا.

روبورتاج: هيبة عزيون
وقد بلغ عدد المعاينات الطبية عن بعد والتي شملت عدة تخصصات، أزيد من 500 في ظرف 25 يوما من إطلاق المشروع، حيث سجل القائمون عليه تزايدا في عدد الاتصالات خلال شهر رمضان وتحديدا من أصحاب الأمراض المزمنة وفي مقدمتهم مرضى السكري.
ومع تضاعف أعداد المرضى الذين يلجون للموقع الالكتروني المخصص لهذا الغرض بحثا عن استفسارات طبية، ومن خلال زيارة لموقع «ألو دكتور» و متابعة التعليقات لاحظنا حالة من الرضا لدى الكثير ممن استخدموا هذه المنصة، ويرجع ذلك إلى سرعة التكفل بانشغالات المرضى والعمل الدائم والمتواصل لمعالجة كل الانشغالات والمشاكل المطروحة من خلال لقاء افتراضي يومي بين الأعضاء  لطرح المشاكل والبحث عن حلول سريعة، إلى جانب الرد على تساؤلات المواطنين وربطهم السريع بالطبيب الأنسب لحالتهم.
 ولا تنحصر الاتصالات على ولاية قسنطينة بل هناك الكثير من المتصلين من عدة ولايات وحتى من الخارج على غرار العراق وسوريا وحتى من أوروبا ممن استفادوا من معاينات و إرشادات طبية عن بعد، وهو المشروع الذي أكد أهمية الخدمة الصحية  وتزايد الحاجة إليها، حسب القائمين عليه.
* مديرة مشروع «ألو دكتور» الطبيبة وسيلة معزي: نعمل دون انقطاع ونوفر أزيد من 98 تخصصا


وقالت مديرة «ألو دكتور» و رئيسة القسم النسوي لجمعية المعالي  للعلوم والتربية  في قسنطينة، طبيبة الأسنان وسيلة معزي، إن الفكرة جاءت للتكيف مع الوضع الراهن الذي فرضته الجائحة والحجر المنزلي وحاجة الناس للكثير من الخدمات وفي مقدمتها الصحية، مقابل تأثر جل القطاعات ومن بينها الصحة.
وذكرت الدكتورة أن الكثير من الأطباء الخواص أغلقوا عياداتهم بشكل اضطراري إما لنقص وسائل الوقاية الثقيلة كونها غير متاحة بالشكل المطلوب، أو بسبب توقف وسائل النقل نتيجة حالة الحجر، كما أن أطباء القطاع العام مجندون لمواجهة فيروس «كوفيد 19»، ما يجعل المستشفيات غير قادرة على استقبال الكم الهائل من الأشخاص المصابين بأمراض أخرى خوفا من انتقال العدوى إليهم.
وتجاوب مع الفكرة عدد من الأطباء المنخرطين في جمعية المعالي  وقد شرع في تجسيدها بربط الاتصالات مع مختلف الأخصائيين سواء في العيادات الخاصة أو المستشفيات، وهو ما لقي ترحيبا كبيرا ليتم على ضوئها إطلاق المشروع، حيث تم إحصاء قوائم الأطباء حسب التخصص و وضع أرقامهم تحت تصرف القائمين على المشروع والمرضى عبر الفضاء الافتراضي، إذ تم القيام  بأزيد من 500 معاينة عن بعد في ظرف أقل من شهر.
أطباء يقدمون استشارات حتى ساعات متأخرة
وأضافت الدكتورة في حديث للنصر، أنه ومباشرة بعدما أبدى الأطباء رغبتهم في المشاركة رغم انشغال الكثير منهم، تم التفكير في إنشاء مركز تشخيص عن بعد بطريقة احترافية مع  تفادي نشر أرقام الأطباء على صفحات «فيسبوك» تجنبا لبعض المشاكل، حيث يضمن المشروع أزيد من 98 تخصصا طبيا.
ويعمل المركز وفق استراتيجية مضبوطة من خلال ثلاثة أقسام، هي الاستمارة الالكترونية، الرد الآلي والرد على الهاتف، حيث يتم استخدام إحدى هذه الوسائل حسب القدرات المعرفية  للشخص، وبعد صب المعلومات يتم التمحيص فيها وتجميعها بإشراف القائمين على مركز التشخيص، الذي تتكفل به ثلاث مختصات في الطب الداخلي ومكلف بالإعلام إلى جانب مديرة المشروع.
وقالت الطبيبة إن المركز يعمل يوميا دون انقطاع، وأحيانا تتكفل المشرفات على المركز بالرد على الاستفسارات في حال تعلق الأمر بمعاينات بسيطة لها علاقة بالطب العام، وفي حال تعلقها بأحد التخصصات يتم أولا الاتصال بالمريض وإعطائه قائمة وأرقام الأطباء المعنيين مرفقة بأيام وساعات عملهم ضمن مشروع «ألو دكتور»، وعلى ضوء هذه المعطيات يختار المريض طبيبه المعاين، وأضافت المتحدثة أنه تم الأخذ بالحسبان الحالات الاستعجالية التي تتطلب تدخلا خارج أوقات الطبيب، كما أن هناك دكاترة قدموا موافقتهم للعمل حتى خلال ساعات متأخرة من الليل.
* أخصائية أمراض الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة نوال حنيدر: النساء الأكثر طلبا لخدمة «ألو دكتور»


وذكرت أخصائية أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة نوال حنيدر، أنها تتلقى يوميا عدة اتصالات من خلال موقع «ألو دكتور» وهي عموما متباينة العدد من يوم لآخر  بين ثلاثة اتصالات وأحيانا أكثر أو أقل، كما أن الشريحة العمرية للمتصلين تتراوح بين 30 إلى 50 سنة، مضيفة أن النساء هن الأكثر استخداما للخدمة.
وقالت المختصة للنصر، إنها كانت تتواصل مع مرضاها عند بداية الحجر المنزلي عبر حسابيها على «فيسبوك»، لتنضمّ بعدها إلى المشروع بحكم علاقتها مع أطباء جمعية المعالي الذين طلبوا انخراطها في المبادرة، لتوافق دون تردد لأن المسعى حسبها، إنساني مئة بالمئة.
وأضافت الدكتورة أنها ترد على تساؤلات المواطنين القاطنين بالمناطق البعيدة وكذا الذين يتخوفون من الذهاب إلى العيادات خوفا من العدوى، وعلى ضوء الأسئلة المطروحة تقدم النصائح والإرشادات المرتبطة بالحالات البسيطة، وفي بعض المرات تقوم بوصف بعض الأدوية إما بالهاتف أو عبر تطبيق»مسنجر»، بينما تدعو الحالات المعقدة إلى زيارتها في العيادة من أجل الفحص الدقيق والتشخيص. وترى المتحدثة أن المبادرة ستشجع الأطباء أكثر على العمل عن بعد كونها  أعطت نتائج إيجابية.
lأخصائي جراحة العظام الدكتور لطفي كروش: المشروع إنساني وقد خدم المريض والطبيب معا
ويعتبر أخصائي جراحة العظام والمفاصل الدكتور لطفي كروش من عين عبيد وهو أحد المتطوعين في «ألو دكتور»، أن الفكرة إنسانية ولها فائدة مزدوجة بين المريض والطبيب، حيث سهلت الحصول على خدمات طبية وعلاجية للمواطن في هذا الظرف الحساس، كما أنها سهلت العمل على الدكاترة الذين يتزايد عددهم، إذ لم يعد الطبيب مرتبطا بالحيز الجغرافي فقد تم حتى استقبال اتصالات من خارج الوطن وكذا من عديد الولايات وفي مقدمتها البليدة.
وأضاف المتحدث أنه يعمل يوميا في عيادته من التاسعة صباحا إلى الثانية بعد الزوال، ليباشر بعدها الرد على تساؤلات المتصلين و القيام بالمعاينات عن بعد، مضيفا أن حالات المستعجلة والخطيرة استدعت تدخلات جراحية بالتنسيق مع بعض العيادات كالمتعلقة بالحوادث الخطيرة والكسور، كما أن المعقدة تتطلب حضور المريض لإجراء الفحص الدقيق والقيام  بالأشعة والشروع في العلاج، أما القاطنون بعيدا فتُقدم لهم نصائح عبر الأنترنت أو الهاتف إلى غاية زوال الوباء.
هـ.ع

الرجوع إلى الأعلى